التقى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الخميس، وزير الدولة للإنتاج الحربي اللواء محمد صلاح الدين مصطفى، ووزير الزراعة السيد القصير، وبعض المسؤولين في الوزارتين وفي تحالف مكون من بعض الشركات (غير مسماة)، لاستعراض مخططات تطوير حديقتي الحيوان والأورمان التاريخيتين في محافظة الجيزة، في إطار الاستجابة لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وحسب بيان لمجلس الوزراء، شدّد مدبولي على أهمية تنفيذ مشروع تطوير حديقتي الحيوان والأورمان في الجيزة، "لما له من دور في تعظيم الاستفادة من مقوماتهما، وإعادة إحيائهما كمناطق مفتوحة، ومساحات خضراء، تمثل متنفساً للزائرين من مختلف مناطق الجمهورية، وبخاصة حديقة الحيوان، التي تعد جزءاً من الموروث الترفيهي للمصريين على مدار أجيال".
وخلال الاجتماع، أشار وزير الزراعة إلى توجيهات رئيس الجمهورية بشأن تطوير الأصول المملوكة للوزارة من حدائق ومتنزهات، لا سيما الموجودة منها في نطاق محافظات القاهرة الكبرى (القاهرة والجيزة والقليوبية)، وعلى رأسها حديقتا الحيوان والأورمان بالجيزة.
وتابع أن "توجيهات الرئيس السيسي تتضمن الاستعانة بالقطاع الخاص للمشاركة في تنفيذ أعمال الإدارة والتشغيل، بعد بحث ما يُقدم من عروض في هذا الصدد، بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي. وما تم توقيعه من مذكرات تفاهم بشأن أعمال التطوير لتلك الحديقتين".
ولم يكشف الوزير عن تفاصيل مذكرات التفاهم الموقعة بشأن تطوير حديقتي الحيوان والأورمان، أو الشركات المكونة للتحالف المعني بأعمال التطوير، علماً أن رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، اللواء محمد رجائي، قال، في تصريحات صحافية قبل أكثر من شهرين، إن "إحدى الجهات السيادية في الدولة ستتولى تنفيذ مخطط تطوير الحدائق".
وأضاف بيان مجلس الوزراء أن "الاجتماع تناول المخططات الخاصة بتطوير حديقتي الحيوان والأورمان، بما يضاهي نظيراتهما عالمياً، بما في ذلك المقترحات المقدمة من التحالف الذي يضم مجموعة من الشركات لتطوير وتشغيل وإدارة الحديقتين، وإعادة إحيائهما، مع مراعاة المباني الأثرية والتاريخية فيهما".
وزاد أن "المقترحات شملت المحافظة على المباني الأثرية، وزيادة المسطحات الخضراء، وكذا المناطق التجارية، إلى جانب استعراض التصميمات الخاصة بمنطقة البلازا، وغير ذلك من المناطق الترفيهية المقررة إقامتها داخل الحديقتين".
كما استعرض الاجتماع "بعضاً من التصميمات المقترحة لتطوير المناطق الترفيهية في حديقة الأورمان، مثل مناطق أميركا والخيمة الشبكية والمخيم البيئي. إضافة إلى التصميمات المقترحة لمناطق البلازا الرئيسية وأفريقيا وآسيا والكائنات البحرية في حديقة الحيوان".
وحديقة الحيوان في الجيزة هي ثالث أقدم حديقة حيوان في العالم بعد حديقتي برلين ولندن، وكانت تنافسهما في ندرة الحيوانات وأعدادها. وافتتحت في عام 1891 على مساحة تقدر بنحو 80 فداناً، وتمثل أكبر حديقة للحيوانات في مصر والشرق الأوسط، وأول حدائق الحيوانات في قارة أفريقيا.
وكان مصدر حكومي مطلع قد قال، لـ"العربي الجديد"، إن هناك توجيهات رئاسية لوزارة الزراعة بـ"تحويل أغلب المتنزهات والحدائق العامة إلى تجمعات للمطاعم والكافيهات، واقتطاع مساحات منها لإقامة مشروعات سكنية على أنقاضها، للحد من استهلاك مياه الري، في ظل مواجهة البلاد أزمة نقص مرتقبة في مياه النيل بعد انتهاء إثيوبيا من مراحل ملء سد النهضة".
ووجه السيسي بتولي جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، التابع لوزارة الدفاع (الجيش)، مهام الإشراف على أعمال تطوير حديقتي الحيوان والأورمان، وإنشاء عشرات من المطاعم والكافيهات على المساحات الخضراء في الحديقتين، بغرض الاستفادة من عوائد تأجيرها بعيداً عن الموازنة العامة للدولة، في تكرار لما حدث مع الكثير من الحدائق والمتنزهات الشهيرة في مناطق القاهرة الكبرى، وفق المصدر نفسه.
وحديقة الحيوان كانت تسمى في السابق "جوهرة التاج لحدائق الحيوان في أفريقيا"، بوصفها تضم قرابة 6 آلاف حيوان من 175 نوعاً، من بينها أنواع نادرة من التماسيح والأبقار الوحشية.
وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال السيسي على هامش فعاليات المؤتمر الاقتصادي: "عاوزين تعرفوا مصر عاملة إزاي، روحوا حديقة الحيوان في الجيزة، وشوفوا حجم التردي والسلبيات. ولما قلت هانعمل مسارات متوازية في الحلول، قلتم حديقة الحيوان لأ. عشان الخضار اللي موجود فيها، والأسود الجميلة. إيه ده؟ كل ما نقول الحديقة من هنا، نلاقي كل الناس بتتكلم. لأ، ده اعمل 10 حدائق زييها".