مصرع العشرات في أعاصير "من الأقوى" بتاريخ الولايات المتحدة... وبايدن يعدّها "مأساة تفوق التصور"

11 ديسمبر 2021
لحقت أضرار بعدد من مقاطعات كنتاكي من جرّاء الإعصار الأقوى على الإطلاق (Getty)
+ الخط -

لقي 70 شخصاً على الأقل حتفهم في كنتاكي، بعدما اجتاحت أعاصير الولايةَ الواقعةَ في جنوب شرق الولايات المتحدة الأميركية وتسببت في تدمير جزء من مدينة، في وقت عاثت عواصف أخرى دماراً في مساحات واسعة من البلاد.
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إنّ تلك الأعاصير، التي أودت بحياة ما لا يقل عن 78 شخصاً في خمس ولايات، هي على الأرجح "من أقوى موجات الأعاصير في تاريخنا"، مضيفاً في تعليقات تلفزيونية "إنها مأساة. وما زلنا حتى الآن لا نعرف عدد الخسائر في الأرواح والنطاق الكامل للأضرار".
وتعهد بإرسال مساعدات فيدرالية إلى الولايات التي تسببت العواصف فيها بأضرار.
ولفت بايدن إلى أنّ التغير المناخي يجعل الطقس "أكثر حدة"، موضحاً "لا أستطيع التحدث في هذا الوقت عن التأثير الخاص على هذه العواصف بالتحديد".
وأضاف "لكن الحقيقة هي أننا جميعاً نعلم بأنّ كل شيء يكون أكثر حدة عندما يكون المناخ دافئاً، كل شيء"، متابعاً "والواضح أنّ لهذا بعض التأثير هنا ولكن ليس بإمكاني أن أعطيكم قراءة حول مقدار ذلك".
وأوضح بايدن، في تغريدة سابقة على موقع "تويتر"، أنه اطلع على آخر التطورات الميدانية، مضيفاً "نعمل مع حكام (الولايات) لضمان توفّر ما هو ضروري لنا للبحث عن ناجين".

ولحقت أضرار بعدد من مقاطعات كنتاكي من جرّاء الإعصار الأقوى على الإطلاق، والرياح المرافقة له التي تجاوزت سرعتها 300 كيلومتر في الساعة، وفق حاكم ولاية كنتاكي أندي بيشير.
وقال بيشير إنّ ما لا يقلّ عن عشرات الأشخاص لقوا حتفهم على الأرجح، بعد أن اجتاحت أعاصير مدمرة الولاية وغيرها من الولايات الأميركية في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة واليوم السبت.
وقد هبّت أعاصير متعددة خلال الليل في كلّ أنحاء الولاية، وأحدثت أضراراً في أكثر من 12 مقاطعة.

كارثة ودمار

وأوضح بيشير، في مؤتمر صحافي عقده في وقت مبكر من اليوم السبت، أنّ "التقارير تجعل القلب ينفطر". وتابع "كانت هذه إحدى أصعب الليالي في تاريخ كنتاكي، وبعض المناطق تضررت بأشكال يصعب إيجاد الكلمات لوصفها".
ورجّح بيشير، مصرع ما بين 70 و100 شخص على الأقل جراء الأعاصير التي ضربت كنتاكي. وأعلن حاكم الولاية حالة الطوارئ بسبب الإعصار الذي خلف أضراراً جسيمة في مقاطعات كنتاكي الغربية.
وتابع بيشير أنّ بعض أسوأ الدمار حدث في مايفيلد غربي كنتاكي، مضيفاً أنّ نحو 110 أشخاص كانوا في مصنع للشموع عندما ضربه الإعصار وأسقط سقفه. وقال "نعتقد أننا سنفقد عشرات على الأقل من هؤلاء الأفراد".

