استمع إلى الملخص
- حادثة منفصلة تمثلت في رصد حيوان بحري غريب بقرية سياحية بالإسكندرية، أثارت التكهنات حول كونه حوتاً أو سمكة قرش، مع إجراء مسح للشواطئ وعمليات غطس دون تسجيل أي حركة غير طبيعية.
- استجابة محافظة الإسكندرية للأحداث باتخاذ إجراءات احترازية شاملة، تضمنت رفع درجة التهيؤ وتحذير المصطافين، مع تكثيف أبراج المراقبة ونشر فرق الإنقاذ لضمان سلامة الجميع.
ساد القلق الساحل الشمالي في مصر، اليوم الأحد، بعد رصد جيفة غريبة عند شواطئ البحر الأبيض المتوسط، علماً أنّ بلاغات بخصوص كائنات غريبة كانت قد سُجّلت في مرّتَين سابقتَين، في خلال الأسبوعَين الماضيَين. من جهة أخرى، رفعت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف في الإسكندرية شمالي مصر الرايات الحمراء عند كلّ شواطئ المدينة الساحلية في القطاعَين الشرقي والغربي، ومُنع المصطافون من السباحة نهائياً حفاظاً على الأرواح بسبب ارتفاع الأمواج.
وتلقّى المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الأحد، بلاغاً يفيد بأنّ "كائناً بحرياً غريباً نافقاً" رُصد في مياه البحر الأبيض المتوسط، تحديداً عند الساحل الشمالي على طريق الإسكندرية-مطروح الساحلي، علماً أنّ مصطافين عثروا عليه وهم يسبحون. ويقول رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد عادل علي أحمد لـ"العربي الجديد" إنّه ألّف وفداً علمياً من فرع المعهد في الإسكندرية للقيام بما يلزم والتحقّق من وضع الحيوان النافق في مياه الساحل الشمالي، وإجراء تحاليل لمعرفة ما هو. يضيف أحمد أنّ من المعاينة الأولية للحيوان النافق، يبدو أنّه ليس بحرياً ويُحتمَل أن يكون رأس ماشية ألقي في المياه بعد نفوقه في أثناء نقل قطعان عن طريق البحر.
وفى واقعة أخرى سُجّلت الأسبوع الماضي، رُصد حيوان بحري غريب في قرية سياحية في الكيلو 67 بمدينة الحمام في الإسكندرية. وقد أفادت نائبة رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد للشؤون الفنية عبير السحرتي، في هذا الإطار، بأنّ المعلومات الأولية والوصف المقدّم من مسؤولي القرية وتسجيل الفيديو المرسل إلى المعهد تُرجّح أنّ الكائن البحري الذي ظهر حيّاً وليس نافقاً، ومن المحتمل أن يكون حوتاً أو من سمك القرش. أضافت السحرتي أنّه في الفيديو المتداول، من الممكن رؤية زعنفة الظهر وجزء من الجسم فقط، في حين لا تظهر منطقة الرأس ولا زعنفة الذيل، مشيرةً إلى أنّ ذلك يصعّب تحديد نوع الكائن البحري بدقّة. وقد أُلّفت لجنة تحرّ من أجل مسح شواطئ الساحل الشمالي القريبة من موقع البلاغ، وقد أُنزل غطّاسون إلى أعماق الموقع لإتمام عمليات تتبّع ورصد، لكنّ أيّ حركة غير طبيعية لم تُسجَّل.
وفي وقت سابق، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل فيديو لأحد المصطافين في الساحل الشمالي يحذّر من النزول إلى البحر بعد مشاهدة حوت في المياه، فيما تداول آخرون تسجيل فيديو يظهر فيه حوت نافق عند أحد الشواطئ. وذكرت وزارة البيئة المصرية، في بيان رسمي، أنّ بلاغاً ورد الإدارة العامة لمحميّات المنطقة الشمالية يفيد بالعثور على حيوان بحري نافق عند أحد الشواطئ، تحديداً عند قرية هاسيندا وايت سيدي عبد الرحمن. أضافت الوزارة أنّ رئيس فرع جهاز شؤون البيئة في الإسكندرية وممثّلين عن محميّات المنطقة الشمالية وممثّلي معهد علوم البحار توجّهوا فوراً إلى المكان، وقد حُدّد نوع الحوت بأنّه "كوفييه ذو المنقار". وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة البيئة إتمام عملية الدفن الآمن للحوت النافق، بعد اتّخاذ كلّ الإجراءات المطلوبة، فيما دعت المصطافين إلى عدم القلق من الواقعة متعهّدةً أنها سوف تعلن لاحقاً أيَّ معلومات في هذا السياق فور توفّرها.
وفي هذا الإطار، أفاد رئيس الاتحاد المصري لصيد الأسماك محمد قداح، في تصريحات صحافية، بأنّ وجود كائنات بحرية مشابهة في المنطقة يُعَدّ أمراً غير اعتيادي، إذ إنّ المنطقة من خارج مسارها الطبيعي، خصوصاً أنّ سواحل البحر الأبيض المتوسط ليست من موائلها الأصلية. وإذ أشار قداح إلى أنّ الكائنات البحرية المشابهة تتحرّك في الغالب من ضمن مجموعات وتتواصل عبر الأصوات الخاصة التي تصدرها، رأى أنّ حوت "كوفييه ذو المنقار" النافق خرج عن مساره الطبيعي قبل رصده. ويبدو أنّ الأمر كذلك للحيوان الذي رُصد قبل ذلك من دون أن يتمكّن المعنيون من تحديد نوعه.
الأمواج تحرم مرتادي البحر من السباحة في الإسكندرية
من جهة أخرى، رفعت محافظة الإسكندرية درجة التهيؤ القصوى عند شواطئ الإسكندرية حرصاً على سلامة المصطافين، بعد تحذيرات الهيئة العامة للأرصاد الجوية من ارتفاع الأمواج وسرعة الرياح، ورُفعت الرايات الحمراء عند كلّ الشواطئ البالغ عددها 52 شاطئاً والممتدة من أبو قير شرقاً حتى أبو تلات غرباً في القطاعَين الشرقي والغربي. وطالبت محافظة الإسكندرية، في بيان صادر اليوم، مرتادي البحر بالالتزام التام بتعليمات المنقذين البحريين وعدم النزول إلى البحر إلى حين تحسّن الأحوال الجوية. كذلك شدّدت على خطورة نزول البحر عند الشواطئ المفتوحة، من قبيل شواطئ القطاع الغربي. كذلك حذّرت الهيئة من الرياح النشطة في مناطق من شمالي البلاد.
وتُعَدّ الرايات وسيلة تحذير للمصطافين تفيدهم بحالة البحر. ففي حين تحذّر الرايات الحمراء من النزول إلى المياه نهائياً، تبيّن الرايات الصفراء أنّ البحر متاح للنزول شريطة توخّي الحيطة والحذر، في حين أنّ الرايات الخضراء تعني أنّ البحر آمن ومتاح للجميع.
في سياق متصل، طمأن رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف في الإسكندرية محمد عبد الرازق، في تصريحات، بأنّ فرق الإنقاذ والغطاسين تنتشر عند شواطئ الإسكندرية بكاملها، مع تكثيف أبراج المراقبة. وأوضح أنّهم تأكدوا من عمّال أبراج المراقبة والغطاسين، في حين جرت توعية مرتادي البحر بخطورة النزول إلى البحر في الأماكن غير المحدّدة للسباحة.