مسؤولة أممية ترصد معاناة سكان غزة: الموت يطارد الأهالي

21 اغسطس 2024
يعاني سكان غزة من النزوح المتكرر، خانيونس 20 أغسطس 2024 (الأناضول)
+ الخط -

رصدت متحدثة أممية، خلال وجودها في قطاع غزة منذ أسبوعين، الأوضاع المتدهورة والأزمة الإنسانية التي يعانيها سكان غزة، في ظل الخوف من الموت وانتشار الأمراض، مع تواصل الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. 

وقالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لويز ووتريدغ، يبدو أن الموت هو "الأمر الوحيد المؤكّد" بالنسبة لـ2.4 مليون فلسطيني في غزة لا مفر لهم من القصف الإسرائيلي المتواصل. مضيفة من منطقة النصيرات في وسط غزة والتي استُهدفت مرارا بغارات إسرائيلية "لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، ولا أي مكان آمن إطلاقا، الوضع مفجع تماما".

سكان غزة يشكون النزوح المتكرر

ولجأ عشرات الآلاف من سكان غزة إلى المدارس في أنحاء قطاع غزة، والتي باتت هدفا تطاوله صواريخ الاحتلال الإسرائيلية بشكل متزايد. وقالت ووتريدغ "نواجه تحديات غير مسبوقة في ما يتعلّق بانتشار الأمراض والنظافة. يعود ذلك جزئيا إلى الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة". مضيفة "حتى المدرسة لم تعد مكانا آمنا.. ويبدو وكأنك دائما على بعد بضعة مبان من خطوط الجبهة الآن".

وأشارت إلى أن عددا متزايدا من أهالي غزة الذين تعبوا من الاستجابة لأوامر جيش الاحتلال الإسرائيلي "المتواصلة" بالإخلاء، باتوا يترددون في الانتقال من مكان لآخر. موضحة "يشعرون بأنهم يطاردون ضمن حلقة مغلقة.. التنقّل صعب، لا سيما في ظل الحرارة ووجود أطفال ومسنين ومعاقين".

وأكد الكثير من أهالي غزة الذين قابلتهم "فرانس برس" أنهم لا يريدون التنقّل أكثر مع عائلاتهم وخيامهم وما تبقى من أمتعتهم. منتقدين عدم وضوح أوامر الإخلاء الإسرائيلية، بما في ذلك الخرائط التي تُلقى من الطائرات، فضلا عن صعوبة الاتصال، نظرا إلى عدم توافر إمكانية الوصول إلى الإنترنت بشكل دائم في غزة وشح الكهرباء ومشكلة الاتصالات.

وذكرت ووتريدغ أن الأشخاص الذين ما زالوا يتنقلون يؤكدون أنهم أينما حلّوا "هناك جرذان وفئران وعقارب وصراصير"، مضيفة أن الحشرات "تنقل الأمراض من مأوى لآخر".

والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن القطاع سجّل أول إصابة بشلل الأطفال منذ 25 عاما. ولفتت ووتريدغ إلى أن الأمم المتحدة تنتظر الحصول على الضوء الأخضر من إسرائيل، للانتقال من خيمة لأخرى من أجل تطعيم الأطفال ومنع انتشار شلل الأطفال.

ورغم فشل المحادثات في تحقيق اختراق منذ أشهر، أفادت ووتريدغ بأن أهالي غزة "يأملون دائما في وقف لإطلاق النار"، و"يتابعون المفاوضات عن كثب". حيث تسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع في شهرها الحادي عشر أزمة إنسانية حادّة، إذ يعاني مئات آلاف الأشخاص الذين نزح معظمهم مرّات عدّة من نفاد المواد الغذائية الأساسية ومياه الشرب النظيفة.

 (فرانس برس، العربي الجديد)