رداً على تجاهل الجهات الحكومية في مصر، أطلق ناشطون عبر موقع "تويتر" هاشتاغ #انقذوا_غريقي_البرلس، اليوم الخميس، بعد مرور يومين على فقدان 6 من أسرة واحدة (بينهم 4 أشقاء) من مدينة برج البرلس في محافظة كفر الشيخ، شماليّ البلاد، إثر غرق مركب صيد على متنه 9 أشخاص في البحر المتوسط بسبب انفجار أنبوب غاز، قبالة سواحل محافظتي بورسعيد ودمياط.
والتزمت الأجهزة التنفيذية المصرية الصمت حيال واقعة غرق مركب الصيد، وسط صرخات مكلومة لأهالي المفقودين الستة، الذين يرجَّح مصرعهم وفقاً لشهادات الناجين الثلاثة، ومطالبتهم المحافظات المعنية، وهي كفر الشيخ وبورسعيد ودمياط، بالبحث عن أبنائهم إلى حين العثور على جثامينهم ودفنهم.
ونقل الأهالي، الناجين الثلاثة، إلى مستشفى برج البرلس المركزي في محافظة كفر الشيخ، لتلقي العلاج بعد إصابتهم بحروق من الدرجة الأولى، وآلام في العظام، حتى خروجهم من المستشفى بعد استقرار وضعهم الصحي.
وقال ربيع الجمال، عمّ الأشقاء الأربعة الذين لقوا مصرعهم غرقاً، في مداخلة هاتفية مع قناة "الشمس" الفضائية، إنّ المركب خرج إلى الصيد في الخامسة من مساء يوم الاثنين الماضي، ثم توجه أحدهم لطهو الطعام للباقين، في وقت رموا فيه شباك الصيد طلباً للرزق، غير أنّ الأسطوانة انفجرت بمجرد إشعال الموقد بسبب تسرّب الغاز، ما أدى إلى انقسام المركب إلى نصفين وغرقه.
وأضاف أنّ "الصيادين حاولوا التواصل عبر جهاز الرادار لطلب الاستغاثة من القوات البحرية المصرية من دون جدوى، ما دفعهم إلى التواصل مع أطراف أخرى لإنقاذهم من الغرق"، مستطرداً بأنهم جمعوا "جراكن" (دلاء) كانت موجودة على سطح المركب، وربطوها بالحبال حتى يستطيعوا الاستناد إليها، والطفو على سطح المياه.
وتابع عمّ الضحايا: "ظلّوا مستندين إليها حتى الحادية عشرة مساءً، ثم بدأوا بالسقوط منها واحداً تلو الآخر ليسحبهم التيار بعيداً"، خاتماً: "الناجون الثلاثة استطاعوا البقاء في المياه حتى الثانية من ظهر اليوم التالي، حتى رآهم مركب آخر بالصدفة وأنقذهم".
والمفقودون الستة هم: "رمضان أحمد حسن الجمال، محمد أحمد حسن الجمال، إبراهيم أحمد حسن الجمال، السيد أحمد حسن الجمال، حمادة بكري ويوسف عبد ربه قاسم"، أمّا الناجون، فهم: "علي حسن الجمال، حسن علي حسن الجمال وعمرو شعبان عبد ربه".
وقال علي الجمال، أحد الناجين الثلاثة من حادث غرق المركب، في تصريحات نقلتها مواقع محلية، إنهم "أقلعوا من ميناء البرلس في رحلة صيد، وأراد أحدهم أن يصنع وجبة العشاء، مستخدماً أسطوانة بوتاغاز للطهو، ولكن حدث تسرّب للغاز، وانفجر في أحد عنابر المركب، أدى إلى تسرّب المياه".
وأضاف: "بدأنا بإرسال نداءات استغاثة، على الفور، بقيت بلا جدوى. حتى غمرت المياه المركب بالكامل، وغرقنا جميعاً في البحر". وتابع: "حين نزلنا إلى المياه كنّا جميعاً أحياءً، فربط بعضنا البعض بجراكن مياه حتى لا يبتعد أحد منا، ولكن مع برودة المياه بدأت تخور قوى البعض، وفارقوا الحياة بعد أن سحبهم التيار، نتيجة البقاء في المياه لمدة وصلت إلى 21 ساعة!".
وزاد الجمال: "جميع المفقودين فارقوا الحياة، وتأكّدنا من ذلك بعد ربط 3 منهم ببعضهم عقب موتهم، كي لا يغطسوا تحت المياه"، مستدركاً بأنّ "الحكومة والبيانات الرسمية تقول إنهم مفقودون، لأنّ جثثهم لم تظهر حتى الآن".