مسؤولون فلسطينيون: اعتقال شباب القدس جزء من دعم مسيرة المستوطنين

08 مايو 2021
جانب من المواجهات مع جنود الاحتلال في محيط المسجد الأقصى الجمعة (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

اعتقل الاحتلال الإسرائيلي، السبت، 14 مقدسياً من شبان البلدة القديمة، ويؤكد رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب أن جميع المعتقلين هم أسرى محررون، واعتقلوا سابقًا في قضايا تتعلق بالدفاع عن المسجد الأقصى، وتم اعتقالهم مجدداً في ما يبدو سباقاً مع الزمن لاعتقال أكبر عدد ممكن منهم بهدف إتاحة المجال أمام مسيرة المستوطنين.

ويتوقع أبو عصب أن يزيد عدد المعتقلين قبل مسيرة المستوطنين المرتقبة، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن "هذه الحملة تتشابه مع حملات اعتقال سابقة، جرى فيها اعتقال الشبان والنشطاء عدة أيام كإجراء احترازي، ثم فرضت الإقامة الجبرية عليهم، أو جرى إبعادهم عن البلدة القديمة من القدس، أو عن المسجد الأقصى. قوات الاحتلال اعتقلت منذ بداية شهر رمضان 180 مقدسيًا، وعدد منهم جرى اعتقاله بأسلوب فظ لإدخال الخوف على قلوب أهاليهم".

ويقول رئيس "نادي الأسير" الفلسطيني في القدس ناصر قوس لـ"العربي الجديد"، إنّ "اعتقالات الشبان المتكررة تؤثر على البلدة القديمة، وعلى الحياة الاجتماعية فيها، وبعضها يكون لأسباب احترازية، مثل استباق مسيرة المستوطنين التي ستجوب القدس بعد غد الاثنين، بمناسبة ما يسمى توحيد المدينة، وإفراغ البلدة القديمة من النشطاء، والسماح للمستوطنين بالعبث فيها".

ويوضح قوس أن "بعض المعتقلين من لجان النظام على بوابات المسجد الأقصى، وتم اعتقال ابني جهاد رغم أنه لم يكن موجوداً في المسجد خلال أحداث الأمس، بسبب إبعاده، والموجودون كانوا من أهالي القدس والأراضي المحتلة عام 1948 والضفة الغربية، ما أعطى دفعة كبيرة لأهالي القدس، لكن الاحتلال يعتبر شبان القدس، وشبان البلدة القديمة خصوصاً، المحرك الرئيسي لأي أحداث".

وقال القيادي في حركة "فتح" حاتم عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، إن "الهجمة التي نفذتها شرطة الاحتلال بحق المسجد الأقصى، الليلة الماضية، تأتي في سياق عدوان مبيت تم الإعداد له رداً على هبتي باب العامود وحي الشيخ جراح، واقتحام الأقصى يأتي في سياق إرسال رسالة للمقدسيين بأن شرطة الاحتلال مستعدة للقيام بأقسى أنواع القمع".

ويشير عبد القادر إلى أنّ "هذه الهجمة الشرسة تأتي قبل يومين من مسيرة مرتقبة للمستوطنين بعد غد الاثنين، في ما يسمى يوم القدس اليهودي، ستجوب البلدة القديمة من القدس، وهناك محاولة لتفريغ المسجد الأقصى من المصلين قبل يومين من تلك المسيرة الاستيطانية. سبق أن حذرنا من مغبة اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، وأن أي مستوطن يدخل الأقصى سيعرض حياته للخطر، وناشدنا الفلسطينيين شد الرحال إلى المسجد، والبقاء فيه للتصدي لأي عدوان من جانب المستوطنين".

وأوضح أن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول من خلال حملته الشرسة فرض واقع جديد في القدس، عبر قمع التظاهرات، ومهاجمة المصلين في المسجد الأقصى، ومن خلال الاعتقالات التي نفذت اليوم، لكن ذلك لن يمنع المواطنين من التمسك بأرضهم، ومقدساتهم، ومنازلهم، مهما كان القمع والوحشية. الاعتقالات كانت بحق شباب شاركوا في هبة باب العامود، وكان بعضهم موجوداً في الأقصى ليلة الجمعة، والمصلون لم يفعلوا شيئًا، بل إن شرطة الاحتلال هي من هاجمت المصلين، فدافعوا عن أنفسهم، وهناك استهداف لتسييس مقاومة المقدسيين، لكنه لن يجدي نفعاً في التأثير على الهبة الشعبية للدفاع عن المقدسات الفلسطينية".

المساهمون