مطالبات تونسية بمحاسبة المتورطين في فاجعة غرق مركب مهاجرين

06 فبراير 2023
من مظاهرة سابقة لأهالي جرجيس يطالبون بكشف حقيقة غرق المركب (فتحي نصري/فرانس برس)
+ الخط -

عقد ممثلو حراك مدينة جرجيس وعائلات المفقودين في فاجعة غرق مركب مهاجرين في 21 سبتمبر/أيلول، راح ضحيّتها 18 شخصاً من الأهالي، مؤتمرا صحافيا، اليوم الإثنين. 

وأكدوا أن الحادث جريمة مدبرة، حيث تم إغراق المركب، وذلك حسب الأبحاث التي قاموا بها والأدلة التي لديهم في الملف، داعين إلى محاسبة كل من تورط في هذه الفاجعة وكشف حقيقة ما حصل مع أبنائهم للرأي العام، خاصة بعد إقالة رئيس الجمهورية عددا من المسؤولين، من بينهم المدير العام لحرس الحدود.

ونظم عدد من الناشطين وأهالي المفقودين مؤتمراً صحافياً للوقوف على مستجدات هذا الملف والمغالطات الحاصلة حوله. وقال رئيس جمعية البحار شمس الدين بوراسبن، لـ"العربي الجديد"، إن لدى الجمعية نحو 20 عاماً من التجربة في العمل وفي عمليات الإنقاذ. وبحسب خبرتها، فإن الآثار التي وجدت على بعض الجثث من عنف غير مسبوقة، "وهو ما يؤكد فرضية إغراق المركب، وأن ما حصل جريمة مدبرة وقد تكون نتيجة خلاف بين العصابات الناشطة في الهجرة السرية".

وأضاف بوراسبن أنهم في الجمعية "رفعوا قضية في الغرض وسيتم كشف حقيقة ما حصل للمركب بعد انتهاء الأبحاث"، مبيناً أن "حراك جرجيس ليس مع أي طرف أو ضد أي جهة كانت، بل هو مع حقيقة مصير أبنائهم"، مبيناً أن "هناك عدة مغالطات قدمت لرئيس الجمهورية حول هذه الفاجعة"، مؤكداً أنه "رغم التقدم في البحث ولكن هناك تقصيرا سياسيا من المسؤولين الجهويين، وبعد 4 أشهر من الحادثة لا يعرفون حقيقة مقبرة الغرباء التي تحتوي قاعة تشريح وغرفة أموات".

وشدد بوراسبن على أن "أي توظيف سياسي للقضية مرفوض"، مبيناً أن "هناك عدة مغالطات قدمت لرئيس الجمهورية حول الفاجعة، وأن المركب الذي يشاع أنه تم العثور عليه ليس هو نفسه وأن لديهم عدة مؤاخذات على الأبحاث التي أجريت في منطقة الحرس البحري وقد تكون موجهة".

وأضاف بوراسين أنه "تم إغراق المركب عمداً، فهناك عدة أدلة على ذلك وطريقة دفنهم في مقبرة الغرباء ودون علم عائلاتهم تبعث على الإستغراب. هناك تقصير واضح من قبل المسؤولين الجهويين، وكما حصلت إقالات لمسؤولين كبار فإنه لا بد من المحاسبة وكشف حقيقة ما حصل، ومن دفن الجثث دون تحليل الحامض النووي".

وأضاف المتحدث أنه من خلال الأبحاث التي قاموا بها تأكد لديهم أن هناك جريمة ضد أبنائهم المهاجرين، "ورغم أن الحقيقة مرة ومكلفة ولكن حراك جرجيس سيواصل متابعة الملف وهناك قضية رفعت في الغرض لكشف ملابسات الفاجعة". 

وأكد الباحث والناشط علي كنيس، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الأهالي "يجددون مطلبهم نفسه بكشف الحقيقة ومعرفة مصير أبنائهم"، مبيناً أن الإقالات التي حصلت تؤكد موقفهم بوجود إخلالات في الملف، ولا بد من محاسبة كل من تواطأ في هذه الجريمة بدءاً من انتشال الجثث وطريقة الدفن.

وبين المتحدث أن "الآثار التي وُجدت على الجثث والمسافات بينها تكشف أنها ليست حادثة غرق عادية"، مضيفاً أن "ما وقع جريمة واعتداء وإغراق متعمد للمركب"، بحسب قوله. 

وقال سليم زريدات، وهو والد أحد المفقودين، لـ"العربي الجديد"، إن ما حصل فاجعة كبيرة غيرت حياة الأهالي، وما آلمهم هو تعامل المسؤولين مع هذه الكارثة، وهم يشعرون بوجع كبير عندما يبحثون عن الجثث ويتمنون وجود أبنائهم بينها، مبيناً أنهم مصرون على كشف الحقيقة لأنهم يعرفون أن بقية الجثث المفقودة وعددها 10 قد تكون مدفونة في مكان ما.

وأضاف زريدات أن الأهالي تعبوا، فقد مرت نحو 5 أشهر ولم تعد لديهم القدرة على المقاومة والالتفات إلى حياتهم الطبيعية وتربية بقية أطفالهم.

المساهمون