مبادرات إنسانية لدعم سكان حلب ما بعد النظام

04 ديسمبر 2024
سوريون عائدون إلى مدينة حلب، 30 ديسمبر 2024 (أوغور ييلديريم/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعمل فريق ملهم التطوعي على توفير الخبز والمستلزمات الأساسية، حيث وزعوا 30 ألف ربطة خبز مجاناً، وينظمون حملات للأطفال لخلق جو إيجابي، مع خطط لإعادة الحياة إلى طبيعتها.
- يسعى الفريق لتحسين أوضاع السكن عبر هدم المخيمات وإعادة الناس لمنازلهم، مع توفير النقل وترميم المنازل، وتقديم حليب الأطفال والأدوية، رغم التحديات الأمنية.
- تركز منظمة بنفسج على دعم الصحة بإرسال فرق إسعاف وطلاب طب، وتعمل على خطط تشمل الصحة والتعليم والبنى التحتية، وتشارك في توزيع الخبز والسلال الغذائية.

وسط الأوضاع الإنسانية الراهنة في مدينة حلب السورية، تعمل منظمات إنسانية وفرق محلية من أجل توفير الدعم والخدمات الإغاثية للتخفيف عن الأهالي في المدينة، لجهة توفير الخبز ومستلزمات الأطفال والأدوية، وذلك في إطار مبادرات تسعى إلى تلبية احتياجات السوريين في حلب وإعادة الحياة إلى طبيعتها.

يقول مسؤول المكتب الإعلامي في فريق ملهم التطوعي عبد الله الخطيب لـ"العربي الجديد" إنّه "منذ اليوم الأوّل لخروج النظام من حلب، بدأنا العمل في المدينة لتوفير الاحتياجات الأساسية التي انقطعت تقريباً في حلب أو ندرت". يضيف: "وسعينا بجدّ لتوفير الخبز بالدرجة الأولى كونه مادة أساسية، ولليوم الثالث نحن نعمل في هذا المجال وقد وفّرنا نحو 30 ألف ربطة من الخبز".

ويوضح الخطيب: "زوّدنا أحياء كثيرة في مدينة حلب بالخبز مجاناً، علماً أنّ الأمر كان صعباً في مناطق عدّة. كذلك نظّمنا حملات مجتمعية مع الأطفال في الأحياء الذين عانوا من الظلم، ونعمل على خلق جوّ إيجابي في المدينة". ويشير إلى أنّ "الناس بدأوا يتعافون، ونحن نجهّز لخطط للمرحلة المقبلة من أجل جعل المدينة مزدهرة مثلما يتمنّاها أيّ سوري".

ويبيّن مسؤول المكتب الإعلامي في فريق ملهم التطوعي أنّ "كثيرين عانوا من السكن في الخيام. ونحن نسعى إلى هدم المخيمات وإعادة الناس إلى منازلهم". ويشرح: "سوف نساعد في نقل الناس من المخيمات إلى المدينة، ونوفّر كذلك خدمات النقل وأيّ خدمة أخرى قد يحتاجونها. كذلك، سوف نساعد الناس في ترميم منازلهم"، مؤكداً: "هذا ما نعمل عليه بالإضافة إلى توفير حليب الأطفال والأدوية للمصابين بأمراض مزمنة.

ويكمل الخطيب: "نعمل كذلك على تأمين المستلزمات المفقودة من المستشفيات، خصوصاً تلك المطلوبة للاستجابة العاجلة للحالات وأخرى لوجستية يُسجَّل فيها نقص كبير. وفي هذه الأثناء، نحاول إدخال المساعدات الأولية"، لافتاً إلى أنّ "الطيران الحربي استهدف مستشفى الجامعة (مستشفى حلب الجامعي) في خلال وجود فريقنا داخله".

قضايا وناس
التحديثات الحية

من جهته، يقول مدير قسم الإعلام والتواصل في منظمة بنفسج أيمن السيد عيسى لـ"العربي الجديد": "تدخّلنا بصورة أساسية منذ اليوم الأول في حلب، وركّزنا على الاستجابة لاحتياجات قطاع الصحة ودعمه. وركّزنا على وجود فريق الإسعاف في مستشفى حلب الجامعي في اليوم الأول". ويشير إلى أنّ "أحد المتطوّعين من مركز أعزاز، ويُدعى مصعب عمر، أصيب في قصف المستشفى، وقد خرجت سيارة إسعاف لدينا عن الخدمة".

ويتابع السيد عيسى: "أرسلنا طلاب طبّ من السنة الرابعة في أعزاز للمساعدة في دعم عمليات الاستجابة الطارئة، كون الخدمات غير مفعّلة بالكامل. ونحن نسعى إلى تدخّل أكبر، ونضع خطط استجابة تشمل كلّ القطاعات الإنسانية، من قبيل الصحة والتعليم وتفعيل البنى التحتية". ويلفت إلى أنّ "الأمور ليست واضحة بالنسبة إلينا في الوقت الراهن، والتحرّك محدود بسبب خطورة الوضع، لكنّنا نأمل أن تصير الاستجابة أفضل ابتداءً من الأسبوع المقبل".

ويفيد السيد عيسى بأنّهم يشاركون كذلك "في مبادرات بسيطة من قبيل توزيع الخبز والسلال الغذائية الجاهزة. ووزّعنا أزهاراً لتوجيه رسائل إلى أهل حلب مفادها أنّ المقبل أفضل، وأنّ عليهم ألا يخافوا. وقد لاقت هذه المبادرة صدى إيجابياً وإعجاباً واسعاً من قبل أهالي حلب وخارجها".

في سياق متصل، يقول عارف الخراط من سكان مدينة حلب لـ"العربي الجديد" إنّ الأهالي لم يشعروا بأزمة حادة. ويؤكد: "للمرّة الأولى ثمّة من يحضر لنا ربطة خبز"، مضيفاً أنّ ثمّة منظمة في الحيّ حيث أعيش تقدّم حليباً للأطفال. وقد أخبرونا أنّ وسائل النقل العامة سوف تعود إلى العمل. ونحن نتطلّع إلى عودة الحياة إلى المدينة أفضل ممّا كانت عليه".