أطلقت جمعية التضامن في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، مشروعاً لتمكين النساء في حل النزاعات من خلال تعزيز مشاركة المرأة كعنصر فاعل في منع نشوب النزاع، ومنحها دوراً في مفاوضات الحل، وإتاحة مشاركتها الكاملة في كل تفاصيل الحياة، ودعم دورها في صنع القرار الخاص بالأسرة والمجتمع.
وحول تفاصيل المشروع، تقول المتخصصة بتسويق وإدارة الأعمال، فاطمة المقدح، وهي متحدرة من بلدة الغابسية الفلسطينية، وموظفة في مركز التضامن بالمخيم: "نقدم في المركز العديد من مشروعات الدعم النفسي الاجتماعي التي تشمل أنشطة وفعاليات داعمة، كما نعمل على مشروع تمكين المرأة في الأزمات، وهو عبارة عن خطة لتعزيز ثقة المرأة بنفسها من خلال مبادرة بعنوان (نحو تعزيز وتفعيل الدور القيادي للنساء في عملية صنع القرار)، ويتم خلالها تشجيع المرأة على تطبيق ذلك بنفسها، كما يتم تدريب السيدات، وتعزيزهن نفسياً، وإخضاعهن لبرامج توعية خلال الورش والأنشطة التي نقوم بها، وكل هذه الأنشطة تؤدي إلى تمكين المرأة عبر التفاعل، وتمكينهم من القرار الأممي رقم 1325، والذي اعتمده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن المرأة والسلام والأمن.
وتضيف المقدح: "القرار الأممي كان الأول الذي يعترف بدور المرأة القيادي في تحقيق السلام والأمن الدوليين، وإسهاماتها في منع النزاعات وحفظ السلام، وهو مهم في تعزيز الثقة، كما يحفظ للمرأة حقوقها، فهناك الكثير من النساء المهمشات في المجتمع، وعندما تتعرف المرأة على حقوقها عبر توعيتها، تستطيع أن تستقل، وأن تأخذ قراراتها بنفسها، ونحن نقوم بذلك من خلال جلسات توعية، وأنشطة، وعبر توزيع كتيبات على النساء والفتيات في الأحياء".
وتقول الموظفة في جمعية التضامن، ميساء علي، وهي متحدرة من قديثة بفلسطين: "نعمل على دعم المرأة حتى تصل إلى مرحلة معرفة حقوقها، ومن ثم تستطيع أن اتخاذ قرارها بمفردها، وتدرك أحقيتها في الحصول على المناصب. النساء اللواتي يحضرن للمشاركة في ورش العمل يرغبن في التعرف على المشروع، ثم التعرف على حقوقهن، خاصة لناحية اتخاذ القرار، فالغالبية العظمى من النساء لا يشعرن أنهن صاحبات قرار، حتى في بيوتهن، والكثير من النساء يشتكين أن أزواجهن هم أصحاب القرار، وأنهم يهمشونهن في مراحل اتخاذ القرارات المهمة، بينما المرأة حالياً باتت مختلفة عما كانت عليه في عقود سابقة، إذ باتت تبحث عن حقوقها، وتحرص على الإشتراك في صنع القرار، ونعمل في الورش التي نقدمها للنساء على توعية المرأة بحقها من أجل أن تصير قادرة على اتخاذ القرار".
وقالت مديرة جمعية التضامن في مخيم عين الحلوة، حنان حبوس، وهي متحدرة من بلدة سعسع قضاء صفد: " يهدف المشروع لتمكين النساء وصولاً إلى صنع القرار، وإدارة السلام في حل النزاعات، والفكرة جاءت بعد تدهور الأوضاع الأمنية الإقليمية، وما يحصل في غزة، وفي المخيمات الفلسطينية، وكلنا نعرف أن النساء والأطفال هم الفئة الأكثر تعرضاً للخطر، كما أنهم الفئة الأكثر تهميشاً في المجتمع، ما جعلنا نشعر بأنه من الضروري العمل على توعية النساء بحقوقهن، وتمكينهن في مسألة حل النزاعات، وضرورة أن يكون لهن دور، وكيفية إشراك المرأة بعملية المفاوضات، وعملية الإنعاش بعد الأزمات، وعملية الحماية بعد الأزمات، ولذا أقمنا سلسلة ورش، منها طاولة حوار للمؤسسات، وعرفنا فيها عن أهداف المشروع، كما أقمنا ورشة عمل للنساء لنعرفهن على المشروع، ونعمل حالياً على مبادرات لنساء المخيم، كي يستفيد أكبر عدد من النساء والفتيات، وكل هذه المبادرات مرتبطة بالموضوع ذاته".
وتتحدث مديرة جمعية التضامن في المخيم عن أن "الخطوة الأولى تشمل توعية أكبر عدد من النساء بالحقوق، وأقمنا عدة ورش للتوعية، ونقوم بذلك من خلال الأنشطة، وعن طريق بعض الألعاب، لأن الكلام التلقيني ليس مفيداً دائماً، بل يجب أن تكون هناك طرق مختلفة نستطيع من خلالها تعريف النساء على المشروع وأهدافه، وقد أشركنا المؤسسات في أنشطتنا لتكون عاملاً مساعداً، ونعرف أنه بهذه الطريقة يمكننا الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من النساء، كما أننا نوثق أنشطتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وننشرها عبر (فيسبوك) وعبر (واتس أب)، كما نسعى إلى تنفيذ ذات المشروع في بقية المخيمات، مثل مخيم البص، ومخيم نهر البارد".