مركز القلب وزرع الكلى... بارقة أمل طبية في تعز

09 يوليو 2024
هناك حاجة إلى أجهزة إضافية لغسل الكلى (عامر الصبري)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في فبراير 2023، نجح فريق طبي في تعز اليمنية في إجراء أول عملية زرع كلى في مركز القلب والأوعية الدموية، الذي أُسس في أغسطس 2021 بدعم من فاعلي خير ومنظمات خيرية.
- المركز يعمل بالشراكة مع مؤسسات خيرية، مما ساهم في إجراء عشرات العمليات المجانية، وزود بأحدث الأجهزة الطبية، مما جعله إضافة نوعية للقطاع الصحي في تعز.
- يواجه المركز تحديات تتعلق بتوفير الأدوية وأجهزة الغسل، ويطمح إلى توسيع خدماته وتقديم عمليات زرع الكلى مجاناً بالكامل، ويشهد إقبالاً كبيراً نظراً لجودة خدماته وأسعاره المنخفضة.

في فبراير/ شباط 2023، شهدت مدينة تعز جنوب غربي اليمن، تمكن فريق طبي مكون من استشاري أمراض وزرع الكلى محمد السماوي، واستشاري جراحة القلب والأوعية الدموية أبو ذر الجندي، واستشاري أول جراحة الكلى والمسالك البولية نبيل المغلس، من إجراء أول عملية زرع كلى بنجاح استمرت أكثر من ثلاث ساعات في مركز القلب والأوعية الدموية.
وأُسّس مركز القلب والأوعية وزرع الكلى في مدينة تعز في أغسطس/ آب 2021، وهو مركز متخصص يقدم خدماته للمرضى المعوزين بدعم من فاعلي خير ومنظمات وجمعيات خيرية، ليشكل بارقة أمل لدى آلاف المرضى، خصوصاً المعوزين والعاجزين عن توفير تكاليف العمليات الكبيرة التي يحتاجون إليها كعمليات القلب المفتوح وزرع الكلى، وتتولى مبادرة مجتمعية تغطية تكاليف زرع الكلى ما يعيد الأمل إلى آلاف المرضى.
وتأسس المركز بموجب قرار صادر عن وزارة الصحة العامة والسكان في الحكومة المعترف بها دولياً، ويسعى إلى تخفيف معاناة مرضى القلب والكلى، وتخفيف العبء عن ذويهم غير القادرين على تأمين تكاليف العلاج والعمليات الجراحية وغيرها. وتم تجهيز مبنى متكامل وتوفير المعدات والمستلزمات الطبية الخاصة بالمشروع بتمويل من جهات مانحة ومنظمات المجتمع المدني، وشراكات مع القطاع الخاص.
وبدأ العمل بالشراكة مع المؤسسة الوطنية لعلاج مرضى القلب والكلى، بالإضافة إلى مؤسسات عديدة أبرزها منظمة الوصول الإنساني، وجمعية الحكمة اليمانية الخيرية، ومؤسسة وقف الواقفين العالمية، وقد ساهمت هذه الجمعيات في إجراء عشرات العمليات المجانية لمرضى القلب المفتوح والأوعية الدموية وزرع الكلى. وأسس المركز في أحد ملاحق المستشفى الجمهوري في تعز، وزود بأحدث الأجهزة الطبية، ليشكل المركز إضافة نوعية ومهمة للقطاع الصحي.
وحتى نهاية مايو/ أيار 2024، نجح المركز في إجراء 720 عملية قلب مفتوح، و47 عملية زرع كلى، و85 عملية قسطرة، و1635 عملية أوعية دموية، و72 عملية مسالك بولية، كما أجرى عمليات قلب مفتوح وزرع كلى مركبة ومعقدة لأول مرة. 
وفي مايو/ أيار الماضي، نجح الفريق الطبي في المركز في إجراء عملية مركبة، وهي زرع كلية، وقلب مفتوح في وقت واحد لمريض يدعى صادق أحمد (48 سنة)، وقد تكللت العملية بالنجاح رغم تعقيدها. محمد، أحد المستفيدين من عمليات زرع الكلى في المركز، يقول لـ "العربي الجديد" إنه واجه صعوبة في الغسل نتيجة بعد المركز عن محل سكنه، وأجرى عملية زرع كلى بعدما تبرع له أحد أقاربه بكليته، وتكفلت بالعملية شركة التأمين حيث يعمل، فضلاً عن مساعدة بعض الجمعيات الخيرية. يضيف محمد أنه واجه بعض الصعوبات في توفير الأدوية بعد العملية "مع ذلك الحمد لله على نجاحها".

