مصر: حبس طبيب وموظف بتهمة "التنمر على ممرض"

13 سبتمبر 2021
وجهت النيابة إلى المحبوسين تهماً تتراوح بين التنمر وازدراء الأديان (Getty)
+ الخط -

قرر النائب العام المصري، حمادة الصاوي، مساء الأحد، حبس طبيب وموظف في مستشفى خاص لمدة أربعة أيام احتياطياً على ذمة التحقيقات، وضبط وإحضار طبيب آخر، لاتهامهم بـ"التنمر بالقول على ممرض بالمستشفى - ممن لهم سلطة عليه - واستعراض القوة قبله، وسيطرتهم عليه، واستغلالهم ضعفه؛ بقصد وضعه موضع السخرية، والحط من شأنه في محيطه الاجتماعي".

ونسبت النيابة إلى المتهمين تهم "استغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة، بقصد إثارة الفتنة، وازدراء أحد الأديان السماوية، وتعديهم على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري، ونشرهم عن طريق شبكة الإنترنت، وبإحدى وسائل تقنية المعلومات تصويراً مرئياً ينتهك خصوصية الممرض المجني عليه من دون رضاه، واستخدامهم موقعاً وحساباً خاصاً على الشبكة المعلوماتية بهدف ارتكاب تلك الجرائم".

وأفاد بيان للنيابة بأن "وحدة الرصد والتحليل بمكتب النائب العام قد رصدت تداولاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لمقطع مصور نُسب تصويره لطبيب شهير يظهر به تعديه، واثنين آخرين، على ممرض داخل غرفة بأحد المستشفيات الخاصة، وذلك بالقول والفعل على نحو يُشكل الجرائم المتقدمة؛ وبعرض الموضوع على النائب العام قرر فتح التحقيق العاجل في الواقعة".

واستعلمت النيابة العامة عن أطراف الواقعة في المستشفى الذي شهد تصوير الفيديو، وكلفت جهات الشرطة بالتحري وصولاً لملابساتها، فأسفر الاستعلام والتحري عن تحديد مرتكبي الجريمة الثلاثة، وهم طبيبان وموظف في المستشفى؛ وبسؤال الممرض المجني عليه شهد بتفصيلات ما تعرض له من تعد على نحو ما ظهر في المقطع المتداول، مستغلين ما لهم من سلطة وظيفية عليه.

وأضاف الممرض في التحقيقات أن التصوير المتداول التقط من دون علمه أو رضاه، مبدئياً تضرره من نشره، وما لحق به من تداوله بين أهل بيته وقريته.

وتوافقت أقوال الطبيب والموظف مع ما شهد به المجني عليه في التحقيقات، وبررا ما ظهر في التصوير باعتياد تقبل المجني عليه المزاح منهما، ومن المتهم الهارب الذي صور المقطع، وهو ما أنكره الممرض من قبول هذا المزاح أو رضاه به، مدعيين تصريح المتهم الأخير لهما، ولآخرين، باختراق حسابه على تطبيق "واتسآب"، منكرين علمهما بكيفية نشر المقطع المتداول، بينما أقرا بصحة ما حواه التصوير، وصحة ظهورهما فيه.

وكلفت النيابة العامة الشرطة بسرعة ضبط وإحضار الطبيب الهارب، وفحص المقطع المتداول لبيان الحساب الإلكتروني الذي أذيع منه، وتحديد القائم على إدارته، في إطار استكمال التحقيقات في الواقعة؛ علماً أن الطبيب الهارب هو عمرو خيري، ويشغل منصب رئيس أقسام العظام بكلية الطب جامعة عين شمس.

وأظهر الفيديو اعتداء الطبيب على الممرض عادل سالم لمدة أربع دقائق متصلة، والذي يعمل منذ قرابة 25 عاماً في مستشفى النزهة الدولي بمساكن شيراتون في القاهرة، بمعاونة اثنين آخرين داخل المستشفى، واللذين كانا يمسكان بطرفي حبل، بينما كان الطبيب يأمر الممرض بالقفز من عليه، وهو يقول للممرض: "أنت بتتريق (تتهكم) على كلبي، هو عمل لك حاجة؟".

وظل الممرض يردد "حرام يا دكتور"، ليرد الطبيب "قول الله أكبر، وصل للكلب، والذنب عليّ أنا"، فرفض الممرض، قائلاً "كهربني أحسن"، واستمر الطبيب في السخرية من الممرض، بقوله: "الكلب قاعد زي الباشا، مالك أنت وماله"، مهدداً إياه بتوصيل "فيشة كهرباء" على جسمه لمزيد من الترهيب، وذلك إمعاناً في إذلاله وإهانته.

ورغم ادعاء النيابة المصرية هرب الطبيب المتهم في الواقعة؛ قال خيري في مداخلة هاتفية مطولة مع الإعلامي عمرو أديب، في برنامجه "الحكاية" المذاع على قناة "إم بي سي مصر"، مساء السبت، إنه يعتذر للممرض وأسرته عن الإساءة التي تعرض لها في الفيديو، مدعياً أنه نوع من المزاح المعتاد بينهما في استراحة الأطباء بالمستشفى، عقب إجراء العمليات الجراحية.

وأضاف خيري: "أنا حجيت بيت الله، ولست بوذياً حتى أمر الممرض بالسجود للكلب؛ الأمر كان بمثابة مزاح بيننا، والممرض هو أخ لي، ويعمل معي منذ نحو 20 عاماً"، متابعاً "الناس مش فاهمة (مستوعبة) الهزار (المزاح) والهرج بيننا، وهذا تبسط لزيادة الروابط بين الطبيب والممرض، وإلغاء الفروق بينهما"، على حد زعمه.

في المقابل، قال الممرض في مداخلة هاتفية مع برنامج "كلمة أخيرة"، المذاع على قناة "أون إي": "أنا أحب عملي، وعند حدوث الواقعة لم أكن أعلم بأن أحدهم يصورني، ولم أستطع أن أفعل شيئاً حينها"، مضيفاً "فوجئت بانتشار الفيديو مؤخراً على مواقع التواصل، رغم أن الواقعة حدثت منذ 6 أشهر، حين مات كلب مملوك للطبيب، والذي قلت له وقتها: أين المشكلة؟ فقال لي اسجد للكلب كاعتذار عما قلته".

وكانت وزارة التعليم العالي قد شددت على اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بصون كرامة أعضاء هيئة التمريض، والحفاظ عليها، في ضوء احترام وتقدير الوزارة لأعضاء هيئة التمريض، لما لهم من دور وطني وإنساني في دعم المنظومة الصحية.

دلالات
المساهمون