مجزرة المعمداني في غزة.. أشلاء الضحايا شواهد على جرائم الاحتلال

18 أكتوبر 2023
المستشفى الأهلي المعمداني عقب القصف (العربي الجديد)
+ الخط -

ما تزال آثار الدماء وبعض الأشلاء متناثرة، في ساحة المستشفى الأهلي المعمداني (العربي)، في مدينة غزة، عقب تعرضه، مساء الثلاثاء، لقصف إسرائيلي أسفر عن مئات القتلى والجرحى.

يسعى العاملون إلى جمع تلك الأشلاء، بينما يشير رجل في زاوية ما بالساحة قائلاً: "انظر هنا دماغ، وهناك دماء"، وآخر يرفع بعض الأشلاء لطفلة صارخاً: "انظروا يا عالم!"، بينما تتناثر الكثير من الأمتعة البسيطة من مفارش وأغطية في ساحة المستشفى تلطخها الدماء.

الأشلاء المتناثرة وآثار الدماء كلها شواهد على جريمة الاحتلال، التي يتذكر الطبيب فضل نعيم رئيس قسم جراحة العظام في المستشفى لحظاتها الأولى، حيث كان قد انتهى للتو من إجراء عملية جراحية عندما سمع دوي انفجار ضخم وامتلأ قسمه بأناس يصرخون طلباً للمساعدة.

يقول نعيم إن "الناس دخلوا قسم العمليات يصرخون، الحقونا، الحقونا، في قتلى وجرحى في المستشفى"، مضيفاً "حاولنا إسعاف من يمكن إسعافه، لكن العدد كان أكبر بكثير من أن يقوم طاقم المستشفى المحدود بإسعافه".

صدمة القصف ضاعفها، وفقاً للطبيب بمستشفى المعمداني إبراهيم الناقة، أن النساء والأطفال لجأوا إلى المستشفى باعتباره ملاذاً آمناً لهم من قصف الاحتلال الذي استهدف محيط المستشفى، مضيفاً "دون سابق إنذار استُهدف هذا المستشفى بقذيفة لا نعرف ما هي، لكن عرفنا نتائجها باستهدافها الأطفال الذين قطعتهم أشلاء وأجزاء".

ويروي الطبيب البريطاني الفلسطيني غسان أبو ستة أن المستشفى كان يهتز طوال اليوم بسب القصف، قائلاً إنه سمع صوت صاروخ قبل انفجار ضخم ثم انهار سقف غرفة العمليات فوقه هو وباقي الطاقم الطبي، بينما كان يرى في باحة المستشفى الجثث والأطراف في كل مكان. 

الصورة
المستشفى الأهلي المعمداني عقب القصف (العربي الجديد)

يقول محمد حمدان، 32 عاماً، أحد الناشطين والمتطوعين في المستشفى الأهلي المعمداني "أنا هنا منذ عشرة أيام، الناس يأتون تباعاً، لكن أمس الوضع كان مختلفاً، العشرات وصلوا نازحين بسبب تصاعد القصف الإسرائيلي"، موضحاً أنه "لا يوجد أي شيء يدل على أن المكان غير آمن، الأطفال يلهون، الناس يتسامرون لكي يمضي الوقت الطويل، لكن فجأة تم القصف"، معلقاً أن "ما جرى مجزرة. الناس قتلوا وقُطعوا، المصابون كثر، مشهد مخيف".

ويقول الطبيب الفلسطيني في المستشفى المعمداني محمد الناية إن "المكان آمن وملاذ للنازحين من الأماكن المجاورة، نحو 3 آلاف نازح وصلوا في الأيام الأخيرة إلى المستشفى"، مطالباً بأن "يقف العالم الحر أمام هذه الجريمة ويحاسب إسرائيل". 

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن "حصيلة ضحايا مجزرة مستشفى المعمداني بلغت 471 شهيداً.. إضافة الى 314 إصابة".

ولليوم الثاني عشر تواصل إسرائيل شن غارات مكثفة على المنازل والمنشآت المدنية بغزة، وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.

(الأناضول، رويترز)

المساهمون