- محاولات فاشلة من محاميه لتنفيذ قرار الإخلاء وتأكيدات من عائلته على تعرضه لانتهاكات جسيمة نفسية وبدنية خلال فترة احتجازه، مع تخوفات من استمرار إخفائه قسرياً.
- الشبكة تطالب بالكشف عن مصيره وإنهاء معاناته، مشيرة إلى تاريخ اعتقاله الأول في 2014 بسبب ارتدائه تيشرت "وطن بلا تعذيب" وتعرضه للتعذيب، وتُعاد محاكمته بتهم زائفة.
قالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، إنها رصدت ووثقت تعرض المعتقل السياسي محمود محمد أحمد حسينـ الشهير بـ"معتقل التيشرت"، والبالغ من العمر 26 عاماً، إلى جريمة الإخفاء القسري للمرة الثالثة إثر إصدار محكمة جنايات أمن الدولة (طوارئ) حكماً بإخلاء سبيله بكفالة مالية قدرها 10 آلاف جنيه مصري على ذمة التحقيقات في 23 إبريل/نيسان الماضي.
وبينت الشبكة المصرية أنه خلال الفترة الماضية، وعلى مدى 26 يوماً، حاول محامو المعتقل الشاب تنفيذ قرار إخلاء سبيله من دون جدوى، ومن بينهم المحاميان خالد علي ومختار منير، اللذان حاولا زيارته داخل محبسه بقسم شرطة الخانكة بمحافظة القليوبية، إلا أن مأمور القسم أبلغهم بعدم وجوده في الحجز، أي أن إخلاء سبيله تم ورقياً.
وأضافت الشبكة أنه بعد أسبوع من وجوده داخل الحجز، وعندما حاولت أسرته زيارته، رفضت إدارة القسم السماح لهم بزيارته وسمحت لهم فقط بإدخال الطعام والأدوية، وتأكدت العائلة من وصول الطعام والعلاج له. وخلال اليومين الماضيين حصلت أسرته على رسالة شفوية منه من داخل محبسه يطالبها فيها ببعض المستلزمات الضرورية، ما يؤكد تعرضه مجدداً لجريمة الإخفاء القسري في مخالفة للقانون.
وأعربت الشبكة المصرية عن تخوفها من تكرار ممارسات السلطات الأمنية في إخفاء "معتقل التيشرت" قسرياً لما بعد 26 يونيو/ حزيران المقبل وهو موعد جلسة محاكمته، وأشارت إلى إعادة قوات الأمن المصرية اعتقاله في 30 أغسطس/ آب 2023 ليختفي لمدة ستة أيام في مقرات جهاز الأمن الوطني وتعرض خلالها لانتهاكات جسيمة نفسية وبدنية.
وفي الخامس من سبتمبر/ أيلول 2023، باشرت نيابة شرق القاهرة الكلية التحقيقات معه على ذمة إعادة إجراءات محاكمته في القضية رقم 37883 لسنة 2017، وهي القضية التي حُبس على ذمتها من قبل لمدة عامين وستين يوماً، قبل أن يتم إخلاء سبيله على ذمتها.
معتقل التيشرت
كان محمود قد اعتُقل للمرة الأولى في 24 يناير/ كانون الثاني 2014، وكان عمره وقتها 16 عاماً، بسبب ارتدائه "تيشرت" عليه عبارة "وطن بلا تعذيب"، وتعرض خلال فترة اعتقاله وإخفائه القسري لتعذيب بدني ونفسي ممنهج، أدى إلى حدوث إصابات خطيرة بجسده وهو يعاني منها حتى الآن، قبل أن يُطلق سراحه في مارس/ آذار 2016.
وطالبت الشبكة السلطات المصرية بالكشف عن مصير "معتقل التيشرت" وإخلاء سبيله وإنهاء معاناته، والذي تُعاد محاكمته بتهم زائفة، وهي الانتماء إلى جماعة إرهابية والتورط في العنف، وتنبع من ممارسته لحقيه في حرية التعبير والتجمع السلمي.