تُوفي طفلان اختناقاً، مساء أمس الخميس، إثر حريق مجهول السبب اندلع في منزلهما في بلدة الدانا القريبة من الحدود السورية- التركية، شمال محافظة إدلب، حيث تشهد مناطق سيطرة المعارضة شمال غرب سورية ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الحرائق بعد كارثة الزلزال المزدوج الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية في السادس من فبراير/ شباط الماضي.
وقالت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) إن طفلين شقيقين توفيا، مساء أمس الخميس، اختناقاً بدخان حريق مجهول السبب، نشب في منزل بمدينة الدانا، كما أُصيب رجل بجروح في يده أثناء محاولته فتح باب المنزل ومساعدة الطفلين.
وأضافت أن "مناطق سيطرة المعارضة السورية سجلت خمسة حرائق إضافية الخميس، أحدها كان حراجياً في بلدة حج خليل بريف عفرين شمالي محافظة حلب، وواجهت فرقنا صعوبة بإخماده عن طريق العزل لصعوبة تضاريس المنطقة. والآخر كان في محطة بدائية لتكرير الوقود في ريف حلب الشرقي، بسبب طبيعة العمل فيها، بالإضافة إلى حريق في مخيم للنازحين بمنطقة مشهد روحين شمالي إدلب، وحريقين آخرين أحدهما سببه ماس كهربائي في منزل سكني بمدينة سرمين شرقي إدلب، وحريق في قبو منزل بمدينة جسر الشغور غربي محافظة إدلب".
في هذا السياق، قال مسؤول فريق "منسقو استجابة سورية" محمد حلاج ، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الحرائق أزمة قديمة متجددة بشكل دائم، وخصوصاً في مناطق مخيمات النازحين، مؤكداً "اندلاع 25 حريقاً منذ بداية عام 2023 في مخيمات النازحين شمال غرب سورية، ما أدى إلى مقتل طفلين وامرأة، وإصابة 17، بينهم خمسة أطفال وخمس نساء، بالإضافة إلى تسجيل 70 حريقاً ضمن المنازل، تسببت بوفاة ثلاثة أطفال، وإصابة 20، بينهم ستة أطفال، وسبع نساء".
ولفت حلاج إلى أن أحد أبرز أسباب كثرة الحرائق هو استخدام السكان مواد تدفئة بدائية غير صالحة، ونوعية ورداءة الخيام، بالإضافة إلى كارثة الزلزال التي تسببت بتضاعف أعداد السكان في العراء واللجوء إلى الخيام، بعد تهدم وتصدع عدد كبير من المباني.
وقال مسؤول فريق "منسقو استجابة سورية" إن عدد المخيمات قبل كارثة الزلزال كان 1633 مخيماً، إلا أنه ارتفع بشكل ملحوظ بسبب مراكز الإيواء والمخيمات العشوائية، وبين أن الاستجابة الإنسانية في مناطق شمال غرب سورية "من سيء إلى أسوأ"، مؤكداً أن استجابة الزلزال كانت سيئة، ما أجبر السكان على استخدام وسائل بدائية للتدفئة، لا سيما أن كارثة الزلزال تزامنت مع منخفضات عدة، وهذا الأمر تسبب بزيادة مخاطر الحرائق.
كما أشار حلاج إلى أنه بعد الزلزال لجأت نسبة كبيرة من النازحين الجدد إلى التجمع، علماً أن الغالبية أطفال لا يدركون ما يحدث حولهم أحياناً. وقال إن زيادة الإهمال أيضاً يمكن أن تكون سبباً في حدوث الحرائق، موضحاً أن فرق الإنقاذ طرأت عليها مهمة جديدة، وهي رفع الأنقاض، ومتابعة الطرقات، وفتح الطرقات المتضررة، ما أدى إلى تأخر استجابة فرق الإنقاذ والإطفاء في الوصول إلى مناطق الحريق، الأمر الذي يزيد من حجم الكارثة، مثلما حدث في مخيم باب السلامة خلال الـ48 ساعة الماضية.
من جانبه، أوضح الناشط الإعلامي خضر العبيد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "للحرائق في مخيمات النازحين أسباباً كثيرة، أهمها مصادر التدفئة والمواد المستخدمة في التدفئة، وغالباً ما تكون مواد بلاستيكية، وهي مواد غير ملائمة للإشعال في المدافئ، وقد تؤدي إلى انفجار المدفأة، أو تصدر غازات سامة تسبب الاختناق".
ولفت العبيد إلى أنه "من المصاعب التي تواجه النازحين عدم وجود نقاط إطفاء للحرائق في المخيمات، بالإضافة إلى بعد نقاط الدفاع المدني، وصعوبة الوصول لهذه المخيمات، ويلجأ الأهالي لإطفاء الحرائق بجهود ذاتية".
وكان خمسة مدنيين نازحين قد أُصيبوا بحروق وضيق تنفس ليل أول من أمس الأربعاء، إثر حريق اندلع في مخيم باب السلامة، الواقعة على الحدود السورية - التركية، بالقرب من معبر باب السلامة، شمال محافظة حلب، وتسبب الحريق بتضرر 6 خيام بشكلٍ كامل، وتضرر 4 خيام بشكل جزئي.