مصر: عيد أهالي المعتقلين السياسيين على بوابات السجن

23 يوليو 2021
داخل أحد سجون مصر (محمد الشاهد/ فرانس برس)
+ الخط -

أمام بوابات السجون الحصينة، وبين أفراد الأمن والحراسة، قضى أهالي السجناء السياسيين، الساعات الأولى من أول أيام عيد الأضحى، بعدما قضوا الليل في تحضير الزيارات، وإعداد الطعام لذويهم. فرحة مؤجلة، وعيد سيأتي بخروجهم. هذا باختصار ما جمع أهالي السجناء والمعتقلين السياسيين في مصر، القابضون على سلاح الصبر، والمتشبثون بالأمل مهما تأخر.
الناشطة السياسية منى سيف، وبعد فترة وجيزة من عودتها من رحلة استشفاء في الخارج، قضت أول يوم عيد الأضحى أمام سور سجن القناطر للنساء. ويبدو أن شوق اللقاء كان طاغياً لدرجة أنها نسيت حقيبة الطعام التي أعدتها لشقيقتها الصغرى سناء سيف، التي لم تزرها منذ أشهر.
وكتبت منى سيف عبر حسابها الخاص على موقع "فيسبوك" عن هذا اللقاء أول أيام العيد: "مين ضايعة وراحت زيارة العيد لأختها وهي على باب السجن جمعت إنها نسيت شنطة الأكل في البيت؟ ما تقلقوش تم تدارك الموقف، لكن دماغي اللي راحت مني ماحدش يسأل عليها". وسبق هذه الكلمات، وصف موجز لزيارة شقيقتها في السجن "لسة مخلصة الزيارة.. كالعادة لطعة وسربعة وإرهاق، بس أول ما سناء تظهر في المشهد يتحول لضحك وحواديت وتنطيط واطلع حاسة بخفة ماحسيتهاش من كتير".
حكم على الناشطة السياسية، سناء سيف، في اتهامها بنشر وإذاعة أخبار كاذبة، وسب موظف عمومي عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بالسجن عاماً ونصف، بعد اختطافها من أمام مكتب النائب العام، أثناء محاولتها التقدم ببلاغ للنائب العام عقب اعتداء مجموعة من السيدات –يرجح أنهن مدفوعات من إدارة السجن– عليها هي وأمها، الدكتورة ليلى سويف، أمام منطقة سجون طرة، حيث يحتجز أخوها، بعد محاولتهما الاعتصام أمام بوابات السجن بعد منعهما من زيارة علاء، أو حتى التواصل الكتابي معه.

"شفت القمر"
شقيق المنتج السينمائي، معتز عبد الوهاب، كتب أيضاً عن زيارة شقيقه أول أيام العيد "صباح الخير.. شُفت القمر". أما عن الجانب السعيد في الزيارة، فقال: "قالي شكلك كويس، كنت بحاول أكون في أحسن صورة يشوفني فيها، قالي حلو التيشيرت، مركز فى التفاصيل.. اطمأن إن كل الناس بخير وطبعاً السؤال الأساسي: أنا هطلع إمتى، خاصة بعدما عرف إن فى ناس بتخرج وفي انفراجة بتحصل ومستني إنه يكون فى الانفراجة دي".
أما الجانب المؤلم في الزيارة، أن معتز "مستاء جداً من إن النقابة لم تفعل أي شيء لتسهيل خروجه ومستغرب التجاهل من ناحيتهم.. معرفتش أدخله الكتب للأسبوع الثالث على التوالي، وللأسف أهم شيء بالنسبة له (القهوة) مرضيوش يدخلوها، حاولت أفهم ليه بس فشلت.. ممكن يكون لان دي زيارة العيد الاستثنائية والدنيا زحمه جداً.. عيدنا خروج معتز ورجوعه لينا، للاسف إحنا مش كويسين.. معتز مينفعش يتنسي".
وقد تم تدوير المنتج السينمائي معتز عبدالوهاب في قضية جديدة، بعدما قررت محكمة الجنايات في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إخلاء سبيله، وتم ضمه للقضية رقم 586 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، بتهمة إنتاج أفلام لصالح قناة "الجزيرة"، ومشاركة جماعة إرهابية، وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة.

انتظار طويل
من جهتها، دونت المصورة الصحافية، رندا شعث، شقيقة المعتقل السياسي الفلسطيني-المصري، رامي شعث، أيضاً بشكل مختصر، الزيارة في أول يوم العيد، وكتبت: "استنيت أربع ساعات عشان أشوف رامي. الحمد لله أن معايا نادية. زحمة زيارة العيد.. ولطعة لي زيادة. دخلوني آخر واحدة.. حاولت فيهم أكون مفيدة. ألعب مع الأطفال اللي جايين يشوفوا أبوهم. وأدي نصائح لست خدوا ابنها من كام يوم ومش عارفة تعمل إيه".

وتابعت: "رامي فرح بالفتة والرقاق.. ما قولتلوش إني ما عملتش لنفسي. رجع معايا جواب لسيلين (زوجته) ومريم (ابنته) وكام كتاب قراهم خلاص. أما أخيراً وصلت البيت وجري عالدش طلعت لقيت حلاوة (قطتها) قاعدة على الكيس اللي جاي من رامي ومش راضية تقوم. يا ترى شمت ريحة الغايب؟ كل سنة وإنتم طيبين. ويارب كل من له حبيب وطال بعاده ما تحرموش منه. وهاته له بالسلامة".
تجدر الإشارة إلى أن رامي شعث، هو ابن الدكتور نبيل شَعث وزير الخارجية الأسبق للسلطة الوطنية الفلسطينية. اعتُقِل فجر الجمعة الخامس من يوليو/ تموز 2019، من منزله في القاهرة، ومَثل رامي أمام نيابة أمن الدولة، وأضيف إلى قضية جنائية مفتوحة بالفعل تُعرف باسم "قضية الأمل" باتهام مساعدة جماعة إرهابية.

المساهمون