سجلت منطقة معرة مصرين بريف إدلب الشمالي، ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غربي سورية، محاولتي انتحار خلال الـ 24 ساعة الماضية، وسط تزايد ملحوظ في حالات الانتحار ضمن مناطق سيطرة المعارضة، مع تدني مستوى المعيشة، وكثرة الخلافات الزوجية.
وقالت مصادر محلية من أبناء محافظة إدلب، رفضت الكشف عن اسمها لأسباب شخصية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن امرأة تنحدر من بلدة كفر يحمول حاولت، يوم الاثنين، الانتحار بتناولها حبة غاز (سامة) إثر خلافات زوجية، وإن المرأة نقلت إلى المستشفى في مدينة معرة مصرين شمالي محافظة إدلب، وهي في وضع حرج.
وأشارت المصادر إلى أن امرأة في العقد الثالث من عمرها، انتحرت، الأحد، في قرية كفر تعنور القريبة من مدينة معرة مصرين شمالي محافظة إدلب، بإضرام النار في نفسها داخل منزلها، وتوفيت بعد ساعة واحد جراء حروقها الشديدة، مبينة أن أسباب الانتحار لا تزال مجهولة حتى اللحظة، وأن جثتها نقلت إلى الطبابة الشرعية في إدلب.
إلى ذلك، قال محمد حلاج، مسؤول فريق "منسقو استجابة سورية"، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن مناطق سيطرة المعارضة السورية، منذ بداية العام الجاري 2023 وحتى يوم الاثنين، سجلت 38 حالة انتحار، أدت منها 16 حالة إلى الوفاة، فيما فشلت 22 محاولة منها.
ولفت حلاج إلى أن "فئة النساء تعتبر الفئة الأكبر بين تلك الحالات، بسبب عدم وجود من يساعدهن على تخطي الصعوبات التي يعانين منها، إضافة إلى اليافعين غير القادرين على التعامل مع المصاعب والضغوط المختلفة التي تواجههم".
وأشار إلى أن "حالة عدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة، والتي تشهد تزايداً ملحوظاً نتيجة متغيرات كثيرة ودورية في مناطق الشمال السوري كافة، ساهمت بازدياد هذه الحالات".
وكان اختصاصي الأمراض النفسية، ماجد فهيم، قد أوضح في تصريح سابق، لـ"العربي الجديد"، أنّ هناك أسباباً عدة للانتحار، منها الاضطرابات النفسية (الاكتئاب) بنسبة 40%، والخلل في العلاقات الأسرية والزوجية، وغياب الدعم الاجتماعي، والبطالة، وسوء الأوضاع الاقتصادية، إضافة إلى إدمان الكحول والمخدرات، والأزمات والضغوط الحياتية المفاجئة (خسارة مالية أو فقدان شخص عزيز)، ووسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، بدورها السلبي في التشجيع على الانتحار، هذا فضلاً عن ظروف الحرب والنزوح، ومشاهد القتل، والتعذيب والدمار، التي تغيب معها الرقابة على الأطفال، وسهولة الحصول على المواد المخدرة والإدمان، بالإضافة إلى تفكّك العلاقات الأسرية.
وبحسب "منسقو الاستجابة"، سجلت مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي البلاد، خلال عام 2022 الفائت، 88 حالة انتحار، من بينها 55 حالة انتحار أدت إلى الوفاة، بينها 16 طفلاً، و17 امرأة، بالإضافة إلى 33 محاولة انتحار فاشلة، من بينها 17 امرأة، وطفلان اثنان.
وسجلت سورية، على الرغم من اختلاف مناطق السيطرة، ارتفاعاً ملحوظاً في عدد حالات الانتحار، النسبة الأكبر منها ضمن مناطق سيطرة النظام، بسبب تدني الوضع المعيشي، وانتشار المخدرات، وحالات الانفصال الزوجي (الطلاق).
وكان رئيس "الهيئة العامة للطب الشرعي" لدى حكومة النظام، زاهر حجو، قد كشف في تصريحات صحافية سابقة لموقع "أثر برس" الموالي للنظام، عن أن مناطق سيطرة النظام السوري "سجلت 45 حالة انتحار، وأنه بين حالات الانتحار المسجلة 37 من الذكور، و8 من الإناث، مبيناً أن 8 حالات كانت لأشخاص أعمارهم ما بين 40 و50 سنة، و27 حالة من المنتحرين استخدمت الشنق، وسُجِّلت 13 حالة عبر إطلاق النار، و3 حالات سقوط من علو شاهق، وحالتان باستخدام السُّم، وذلك منذ مطلع 2022 حتى 12 إبريل/ نيسان الفائت".
وبحسب حجو، فإن مناطق سيطرة النظام "سجلت 175 حالة انتحار حصلت في عام 2022 الفائت"، لافتاً إلى أن الحالات توزعت على المحافظات السورية وفق الآتي: "دمشق 19 حالة، ريف دمشق 34 حالة، القنيطرة حالة واحدة، درعا 7 حالات، السويداء 22 حالة، حمص 4 حالات، حماة 13 حالة، حلب 35 حالة، طرطوس 18 حالة، اللاذقية 22 حالة".