مسلمو العراق يحتفلون بعيد فطر موحّد بعد 8 أعوام
- الاحتفال الموحد أثار شعورًا بالارتياح والوحدة بين العراقيين، مع تأكيدات على أهمية التوافق في القرارات الدينية والمذهبية لدعم الاستقرار وقطع الطريق أمام النعرات المجتمعية.
- تميزت احتفالات عيد الفطر بالتقاليد العريقة كأداء صلاة العيد وزيارة بيوت العائلة لتناول وجبات تقليدية، مع حركة نشطة في الأسواق تعكس الأمل والتفاؤل رغم التحديات الاقتصادية.
احتفل المسلمون في العراق بعيد الفطر مجتمعين هذا العام، إذ إنّ الطائفتَين الكبريَين في البلاد توافقتا على موعد العيد، خلافاً لما كانت عليه الحال في الأعوام الماضية، ومع الإشارة كذلك إلى أنّ الطائفة الشيعية في العراق كانت قد بدأت صيام شهر رمضان متأخّرة يوماً واحداً عن الطائفة السنية.
ويشعر العراقيون بالارتياح من جرّاء توافق الطائفتَين في البلاد بعد ثمانية أعوام من التباين بسبب الخلافات الفقهية بشأن آلية رؤية الهلال وحسابات خاصة بولادة القمر وما إلى ذلك، الأمر الذي يجعل المسلمين الشيعة يحتفلون بعيد الفطر بعد يوم واحد من المسلمين السنّة. يُذكر أنّ المرة الأخيرة التي احتفلت فيها الطائفتان معاً بعيد الفطر كانت في يوليو/ تموز من عام 2016.
ومساء أوّل من أمس الاثنين، أكّد المجمّع الفقهي العراقي وديوان الوقف السنّي عدم ثبوت الرؤية الشرعية لهلال شهر شوال من عام 1445 هجري، وبناءً عليه كان يوم أمس الثلاثاء هو المتمّم لشهر رمضان من عام 1445 هجري ليحلّ أوّل أيام عيد الفطر اليوم الأربعاء الموافق العاشر من إبريل/ نيسان 2024. أمّا مكتب المرجع الديني الشيعي علي السيستاني، فقد أعلن مساء أمس الثلاثاء ثبوت رؤية هلال شوال، وبالتالي فإنّ اليوم هو عيد الفطر.
صارلهم 21 سنة يحاولون يفرقون هذا الشعب
— بهاء خليل Bahaa khaleel (@rosemag_3) April 10, 2024
كل شي قذر سووه
وبالاخير فشلوا .
كل عام وانتم بالف خير وعيدكم مبارك 🌷
pic.twitter.com/YrsMjmwHkM
ويقول المواطن العراقي الذي عرّف عن نفسه باسم أبو محمد إنّ "أهمّ ما يميّز عيد الفطر في العراق هذا العام هو أنّ الجميع احتفل به، ولم تتأخّر طائفة عن الأخرى، بخلاف الأعوام الماضية. فالطائفة الشيعية كانت تتأخّر يوماً واحداً في احتفالها بالعيد مقارنة بالطائفة السنية، الأمر الذي يجعل العراقيين في حرج من معايدة بعضهم بعضاً"، مشيراً إلى أنّ "العطلة الرسمية الخاصة بالعيد كانت تُمدَّد يوماً إضافياً". يضيف أبو محمد لـ"العربي الجديد" أنّ "المواقف الدينية والمذهبية تكون أحياناً عائقاً أمام التفاهم الشعبي بشأن القضايا الإسلامية الموحّدة"، معبّراً عن أمله بأن "يكون هذا العيد بداية لتوحيد كلمة العراقيين في كلّ المناسبات، سواء الدينية منها أو المذهبية أو السياسية أو غير ذلك. فالتفاوت في وجهات النظر يتسبّب في حالة تفرقة وإن كانت طفيفة".
بدورها، ترى آمال حسن أنّ "التوافق في القرارات الدينية والمذهبية يقطع الطريق أمام من يريد إنعاش النعرات المجتمعية وكذلك السياسية. من هنا فإنّ وحدة الكلمة تساهم بارتياح شعبي في الغالب، خصوصاً أنّ المجتمع العراقي متنوّع، فكلّ المحافظات العراقية تضمّ طوائف ومذاهب مختلفة، والوحدة في الموقف تعني دعم استقرار المناطق العراقية".
وقد توجّه المسلمون في العراق جميعاً إلى المساجد، فجر اليوم، لأداء صلاة عيد الفطر، قبل أن يقصدوا "بيت العائلة"، أي بيت الجدّ والجدّة أو العمّ الأكبر أو الخال الأكبر. وهناك يتناول الجميع، صغاراً وكباراً، فطور أوّل أيام العيد الذي لا يخلو من القيمر والكاهي (القشدة مع رقائق بالعسل)، إلى جانب المعجّنات والألبان. وتُعَدّ "الكليجة"، أي كعك العيد، من بين العادات والتقاليد المتوارثة في العائلات العراقية، بمناسبة عيد الفطر. وتُقدَّم "الكليجة" إلى الضيوف وكذلك أهل البيت، بأنواعها المختلفة، وتُعَدّ نجمة المائدة العراقية.
تجدر الإشارة إلى أنّ حركة نشطة سُجّلت في أسواق العراق في اليومَين الماضيَين، استعداداً لاستقبال عيد الفطر بحلّة جديدة. وإلى جانب محال الألبسة والهدايا، شهدت أفران المعجّنات زحمة. لكنّ قطاعات عديدة في الأسواق حافظت على ركودها نسبياً، وذلك بسبب انخفاض القدرة الشرائية لدى فئة كبيرة من المواطنين.