متضررو الزلزال في الأتارب السورية يبيعون حديد منازلهم المنهارة

هاتاي

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
06 ابريل 2023
الحديد ما بقي من المنازل المدمرة لسكانها في الأتارب السورية
+ الخط -

دمّر الزّلزال العديد من الأبنية في مدينة الأتارب بريف حلب الغربيّ، شمال غربي سورية، ومن نجا من دمار هذه الأبنية التجأ إلى خيمة أو بيت مستأجر أو يقيم عند أقارب له، لحين انقضاء هذه الأزمة، لكن الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها أصحاب هذه الأبنية المنهارة، دفعتهم لبيع الحديد المستخرج من أنقاضها.

يعمل أصحاب هذه المباني على استخراج قضبان الحديد من الأنقاض، يجمعونها، ومن ثم يبيعونها، لتكون مصدر دخلهم الوحيد في الوقت الحالي، في ظل ظروف صعبة من انعدام فرص العمل، وضعف الاستجابة الإنسانيّة في المنطقة.

أمينة المصطفى، من سكّان المدينة وهي متضررة من الزّلزال، قالت لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ مصدر الدخل الوحيد للعائلة هو القضبان الحديدية التي يجرى جمعها من أنقاض المنزل، وأضافت: "حالياً بيع الحديد المستخرج من البيت يوفر لنا ثمن الغذاء، فقدنا كل شيء بسبب الزلزال، لم يبق لنا سوى حديد المنزل لنشتري الخبز بثمنه".

أحمد حاج بكري من سكّان المدينة أيضاً، تضرر منزله بسبب الزلزال، أوضح لـ"العربي الجديد" أنّ منزله تصدع بالكامل، وهو يعمل في الوقت الحالي على هدمه، واستخراج الحديد من أنقاضه، وقال: "كل من أتى من المنظمات الإنسانية التقط الصور وذهب، لم يقدموا لنا أي شيء، بيع حديد المنزل يعوضنا عن شيء بسيط مما فقدناه، كلّ شي قد تدمر، لم يبق لنا سوى هذا الحديد".

قاسم رماح، النّاشط الإعلامي من أبناء المدينة، تحدث لـ"العربي الجديد" عن فترة ما بعد الزّلزال، ويقول إنّ "نسبة تغير معالم الأتارب بعد الزلزال كانت كبيرة على مدينة قدمت منذ بداية الثورة 2011 إلى الآن الغالي والنفيس، أصبح منظر الخيم بالشوارع عادياً جداً، الدمار كان منتشراً بكل شوارع المدينة. تخطى عدد الإصابات 400 مصاب بين أطفال ونساء ورجال، وقتل 235 من أهالي الأتارب ومن النازحين المقيمين بها، أغلب المصابين يتلقون العلاج إما في منازل أقاربهم أو في النقاط الطبية الموجودة".

ولفت رمّاح إلى أنّه "بعد الزلزال، الكثير من الأهالي لجأ إلى الخيم وأصبحت أكثر أمناً لهم، وخاصّة عند حدوث هزّات ارتدادية أو انقطاع الكهرباء. لا يزال بعض الأهالي يقيمون بالخيام بينما عاد البعض ممن تعد منازلهم آمنة، أما الباقون فاا يزالون بحالة ترقب".

بدوره، أوضح أحمد، أحد العاملين في مجال الحديد، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحديد المستخرج من الأنقاض حالياً هو مصدر دخل في ظل الظروف الصعبة للأهالي"، مضيفاً: "نعمل لوقت طويل في تجهيز الحديد بدرجات حرارة عالية، ومدة عملنا تتجاوز 10 ساعات يومياً، هذا مصدر رزقنا، العمل صعب ونحاول أن نساعد الأهالي، خسروا بيوتهم ولم يبق لهم سوى هذا الحديد المستخرج من الأنقاض، الذي يبيعونه لسد حاجتهم فقط".

ذات صلة

الصورة
ناج من زلزال سورية (العربي الجديد)

مجتمع

بعد نجاته من الموت الذي خطف أفراد أسرته، بات حلم حمزة الأحمد (17 عاماً)، أن يكون لديه طرف اصطناعي ذكي عوضاً عن القدم التي فقدها في زلزال فبراير.
الصورة
عائلة غنام في عزمارين السورية تعيش ألم الزلزال (عامر السيد علي/ العربي الجديد)

مجتمع

مضى عام على كارثة الزلزال الذي ضرب شمال غرب سورية والجنوب التركي، وخلف معاناة لدى الناجين منه، خاصة العوائل التي فقدت أفراداً منها.
الصورة

مجتمع

وصلت موجات تسونامي خفيفة، الخميس، إلى أجزاء من سلسلة جزر إيزو اليابانية في أعقاب زلزال بلغت قوّته 6.5 درجات ضرب المحيط الهادئ.
الصورة
"العربي الجديد" في أقرب نقطة لمركز زلزال المغرب (العربي الجديد)

مجتمع

ما زالت أكوام الرماد ومشاهد المعاناة ترسم صوراً من الآلام التي خلفها زلزال المغرب، الذي ضرب البلاد مساء الجمعة 8 سبتمبر الماضي، آلام التقطتها كاميرا "العربي الجديد".
المساهمون