من داخل غرفة غسل الكلى (عامر الصبري)
من داخل غرفة غسل الكلى (عامر الصبري)

من جهته، يقول الطبيب نبيل المغلس، استشاري أول جراحة الكلى والمسالك البولية، لـ "العربي الجديد"، إنه أُجريت 57 عملية زرع كلى بدءاً من 11 فبراير/ شباط 2023 وإلى 26 يونيو/ حزيران 2024، واستطعنا إحياء هذا المشروع لأنه كان لدينا مشروع سابق قبل الحرب في مستشفى اليمن الدولي سابقاً، حيث أجريت 100 حالة زرع كلى في المستشفى، قبل التوقف بسبب الحرب. لذلك، تم إحياء المشروع من جديد على يد البروفيسور أبو ذر الجندي الذي أسس المركز وبدأ إجراء عمليات جراحة القلب المفتوح ثم باشرنا بعمليات زرع الكلى".
يضيف المغلس: "لم تكن لدينا صعوبة في هذا الجانب، فقد تم توفير الإمكانيات والمكان المناسب والكادر الموجود من خلال تهيئة المركز من قبل أهل الخير على رأسهم مجموعة هائل سعيد أنعم التي لعبت دوراً كبيراً في تأهيل المركز". يضيف أن "كلفة عملية زرع الكلى تقدر بـ 7000 دولار، ويدفع المركز 1000 منها، ومجموعة هائل 3000 دولار، فضلاً عن 500 دولار من جمعيات أخرى. وأما الحالات السبع الأخيرة، فقد أجريت العمليات مجاناً، إذ تكفل أهل الخير ببقية التكاليف، كما سيتم إجراء عمليات زرع كلى خلال الأيام المقبلة مجاناً".
وعن التحديات التي تواجه المركز، يقول المغلس إنها "تتمثل بتوفير العلاجات بعد الزرع، ويجب على الجهات الرسمية توفير هذه الأدوية وهي مهمة جداً، فضلاً عن إمكانية إجراء الغسل للقادمين من المحافظات الأخرى، علماً أن أجهزة الغسل قليلة جداً ولا تحتمل زيادة عدد القادمين من المحافظات الأخرى، وتكفي فقط لإجراء الغسل للمرضى الموجودين في المركز. لذلك، نحتاج إلى عدد أكبر من أجهزة الغسل لاستيعاب المرضى في المستشفى فضلاً عن الآتين من المحافظات الأخرى لإجراء عملية الزرع".

ويؤكد المغلس أن "طاقم المركز يطمح باستمرارية عمل المركز بهذا النمط المتسارع، لتأهيل كادر وفريق متمكن لإجراء عمليات زرع الكلى، على أن يتم تعيين أطباء بتخصصات مختلفة، من أجل ضمان استمرارية المركز في العمل، ونطمح أيضاً أن تكون عمليات زرع الكلى مجانية بالكامل".
من جهته، يقول مدير إدارة التسويق والتطوير في المركز يحيى الأديمي، لـ "العربي الجديد"، إن "المركز يقوم بين الحين والآخر بإنشاء أقسام جديدة، وبدأنا بالأوعية الدموية، ثم عمليات القلب المفتوح، بعدها انتقلنا إلى عمليات زرع الكلى والمسالك البولية، ثم افتتاح قسم الطوارئ وتطوير المختبر، ثم فتح قسم القسطرة التشخيصية وقسم القسطرة العلاجية وقسم الطوارئ الخارجية".
ويؤكد الأديمي أن هناك ازدحاماً كبيراً في العيادات نتيجة الإقبال الكبير من مختلف المحافظات، كون المركز متخصصاً في القلب والكلى، ويقدم خدمات نوعية، فضلاً عن كون أسعار العمليات منخفضة جداً وبسعر الكلفة (الأدوات والمستلزمات ورواتب العاملين)". ويشير إلى أنّ "المركز في حاجة إلى توسعة مساحته، فضلاً عن تخفيف عبء تكاليف العمليات على المرضى كونهم لا يزالون يدفعون مبالغ مالية".

المساهمون