استمع إلى الملخص
- **التحديات والجهود المبذولة لإعادة التأهيل**: تعرض مجمع الشفاء لهجومين إسرائيليين، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية. فريق العمل أعاد تشغيل قسم الطوارئ بسعة 70 سريراً، مع توفير خدمات المختبر والأشعة والصيدلية.
- **خطط تطويرية مستقبلية ودعم محلي ودولي**: تعمل الوزارة على مشاريع تطويرية، بما في ذلك إنشاء مقرات للجراحة وتأهيل مناطق المولدات. تم افتتاح قسم الكلى الصناعية وتشغيل 22 ماكينة غسل كلى، بدعم من شركاء محليين ودوليين.
قبل أيام، افتتحت وزارة الصحة في قطاع غزة قسم الطوارئ والاستقبال في مجمع الشفاء الطبي بعد تأهيله، لإسناد القطاع الصحي في مدينة غزة ومحافظة الشمال على وجه الخصوص.
على نحو متسارع وبإمكانات محدودة، يُعمل على إعادة تأهيل وإعمار وترتيب القطاع الصحي المنهك والمُدمر في قطاع غزة، الذي تعرض طوال الأحد عشر شهراً الماضية إلى عمليات استهداف ممنهج ومتعمد من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالتزامن مع استمرار الحاجة الكبيرة إلى هذه الإصلاحات، والنقص الحاد في المعدات والتجهيزات والكوادر العاملة والأدوية، وحتى من دون انتظار انتهاء الحرب القاسية وإعادة الإعمار.
في الأول من سبتمبر/ أيلول الجاري، أعادت وزارة الصحة في القطاع افتتاح قسم الطوارئ والاستقبال في مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، بعد عمل استمر خمسة أشهر وبإمكانات أقل من ذي قبل، لكنها كافية لإسناد القطاع الصحي الذي تعرض في المدينة، ومحافظة الشمال خصوصاً، لأضرار كبيرة منذ بدء العملية العسكرية البرية في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتعرض مجمع الشفاء الطبي، الذي كان ملجأً للغزيين لتلقي الرعاية الصحية وإجراء العمليات الكبرى والمبيت، إلى هجوم إسرائيلي عنيف مرتين، الأول بعد شهر من العملية البرية، فيما انتهت المرة الثانية في الأول من إبريل/ نيسان الماضي، وأدت إلى تدمير وحرق ونسف كل المجمع الطبي والبنية التحتية تماماً وإخراجه عن الخدمة.
وبينما عزل جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة غزة وشمالها عن محافظات الوسط والجنوب ومنع الحركة تماماً إلا لبعض المؤسسات الدولية، أضحت الحاجة إلى تأهيل ما يمكن تأهيله من مستشفيات وعيادات طبية في المناطق الشمالية ضرورية مع تعمد إسرائيل الضغط على السكان لإجبارهم على النزوح جنوباً وإخلاء مناطقهم.
ولخمسة أشهر ومن دون كلل وبإمكانات متواضعة، واصل فريق كامل العمل لإعادة افتتاح قسم الطوارئ والاستقبال في مجمع الشفاء لاستقبال الجرحى والمرضى، فيما يجرى التواصل مع الجهات المختلفة من أجل إتمام مشاريع أخرى تعويضية للقطاع الصحي المدمر.
يقول الوكيل المساعد في وزارة الصحة في غزة ماهر شامية، لـ"العربي الجديد"، إنّ الوزارة أعادت تأهيل قسم الاستقبال والطوارئ في مجمع الشفاء الطبي وافتتحته في الأول من سبتمبر الجاري، بعدما خرج المجمع كله عن الخدمة بشكل كامل في الأول من إبريل الماضي، بعد الهجوم الثاني لجيش الاحتلال حين عمد إلى تدمير المباني وإحراقها.