أضرار في مستودع لشركة أمازون (Getty)

وانقطعت الكهرباء عن نحو 56 ألفاً من سكان كنتاكي، وأُعلنت حالة الطوارئ في الولاية ونشر قوات الحرس الوطني فيها.
وأكّد بيشير أنه "قبل منتصف الليل، أَعلنتُ حالة طوارئ"، ونُشر عشرات من عناصر البحث والإنقاذ، في حين كانت الولاية تشهد انقطاعاً للتيار الكهربائي.
وفي الليلة نفسها، اجتاحت عاصفة مستودعاً كبيراً لشركة "أمازون" في ولاية إيلينوي، كان في داخله قرابة مائة موظف، وفق وسائل إعلام محلية. 

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مباني دمّرتها العاصفة، فيما تناثرت قضبان الحديد الملتوية والأشجار المقتلعة وحجارة الطوب في الشوارع تاركة وراءها واجهات منازل مدمرة.

صلوات 

وجاء الإعصار فيما عاثت عواصف خراباً في ولايات أميركية عدّة. وبذل مئات المسؤولين جهوداً، طيلة ليل الجمعة وحتى اليوم السبت، لإنقاذ الموظفين في المنشأة التي سُوّي ثلثها بالأرض.
وكان الموظفون يعملون في دوام ليلي لتسليم طلبيات قبل أعياد الميلاد. وتخوفت وكالة كولينسفيل لإدارة حالات الطوارئ من "خسائر بشرية كبيرة" مع "عديد من الأشخاص العالقين في مستودع أمازون". وكان تحذير من إعصار معلن في تلك الأثناء.
ما لا يقلّ عن 70 شخصاً لقوا حتفهم على الأرجح بعد أن اجتاحت أعاصير مدمرة ولاية كنتاكي وغيرها من الولايات الأميركية
وأظهرت تسجيلات، بثّتها قنوات إخبارية أميركية عديدة ووسائل تواصل اجتماعي لمستودع "أمازون" في إدواردسفيل، جزءاً كبيراً من السقف مقتلعاً، فيما انهار أحد جدرانه وتناثرت المخلفات في الموقع. وأعلنت شرطة إدواردسفيل في بيان عن "وفيات مؤكدة".
وقال حاكم إيلينوي جي بي برايتزر: "صلواتي لأهالي إدواردسفيل هذا الليل"، وأضاف أن "شرطة ولاية إيلينوي ووكالة إدارة الكوارث في إيلينوي تنسّقان عن كثب مع المسؤولين المحليين، وسأواصل مراقبة الوضع".
عاثت عواصف أخرى دمارا في مساحات واسعة من البلاد (Getty)
وفي بيان أرسل إلى وسائل إعلام محلية، صرّح المتحدث باسم "أمازون" ريتشارد روكا بأن "سلامة ورفاه موظفينا وشركائنا أولويتنا القصوى الآن. نقوم بدراسة الوضع وسنشارك معلومات إضافية عند ورودها".

ظروف مناخية قاسية

في ولاية أركنسو، قُتل شخص وحوصر 20 آخرون بعدما اجتاح إعصار دار "مونيت مانور" للمسنين، بحسب ما أفادت وسائل إعلام أميركية، مضيفة أن شخصا آخر لقي حتفه في مكان آخر في الولاية.
وقال المسؤول في مقاطعة كريغهيد مارفن داي، لقنوات إخبارية محلية، إنّ رجال الإنقاذ تمكنوا من إخراج العالقين في المبنى الذي "لحقت به أضرار بالغة".
 
وفي ولاية تينيسي، لقي شخصان على الأقل مصرعهما في حوادث مرتبطة بالعاصفة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول في إدارة الطوارئ.
واجتاحت أعاصير أربع ولايات هي ميزوري وأركنسو وكنتاكي وتينيسي، فيما صدرت تحذيرات خاصة بإيلينوي.
وحذّر علماء من أن التغير المناخي يزيد شدة العواصف ووتيرتها، ما يمثل تهديداً متزايداً لمناطق تشهد ظروفاً مناخية قاسية بالفعل.
 
(فرانس برس، رويترز)
المساهمون