اكتشف باحثون من جنوب أفريقيا متحوّراً متغيّراً من فيروس كورونا الجديد الذي يؤرّق العالم منذ نحو عامَين، أُطلِق عليه اسم "أوميكرون". والمتحوّر الجديد متعدّد الطفرات، بالتالي قد يكون شديد العدوى، الأمر الذي تسبّب بحالة من الهلع في العالم وأدّى إلى إلغاء رحلات جوية دولية كثيرة.
وبينما وصفت منظمة الصحة العالمية المتحوّر بأنّه يشكّل "مصدر قلق"، يعمل العلماء على مدار الساعة لتحليله ساعين إلى فهم سلوكه، وهو الأجدّ بين المتحوّرات المكتشفة حتى الآن.
وفي ما يأتي شرح موجز لما هو معروف عن متحوّر "أوميكرون" من فيروس كورونا الجديد، بناءً على معلومات عرضها باحثون من جنوب أفريقيا.
-
منشأ المتحوّر
ما زال منشأ المتحوّر الجديدة غير معروف، لكنّ باحثين من جنوب أفريقيا كانوا أوّل من أعلن عن رصده في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2021. في هذا التاريخ، سُجّلت حالات في هونغ كونغ وبوتسوانا. وبعد يوم واحد، سجّلت كلّ من إسرائيل وبلجيكا إصابات به.
-
طفرات
في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، اكتشف الباحثون متحوّراً جديداً "متعدّد الطفرات بشكل غير اعتيادي". بعض تلك الطفرات معروف وبعضها الآخر مستجدّ.
وقال موسا موشابيلا، الأستاذ ومسؤول البحث والابتكار في جامعة كوازولو ناتال، لوكالة "فرانس برس"، إنّ المتحوّر يضمّ "أكبر عدد من الطفرات التي شهدناها حتى الآن". وأضاف "سبق أن رصدنا بعضاً منها (الطفرات) في المتحوّرَين دلتا (رُصد للمرّة الأولى في الهند في إبريل/نيسان 2021) وبيتا (رُصد للمرّة الأولى في جنوب أفريقيا في أكتوبر/تشرين الأول 2020)، فيما بعضها الآخر غير معروف بالنسبة إلينا (...) ولا نعرف كيف ستتفاعل هذه المجموعة من الطفرات".
وفي البروتين الشوكي (سبايك بروتين) مفتاح دخول الفيروس إلى الجسم، لاحظ الباحثون أكثر من 30 طفرة، وهو اختلاف ملحوظ عن المتحوّرات الأخرى المثيرة للقلق.
-
سرعة انتقال العدوى
تشير السرعة التي تتزايد بها الإصابات اليومية الجديدة بكوفيد-19 في جنوب أفريقيا، ويرتبط معظمها بـ"أوميكرون"، إلى أنّ هذا المتحوّر الجديد شديد العدوى.
فقد ارتفع عدد الحالات اليومية الموجبة بشكل سريع هذا الأسبوع من 3.6% يوم الأربعاء الماضي إلى 6.5% يوم الخميس ثمّ 9.1% يوم الجمعة، وفقاً للأرقام الرسمية.
ويقول موشابيلا: "لقد أظهرت بعض الطفرات التي سُجّلت سابقاً أنّها تسمح للفيروس بالانتشار بسهولة وسرعة. لهذا السبب نتوقّع أن ينتشر المتحوّر الجديدة بسرعة".
-
المناعة واللقاحات
بالاستناد إلى إصابات متجددة وهي "أكثر ممّا كانت عليه خلال الموجات السابقة"، من المحتمل أن يفلت المتحوّر الجديد من المناعة وفقاً لموشابيلا الذي بنى ملاحظاته على البيانات التمهيدية.
وقد يقلّل ذلك من فعالية اللقاحات المضادة لكوفيد-19 إلى حدّ لم يُحدَّد بعد.
-
خطورة المرض
هذا هو السؤال الذي لا إجابة عليه بعد. فالمتحوّر الجديد اكتُشف قبل أسبوع فقط، الأمر الذي لم يُتح وقتاً كافياً لتحديد مدى خطورة حالات "أوميكرون" سريرياً.
(فرانس برس)