يضيف: "منذ ذلك اليوم، ونحن عاكفون على إعادة تشغيل ما يمكن تشغيله. أعدنا هندسة مكان العيادات الخارجية وحولناه إلى مقر لقسم الطوارئ والحوادث بسعة 70 سريراً، وأضفنا غرفتين للعمليات للحالات الطارئة والحرجة، وسبعة أسرّة للعناية المركزة، بالإضافة إلى اللوجستيات من خدمات المختبر والأشعة والصيدلية".
وبينما يتواصل العمل على إعادة تأهيل القطاع الصحي المدمر في شمال غزة، يقول شامية إنّ "هذه (إعادة تشغيل المجمع جزئياً) انطلاقة مهمة في ظل الأوضاع الصعبة. فليس في محافظة غزة حالياً إلا مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) لاستقبال الجرحى، وهو مستشفى صغير، وأصبحنا في المناطق الغربية من مدينة غزة قادرين على التعامل مع الحالات الناتجة عن العدوان الإسرائيلي وغيرها". كما يشير إلى "وجود خطط تطويرية للمجمع في ظل توفر عطاءات لإعادة تأهيل المباني الغربية للولادة بنحو مليون ونصف مليون دولار، لتكون مقراً للجراحة، بالإضافة إلى تأهيل منطقة المولدات الكهربائية ومحطات التحلية ومستودعات الوقود والطب العدلي والمختبر المركزي وبنك الدم".
ووقعت وزارة الصحة عقوداً لإعادة تأهيل الساحات الشرقية في مجمع الشفاء بمساحة إجمالية تقدر بـ4200 متر مربع مع بنية تحتية للمياه والصرف الصحي والكهرباء، لتكون جاهزة لاستقبال أية مستشفيات ميدانية أو خيام طبية، بحسب شامية. ويشير إلى "افتتاح قسم الكلى الصناعية (غسل الكلى) من خلال تشغيل 22 ماكينة غسل كلى وهناك ست ماكينات في الانتظار".
وتعمل الوزارة حالياً على إعادة تأهيل المبنى بالكامل وأدوار المبيت الخاصة بالباطنة. وهذه المباني التي بقيت عقب التدمير الممنهج لها يمكن الاستثمار فيها وإعادة بنائها واستخدامها لإعادة تشغيل المجمع بربع قدراته الجراحية. ويجرى كذلك العمل على مشاريع ستوفر 200 سرير إضافي في حال إنجازها خلال الأشهر الستة المقبلة. ويلفت إلى أنّ "القطاع الصحي يحاول جاهداً الخروج من عنق الزجاجة وحالة الانتكاسة التي وضعنا بها الاحتلال من خلال تدميره هذه المؤسسات، وهناك داعمون وشركاء محليون ودوليون يحاولون مساعدتنا لإعادة ما يمكن تأهيله من القطاع الصحي إلى العمل، من خلال المباني ودعم الكادر الصحي، فالواقع الصحي في شمال قطاع غزة صعب مثله مثل الجنوب".
وكانت قدرة مجمع الشفاء الطبي السريرية تبلغ 700 سرير، وكان يضم 26 غرفة عمليات، بحسب شامية. يضيف أنه "حتى في أحسن الأحوال خلال الأشهر الستة المقبلة، لن نصل إلى أكثر من تسع غرف عمليات، وما زالت هناك خدمات كثيرة متوقفة في المجمع، منها خدمة الباطنة التي تكاد تكون متوقفة في الشمال كله، بالإضافة إلى خدمات القلب سواء باطنة أو جراحة، وخدمات قسطرة القلب والأورام".
ولم تسلم مستشفيات الأطفال من التدمير، وعمل الاحتلال منذ بداية العملية البرية شمالي القطاع على إخراج المستشفيات عن الخدمة بادعاء استخدامها من قبل عناصر حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، وهو ما لم يستطع إثباته، ومنها مستشفى النصر المركزي للأطفال ومستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال ومستشفى محمد الدرة. وبات تقديم الخدمات الصحية للأطفال يقتصر على مستشفى كمال عدوان في جباليا وهو مستشفى صغير، ومستشفى أصدقاء المريض في مدينة غزة وهو مستشفى غير حكومي.