استمع إلى الملخص
- الإقبال الكبير على الشواطئ أجبر بعض مستثمريها على إغلاقها مؤقتًا بسبب عدم القدرة على استيعاب المزيد من الزوار، مما يعكس الحاجة الماسة لتطوير البنى التحتية والخدمات السياحية لتلبية الطلب المتزايد.
- تواجه الشواطئ تحديات تتعلق بالسلامة والخدمات بسبب الإقبال الكبير، مما دفع إلى توفير المزيد من أفراد الأمن وفرق الإنقاذ وتحسين الخدمات، مع توقعات بزيادة الإقبال خلال أشهر الصيف، مشيرًا إلى أهمية استثمار الحكومة في تطوير السياحة الداخلية.
زادت موجة الحرّ وانقطاع التيار الكهربائي في مصر عدد رواد الشواطئ على سواحل البحر الأبيض المتوسط، لدرجة عدم القدرة على توفير مقاعد ومظلات.
مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي ساعات طويلة، اضطر الكثير من المصريين إلى الفرار من منازلهم إلى الشواطئ التي دخلت موسم الرواج الاقتصادي، ما خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. وكانت الحكومة قد أعلنت زيادة ساعات قطع التيار الكهربائي إلى 3 ساعات بدلاً من ساعتين، وذلك لمدة أسبوع، في إطار خطة لتخفيف الأحمال، تهدف إلى الحفاظ على التشغيل الآمن والمستقر لشبكة الغاز ومحطات إنتاج الكهرباء. وتصدرت "رحلات اليوم الواحد" القادمة من المحافظات المجاورة المشهد، ورفعت نسبة الإشغال في الشواطئ الـ52 بمحافظة الإسكندرية التي شهدت إقبالاً غير مسبوق طوال ساعات النهار والليل، ما دفع مستثمري الشواطئ أحياناً إلى إغلاق الأبواب أمام الزوار بسبب عدم وجود أماكن لمقاعد أو مظلات. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات لشركات سياحية ونقابات وأندية وجمعيات أهلية في مختلف المحافظات نظمت رحلات إلى الإسكندرية بعدما وجدت رواجاً وإقبالاً ملحوظاً من المواطنين الذين يرغبون في الاستمتاع والهروب من حرارة فصل الصيف.
من أمام شاطئ سيدي بشر شرقيّ الإسكندرية، تقول سلوى عوض، وهي ربة منزل أربعينية، لـ"العربي الجديد": "أتيت مع أسرتي من القاهرة في أول رحلة إلى الإسكندرية بعدما سمعت نبأ زيادة تخفيف الأحمال، إذ لا نستطيع تحمّل الحرارة الشديدة في منزلنا بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر، وقررنا قضاء يوم على شاطئ الإسكندرية للاستمتاع بالهواء البحري البارد، وتجنب احتباس الحرارة في البيت".
ويقول محمد علي، وهو موظف في القطاع الخاص بمحافظة البحيرة، لـ"العربي الجديد"، من أمام شاطئ الأنفوشي بالإسكندرية: "أصبح انقطاع الكهرباء في مدينتنا أمراً يومياً، ويصل إلى ساعات طويلة، ما جعل الحياة في المنزل شبه مستحيلة. من دون مكيفات أو وسائل تبريد يصعب تحمّل درجة الحرارة في المنزل، لذا قررنا التوجه إلى الإسكندرية، ورغم المسافة البعيدة والسفر الشاق، أصبح التوجه إلى شواطئ الإسكندرية أو مرسى مطروح كل عطلة نهاية أسبوع الحافز الوحيد في الحياة، وحتى لو حصل ذلك لساعات قليلة، فهو يمنحنا الراحة والانتعاش اللذين نفتقدهما في منازلنا بسبب انقطاع الكهرباء، والجلوس على الشاطئ والاستمتاع ببرودة المياه والنسيم يجعلاننا ننسى لحظات المعاناة في المنزل".
ويقول أشرف وحيد، وهو طالب من غرب الإسكندرية، لـ"العربي الجديد": "لم تعد زيارة شواطئ المدن الساحلية ترفاً أو ترفيهاً، بل ضرورة ملحّة للنجاة من حرارة المنازل المغلقة والمعزولة عن الكهرباء. أصبحت هذه الرحلات بديلاً مناسباً لأسر عدة تريد الاستمتاع بالصيف، ونسيان الهموم بأقل تكاليف عبر قضاء يوم جميل على شاطئ البحر نعود بها بروح جديدة، وغلاء أسعار المصايف حتّم اختيار هذه الرحلات".
ويتحدث محمد السيد، مدير أحد الشواطئ شرقيّ الإسكندرية، لـ"العربي الجديد"، عن أن نسبة الإشغال تجاوزت الـ100% أحياناً، وللحفاظ على سلامة الجميع أغلقنا أبواب الشاطئ مؤقتاً، وسمحنا بدخول الزوار تدريجاً حين توافرت مساحات خالية، وأثّر هذا الوضع بإيرادات الشاطئ". أضاف: "اضطررنا إلى توفير مزيد من أفراد التأمين والإسعافات وغواصي الإنقاذ وعمال الخدمات لتنظيم الزحام وتأمين انتقال الزوار بأمان، بعدما واجهنا ضغطاً هائلاً على البنى التحتية للشواطئ".
من جهته، يقول سمير عبد السلام، وهو صاحب شركة لتنظيم الرحلات، لـ"العربي الجديد": "الإقبال الهائل يعكس الحاجة المتزايدة للاستمتاع بالشواطئ، لكنه يثقل كاهل البنى التحتية والخدمات المقدمة، ما يفرض استثمار الحكومة في تطوير البنى التحتية والخدمات السياحية من أجل استيعاب الطلب المتزايد". ويتوقع عبد الوهاب محمد، المدير العام لمكتب وزارة السياحة في الإسكندرية، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن يرتفع الإقبال على الشواطئ خلال أشهر الصيف، ويشير إلى أن الحجوزات والإشغالات السياحية في الفنادق تجاوزت 85%. وكشف عن تشكيل لجان لتفتيش الفنادق والمنشآت السياحية والفندقية بمختلف فئاتها، ورصد أي مخالفات أو شكاوى من النزلاء تمهيداً للتعامل معها في شكل مناسب. وأوضح أنه يجري استقبال الشكاوى من خلال خط ساخن خصصه مجلس الوزراء قبل تحويلها إلى وزارة السياحة والآثار، أو من خلال شكاوى كتابية تقدم إلى المكتب في الإسكندرية، ويجري التعامل معها فوراً.