ثبّتت محكمة عوفر العسكريّة الإسرائيلية أمر الاعتقال الإداريّ بحق الطفل الفلسطيني المعتقل المريض أمل نخلة، 17 عاماً، الذي يقبع في سجن مجدّو منذ اعتقاله من منزله الكائن في مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله، في 21 من الشهر الماضي، حيث يعاني نخلة من مرض نادر يُدعى الوهن العضليّ الشديد، إضافةً الى ضيقٍ في التنفس.
ووفق بيان لمؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، فإن محاميها محمود حسّان أوضح أن هذا الاعتقال ليس الأولّ لنخلة حيث تم الإفراج عنه بكفالة، إضافةً إلى محاولة النيابة العسكريّة الاسرائيليّة الالتفاف على قرار الإفراج عن نخلة بطلب 72 ساعةً لتمديد توقيفه، لدراسة إصدار أمر اعتقال إداريّ بحقّه، وحتى إعادة اعتقاله رغم ظروفه الصحيّة في إطار ملاحقته واعتقاله إدارياً دون تهمةٍ.
وفي إطار الاعتقال الحالي لنخلة، مدّدت محكمة عوفر العسكريّة توقيفه، دون التحقيق معه، حتى تاريخ 27 من الشهر الماضي، حيث صدر أمرٌ بالاعتقال الإداريّ بحقّ نخلة، وثبّته قاضي المحكمة أمس الأحد، بادعاء وجود مواد سريّة جديدة بعد إطلاق سراح أمل السابق، تشير إلى مدى خطورته على أمن المنطقة وتبرّر اعتقاله.
ويدّعي قاضي المحكمة أنه أخذ بعين الاعتبار الوضع الصحيّ لأمل، وطلب من إدارة مصلحة السجون الوقوف على الاحتياجات الطبيّة لأمل، ولكّن القاضي لم يتطرق أبداً لمدى الخطورة على حياته في حال إصابته بالفايروس داخل السجون.
وذكر المحامي حسّان أن وضع نخلة يحتاج لمتابعة صحيّة حثيثة، تتضمن تناول أدويته في الموعد المناسب، وبجرعاتٍ متغيرة وتتناسب مع وضعه الصحيّ وإلّا سيواجه خطراً شديداً على حياته، كما أن الضغط النفسيّ والجسديّ الذي تسبّبه ظروف الاعتقال والسجن في أماكن لا تصلح للعيش الآدميّ، قد يسببُّ ضعفاً متزايداً في مناعة نخلة، كما يواجه نخلة خطراً شديداً إزاء تفشّي فايروس كورونا داخل السجون وبين صفوف الأسرى.
وأعاد الاحتلال اعتقال نخلة بعد 40 يوماً من الإفراج عنه، حيث قضت محكمة الاستئناف في محكمة عوفر بالإفراج عن نخلة، في تاريخ 10 ديسمبر\ كانون أول الماضي، نظراً لوضعه الصحيّ وصغر سنّه.
وكان نخلة قد بقّي في الاعتقال والتوقيف ما يقارب الـ 40 يوماً، حيث اعتُقل، 2 نوفمبر\ تشرين ثاني الماضي، على حاجزٍ طيّار، مفاجئ، أقُيم على الطريق الواصل بين بلدتيّ عطارة وبيرزيت شمال مدينة رام الله، حيث قيّده الجنود واعتدوا عليه بالضرب المبرح أثناء عمليّة الاعتقال.
يُذكر أن نخلة يعاني من الوهن العضليّ الشديد، الذي يسببّ حدوث نوبات من ضُعفٍ في العضلات، خاصّة عضلات التنّفس والبلع، إذ يصبح من الصعب التواصل بين الأعصاب والعضلات.
ووفق "الضمير"، تستهدف قوات الاحتلال الأطفال منتهكةً كافّة المعايير والمواثيق الدوليّة التي تكفل لهم حقّهم في العيش بحرّية وكرامة وممارسة طفولتهم دون حرمانهم منها من خلال التعذيب والزّج بهم في سجونٍ لا تصلح للعيش الآدميّ.
وفي سياقٍ متصل، أشارت "الضمير" إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت، فجر يوم الخميس الماضي، الطفل محمود الغليظ، من منزله الكائن في مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله، واقتادته إلى سجن عوفر، وجاء هذا الاعتقال بعد الإفراج عن الغليظ وقضائه 45 يوماً في سجون الاحتلال، معظمها في العزل الانفرادي في قسم 8 بسجن ريمون، بعد أن تبيّنت إصابته بفايروس كورونا بعد 15 يوماً على اعتقاله وتوقيفه في مركز التحقيق في سجن عسقلان بتاريخ 23 يوليو/ تموز الماضي.
واقتحمت قوات الاحتلال منزل العائلة سائلة عن ابنها محمود، الذي كان نائماً، قبل أن تطلب منه ارتداء ملابسه والمغادرة معهم، وتطلب من العائلة التوقيع على ورقة اعتقاله بوجود ولّي أمره كونه قاصراً -باللغة العبريّة- حيث رفضت العائلة التوقيع عليها، وخرج محمود من المنزل مُكبلّ اليدين ومرتدياً للباس الأبيض الواقي من الفيروس. كما مددت محكمة عوفر العسكريّة توقيف الغليظ حتى 3 من الشهر الجاري.
وأفرج عن الغليظ في تاريخ 3 سبتمبر/ أيلول الماضي، بكفالة ماليّة 1000 شيكل بالعملة الإسرائيلية وكفالة طرف ثالث 5000 شيكل، على أن يستكمل حضور المحاكم، وأصدرت محكمة عوفر العسكريّة في تاريخ 30 ديسمبر كانون الأول الماضي، حكمها بالاكتفاء بمّدة اعتقاله و3 شهور وقف تنفيذ لمّدة 3 سنوات وغرامة ماليّة 500 شيكل.
وخلال الاعتقال الأول لمحمود الغليظ، وجِّهت لائحة اتهامٍ للغليظ تضمّنت خمسة بنودٍ جميعها تتّهم الغليظ بحيازة ألعاب بلاستيكيّة على شكل أسلحة، والتقاطه للصور معها.
وعانى الغليظ (16 عاماً) خلال فترة عزله من الفيروس والتعذيب النفسيّ، حيث عُزِل وحيداً في زنزانة تفتقر للمقومّات الأساسيّة للعيش، خلالها مُددت محكمته ثماني مراتٍ وأجريت له أربع فحوصات كورونا، في ذات الوقت، لم تزوّد إدارة مصلحة السجون الغليظ بالمستلزمات الشخصيّة من شامبو وصابون إلّا بعد مرور 14 يوماً في العزل، كما لم تزوّده إدارة مصلحة السجون إلّا ببجامة نوم كبيرة على حجمه وشتوّية طوال فترة وجوده في العزل ومركز التوقيف.
يذكر أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال العام الماضي (543) طفلاً، وبلغ عدد الأطفال في سجون الاحتلال حتى نهاية العام الماضي نحو (170) طفلًا، موزعين على سجون (عوفر، مجدو، الدامون)، وفق بيان لنادي الأسير الفلسطيني.
على صعيد منفصل، نقل نادي الأسير الفلسطيني عن عائلة الأسيرة إيناس عصافرة من الخليل، أن الاحتلال أصدر حكمًا بالسجن الفعلي بحقها لمدة (30) شهرًا، علمًا أنها معتقلة منذ أغسطس/ آب 2019، حيث تم اعتقالها وزوجها الأسير قاسم عصافرة، وتعرض منزلهما للهدم، علماً بأن للأسيرة والأسير عصافرة، طفلين.