مخيمات شمال إدلب تفتقد للمواصلات العامة: إرباك للطلاب والعمال

16 مارس 2024
غياب وسائل المواصلات يصعب حياة العمال (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في المخيمات النائية شمال إدلب، يعاني النازحون من تحديات كبيرة في الوصول إلى وجهاتهم اليومية بسبب نقص وسائل النقل، مما يؤدي إلى تأخيرات واضطرارهم للمخاطرة بركوب وسائل نقل غير آمنة.
- العاملون والطلاب يواجهون صعوبات مماثلة؛ الممرضة هيفاء العوض تكافح للوصول إلى عملها، ومنال الحسني تنفق نصف راتبها على المواصلات، بينما الطالب حسام البارودي يضطر للسير لمسافات طويلة للوصول إلى مدرسته.
- هذه التحديات تعكس الحاجة الماسة لتحسين وتوسيع خدمات النقل العام لتشمل المخيمات النائية، لتسهيل الوصول إلى التعليم والعمل وتحسين ظروف الحياة للنازحين.

تفتقد الكثير من المخيمات النائية شمال إدلب إلى وسائل النقل والمواصلات العامة، ما يعرقل سير نازحين ويحول دون وصول طلاب وعاملين إلى وجهاتهم اليومية في المدن القريبة أو البعيدة ذهاباً وإياباً. 

تنتظر الممرضة هيفاء العوض (35 عاماً) لساعات على قارعة الطريق الإسفلتي المقابل لمخيم نزوحها في جبال البردقلي شمال إدلب، حتى تحصل على وسيلة نقل يمكن أن توصلها إلى وجهتها في مشفى مدينة الدانا الجراحي الذي يبعد عن مخيمها أكثر من ستة كيلومترات.

تقول هيفاء لـ "العربي الجديد"، إنّ المواصلات تُشكّل لها أزمة ومشكلة كبيرتين في الوصول إلى عملها كل يوم، خاصة أنه يتحتم على من يريد التنقل الوقوف على قارعة الطريق لينتظر عطف أحد سائقي السيارات لنقله إلى أقرب مكان من عمله.

وتضيف الممرضة، أنّ المرات التي تحصل فيها على وسيلة نقل سريعاً هي نادرة جداً، وكثيراً ما تتأخر عن عملها وتتعرض لخصم راتبها بسبب التأخير من دون مراعاة من مدير عملها لأوضاعهم الصعبة في المخيمات.

وتشير إلى أن معاناة الحصول على وسيلة نقل عامة من مخيمات النزوح وإليها لا تقتصر على مخيمهم فقط، بل على جميع المنتشرة على بقاع نائية ومترامية الأطراف والتي كانت مقصد الكثير من النازحين الباحثين عن مأوى، وغدت مساحات منسيّة مهملة، لا تصل شكاوى سكانها إلى أي من الجهات المعنية.

أما منال الحسني (37 عاماً) وهي نازحة مقيمة في مخيمات كللي ومعلمة في إحدى مدارس التعليم الأساسي بمدينة كللي شمال إدلب فتقول لـ "العربي الجديد"، إنّ نصف راتبها يذهب في أجور للمواصلات الخاصة بسبب انعدام وسائل النقل العامة من المخيم الذي تقيم فيه.

وتلفت إلى أنها تضطر إلى المغامرة وركوب وسائل نقل غير معروفة مارة في الطريق الرئيسي تقبل توصيلها، لكنها لا تعلم ما إن كان أصحاب تلك الوسائل أهدافهم المساعدة حقاً أم لهم مآرب أخرى كالتحرش أو الخطف، ما يجعلها عرضة للخوف من أخطار محتملة، خاصة أنها تعرضت لحوادث مشابهة.

أما فريال النعيمي (41 عاماً) النازحة المقيمة في مخيم بالكمونة، فتوضح أنها تركب مع أي سيارة تقف لها وخاصة سيارات السوزكي والمركبات الزراعية الأكثر مروراً من مخيمهم، قصد الوصول إلى عملها في معمل الألبان والأجبان بمدينة سرمدا، غير أنها تتجنب الصعود بجانب السائق وتفضل صندوق السيارة الخارجي الذي ما إن تصل سرمدا حتى يكون قد امتلأ بالركاب أمثالها المتجهين إلى مكان عملهم.

" كالغنم نجتمع بصندوق السيارة الخلفي، نتحمل وعورة الطرق وصعوبة الركوب غير المريح لهذا النوع من السيارات لنصل إلى مصدر رزقنا ونستطيع إطعام أولادنا خبزاً" تقول النعيمي في إشارة إلى معاناة النقل والمواصلات اليومية للوصول إلى مكان عملها، وتطالب الجهات المعنية بالعمل على توسيع خطوط النقل العام لتشمل المخيمات النائية والبعيدة ما يساعد النازحين في الوصول إلى أعمالهم اليومية بسهولة وبلا تعقيدات.

وللمصاعب التي يواجهها الطلاب في مخيمات النزوح في الوصول إلى مدارسهم البعيدة حكاية أخرى، يتحدث عنها الطالب حسام البارودي (14 عاماً)، موضحاً أنه بسبب بعد المدرسة عن مخيمهم الواقع شمال بلدة البردقلي يضطر إلى الذهاب سيراً على الأقدام مسافات طويلة للوصول إلى مدرسته حين لا يوفّق في إيجاد وسيلة نقل على الطريق يقبل سائقها الوقوف له ونقله إلى أقرب مكان من المدرسة.

ويشير إلى أنه في كثير من الأحيان تفوته حصص دراسية نتيجة تأخره في الوصول إلى المدرسة، وتعذر حصوله على مواصلات من شأنها مساعدته في الوصول في الوقت المناسب.

المساهمون