لقيت 17 فتاة مصرية مصرعهن، اليوم الثلاثاء، في حادث غرق سيارة أجرة "ميكروباص" في النيل تقلّ عاملات بالزراعة في مركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، خلال عبورها ما يُعرف بـ"الرياح البحيري" أعلى معدية "أبو غالب"، وتمكنت قوات الإنقاذ النهري من انتشال جثة عاملة واحدة من أصل 17 مفقودات، فيما أنقذ الأهالي عشر فتيات أخريات من الغرق، وجميعهن مقيمات في محافظة المنوفية، وكن في طريقهن إلى العمل صباحاً.
حادث غرق يحصد أرواح فتيات عاملات
وتلقت مديرية أمن الجيزة إخطاراً يفيد بغرق سيارة "ميكروباص" أثناء عبورها معدية نيلية، حيث كانت محملة بـ27 فتاة من العاملات في إحدى المزارع بالجيزة، علماً بأن سعة السيارة الغارقة لا تتعدى 14 راكباً، وفرضت قيادات شرطية طوقاً أمنياً حول مكان الحادث بدعوى تسهيل مهمة البحث عن جثامين الضحايا، مطالبة وسائل الإعلام بانتظار البيانات الرسمية منعاً لإثارة الرأي العام، وحرصاً على أهالي الفتيات الغارقات.
من جهتها، قالت وزارة الصحة، في بيان، إنه رُفعت درجة الاستعداد في المستشفيات الواقعة في محيط الحادث، وتمركزت ثماني عربات إسعاف بالقرب من مكان انتشال السيارة الغارقة، مبينة أن الحصيلة الأولية أظهرت نقل ثلاثة مصابين لتلقي العلاج بمستشفى الشيخ زايد المركزي ومستشفى وردان المركزي بالجيزة، وإسعاف ستة آخرين في موقع الحادث. وأضافت الوزارة أن ستاً من المتوفيات نقلن إلى المشرحة تمهيداً لإصدار تصاريح الدفن الخاصة بهن، وتتراوح أعمارهن بين 14 و15 عاماً فقط، بينما لا تزال أعمال الإنقاذ النهري جارية بحثاً عن جثامين 11 فتاة أخرى من المفقودات.
وكلف محافظ الجيزة مديرية الشؤون الاجتماعية في المحافظة بصرف إعانات مالية عاجلة لأسر العاملات الريفيات المصابات والمتوفيات من جراء الحادث، واللواتي كن يعملن في إحدى محطات تعبئة وتغليف الفاكهة لتصديرها للخارج.
وارتفعت عمالة الأطفال في مصر بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً في القرى والأرياف، نتيجة غلاء الأسعار وتراجع دخل العائلات، مما عرض المزيد من الأطفال لمخاطر عدة، خاصة خلال انتقالهم من مكان إلى آخر، وقبل نحو عامين، لقي ثمانية أطفال مصرعهم غرقاً، ونجا خمسة عشر طفلاً عقب سقوط سيارة نقل كانوا يستقلونها في نهر النيل، في نطاق قرية القطا التابعة لمركز منشأة القناطر في الجيزة، في أثناء عودتهم من مزرعة يعملون فيها إلى منازلهم في إحدى قرى محافظة المنوفية.
وفي 25 فبراير/ شباط الماضي، لقي تسعة مصريين مصرعهم، وأصيب أربعة آخرون، في حادث غرق معدية قرية نكلا بمركز منشأة القناطر في الجيزة، وجميعهم كانوا من العاملين بشركة النصر العامة للمقاولات (حسن علام)، وفي طريقهم إلى مقر عملهم بمشروع "مستقبل مصر" التابع للجيش، والذي يقع على امتداد طريق محور (روض الفرج – الضبعة).
ويعاني العمال في مصر من تردي أوضاعهم المعيشية بفعل التضخم، وتدني أجورهم مقارنة بالارتفاع المستمر في أسعار السلع الأساسية، وتوقف الكثير من المصانع والأنشطة التجارية عن العمل، بسبب هيمنة المؤسسة العسكرية على الاقتصاد في البلاد.