متران يفصلان الطفل المغربي ريان عن فرق الإنقاذ وسط ترقب واسع

05 فبراير 2022
عملية الحفر الأفقي تسير حالياً بثبات في اتجاه مكان الطفل ريان (فاضل سنا/فرانس برس)
+ الخط -

 

بات الوصول إلى الطفل ريان، العالق منذ أكثر من 85 ساعة في بئر عميقة لا يتجاوز قطرها 30 سنتمتراً، في ضواحي مدينة شفشاون شمالي المغرب، قاب قوسين أو أدنى، بعد أن تمكّنت فرق الإنقاذ من تجاوز العوائق التي اعترضتهم خلال الساعات الثلاث الماضية.
وكشفت مصادر من القائمين على عملية الإنقاذ، لـ"العربي الجديد"، أنّ عملية الحفر الأفقي تسير حالياً بثبات في اتجاه مكان الطفل ريان، بعد تمكنهم من تجاوز عقبة حجرة صغيرة حالت بينهم وبين الوصول إلى مكان الطفل في البئر وأثارت مخاوف من وقوع انهيار صخري، متوقعة أن تسير الأمور في اتجاه إنقاذ الطفل قبل زوال اليوم في حال عدم ظهور عائق جديد.
وبحسب المصادر ذاتها، فإنّ هذا التوقع  قد يتغيّر وفق ما سيعترض المنقذين من صعوبات، لا سيما حدوث انهيارات أو انجراف للتربة من عدمها، مقدّرة المسافة التي تفصل فرق الإنقاذ عن الطفل ريان بين متر ونصف ومترين.

يأتي ذلك في وقت قال فيه وزير التجهيز المغربي نزار بركة إنّ "السلطات العمومية سخّرت كل الإمكانيات من أجل إنجاح عملية الإنقاذ، التي تعدّ من بين أعقد عمليات الإنقاذ المماثلة بسبب هشاشة التربة، وانجرافها المتكرّر نتيجة عمليات الحفر الجارية".
وفي وقت سابق اليوم، قال مسؤول لجنة "اليقظة والتتبع" المكلّفة إنقاذ الطفل ريان، عبد الهادي التمراني، إنه من الصعب الجزم بالمدة الزمنية للوصول إلى الطفل العالق، مضيفاً في تصريح صحافي:" كلنا أمل أن تحمل الساعات القادمة بشرى خير بشأن الطفل ريان".


وأوضح التمراني، في بداية اليوم الخامس من مأساة شفشاون، أنّ "المرحلة الثانية من الحفر تتقدم، ونسابق الزمن، وأملنا كبير أن تحمل الساعات القادمة البشرى"، مضيفاً: "حتى الآن، الأمور تسير بشكل إيجابي، ونتمنى صادقين ألا يتعرّض فريق الإنقاذ لأي أذى". ولفت إلى أنّ عملية الحفر معقدة جداً وتحتاج إلى حذر شديد للحفاظ على حياة فرق الإنقاذ.

ودخلت عملية الإنقاذ، منذ أمس الجمعة، مرحلة حاسمة، بعد أن استعانت السلطات المغربية بمختصين من أجل حفر منفذ أفقي نحو الطفل العالق داخل البئر، وهي العملية التي تعتبر أهم مرحلة من مراحل الحفر وأخطرها.
كما جرى اللجوء إلى نقل أسطوانات خرسانية كبيرة إلى مكان الحفر بغية حماية فرقة الإنقاذ، المكونة من ثلاثة أشخاص، والطفل العالق من أي انهيار ترابي.
وبالموازاة مع ذلك، تمكّنت طواقم الإنقاذ من تثبيت صهريج ضخم عند أقرب نقطة للحفر لتأمين عملية إنقاذ الطفل ريان وفرق الإنقاذ.
وكان لافتاً في اليوم الرابع لوقوع المأساة تسريع فرق الإنقاذ عملها لاستكمال تنفيذ خطة اعتمدتها السلطات المغربية مباشرة بعد فشل محاولات إنقاذ الطفل ريان، بالاعتماد على متطوعين ليل الأربعاء، وتقوم على إحداث حفرة موازية بنفس عمق المكان الذي علق فيه الطفل، ثم إحداث فجوة في البئر لانتشاله.
كما اعتمدت خطة خلاص الطفل ريان من الموت على استعمال آليات ثقيلة للحفر بشكل متواز ومائل مع الثقب المائي، بحذر واحتياط كبيرين، مخافة أن تتسبب عمليات الجرف في انهيار البئر.

المساهمون