- السكر المضاف يسبب مشاكل صحية خطيرة للأطفال كالسمنة، السكري، ومشاكل الأسنان، مع تأثيرات إدمانية تزيد استهلاك السكر.
- الدراسة تدعو نستله لإعادة النظر في معاييرها ووقف إضافة السكر لأغذية الأطفال في الدول النامية، مؤكدة على أهمية التغذية الجيدة لنمو الطفل وتطوره بشكل أمثل.
كشف تقرير جديد من منظمة Public eye السويسرية، أن شركة نستله، التي تعتبر واحدة من أكبر شركات السلع الاستهلاكية في العالم، والمتخصصة بالأغذية والأطعمة الخاصة بالأطفال، أضافت ما يقرب من مكعب ونصف من السكر في كل وجبة غذائية يتناولها الأطفال الصغار في الدول النامية.
ووفق المنظمة، فإن الشركة عمدت إلى إضافة السكر والعسل إلى حليب الأطفال وحبوب "سيريلاك" التي تباع في العديد من البلدان الفقيرة، وهو ما يتعارض مع المبادئ التوجيهية الدولية التي تهدف إلى الوقاية من السمنة والأمراض المزمنة.
السكر يضاف للمنتجات المباعة في أفريقيا وآسيا
وأظهرت المنظمة، أن عينات من منتجات أغذية الأطفال التي تباع في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية تم إرسالها إلى مختبر بلجيكي للاختبار، وتبين احتواؤها على كميات من السكر المضاف.
ووفق البيان، يحتوي منتجان، من العلامات التجارية الأكثر مبيعًا لأغذية الأطفال التي تسوقها شركة "نستله" "حليب نيدو المجفف" ومنتجات "سيريلاك" في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل على مستويات عالية من السكر المضاف، في حين أن هذه المنتجات خالية من السكر في بلدها الأصلي أي سويسرا، وحتى في الدول الأوروبية، وطالبت المنظمة شركة نستله بوضع حد لهذه المعايير المزدوجة غير المبررة والضارة، والتي تساهم في الارتفاع الهائل في السمنة وتؤدي إلى تطوير تفضيل الأطفال للمنتجات السكرية مدى الحياة.
وجد الباحثون أن حصة واحدة من طعام "سيريلاك" الأطفال وهي الوجبة الرئيسية للأطفال في سن ستة أشهر والتي تباع في تايلاند على سبيل المثال، تحتوي على 6 غرامات من السكر (أي ما يعادل مكعبا ونصفا من السكر لكل وجبة)، في المقابل، بين التحقيق أنه في ألمانيا والمملكة المتحدة، فإن الكمية نفسها من المنتج، المخصص للدول الأوروبية، لا يحتوي على أي كميات من السكر المضاف.
ووفق المنظمة، فإن الشركة التي لها تاريخ سابق في الفضائح، وتحديداً بعد فضيحة حليب الأطفال الرضع، لم تسعَ إلى تغيير نهجها.
السكر ومخاطره على الرضع
تقول أخصائية صحة الأطفال الدكتورة نسرين مسعد لـ"العربي الجديد": "يؤدي تناول السكر المضاف في النظام الغذائي الخاص بالأطفال وتحديداً الرضع إلى مشاكل عديدة، بالإضافة إلى الزيادة في الوزن، فإن السكر المضاف، يمكن أن يؤدي إلى حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الإسهال، وجفاف الجسم، أو حتى مشاكل في الانتفاخ، ما يؤدي لاحقاً إلى حدوث مشاكل في القولون العصبي، ناهيك أن السكر المضاف، يؤدي إلى حدوث خلل في توازن البكتيريا المفيدة في الأمعاء، وهو ما يعرض جهاز المناعة لدى الطفل للخطر".
Read the full report from @publiceye_ch and @ibfanglobal "How Nestlé gets children hooked on sugar in lower-income countries". Where they explain the results obtained from Nestlé products in countries in Asia, Africa, and Latin America. @pattirundall https://t.co/RLhA6n28lY
— World Public Health Nutrition Association (@WPHNA) April 19, 2024
وتضيف مسعد: "يمكن أن يؤدي تناول السكر المضاف للرضع تحديداً، إلى انخفاض مستويات الأيض بطريقة لا يمكن عندها لخلايا الدم القيام بمهامها بشكل سليم، ما يؤدي إلى الإصابة بالسكري، خاصة إن كان هناك عوامل وراثية تشجع على ذلك، أضف إلى ذلك، من المعروف أن الأطفال الصغار والرضع تحديداً، معرضون لتقلبات في مستويات السكر في الدم، وبالتالي إضافة السكر المضاف تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، ويمكن أن تؤدي أيضاً إلى حصول هبوط حاد في مستويات السكر، وهوما يؤدي إلى حصول إما حالات خمول لدى الأطفال، أو حتى العكس، حالات توتر شديدة".
ووفق مسعد، فإن تناول السكر المضاف سواء للرضع أو للأطفال تحت سن السادسة، يؤدي إلى إمكانية حصول زيادة في الوزن، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة، وما لذلك من تأثيرات سلبية على الصحة مستقبلاً.
من جهة أخرى، ترى مسعد أن السكر المضاف، يمكن أن يؤدي إلى تأخر التسنن لدى الرضع، ومشاكل في أسنان الأطفال الصغار، مثل تسوس الأسنان، وتآكل طبقة المينا.
مشاكل سلوكية أيضاً
ووفق مسعد، فإن السكر المضاف له تأثيرات سلبية على الصحة العقلية، وعلى تصرفات الأطفال وتحركاتهم، ومن غير المستبعد أن يكون السكر سبباً في إصابة الأطفال بمشاكل في الدماغ مستقبلاً.
وكانت دراسة سابقة نشرها موقع the conversation أظهر فيها أن تناول الكثير من السكر يمكن أن يضع الدماغ في وضع مضاعف. عندما يتم تحفيز الدماغ بشكل مبالغ فيه، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فرط النشاط وتقلب المزاج. ومع ذلك، فإن هذه التغييرات السلوكية ليست سوى عواقب قصيرة المدى. ,تشير بعض الأدلة إلى أن فرط نشاط الدماغ لدى المراهقين يرتبط بالعجز المعرفي في مرحلة البلوغ.
للسكر أيضًا تأثير إدماني لأنه يحفز الخلايا العصبية في نظام المكافأة في الدماغ. عند تنشيطه، يولد الجهاز الحوفي مشاعر عالية مثل المتعة، مما يعزز استهلاك المزيد من السكر.
نيدو وسيريلاك وتأثيرهما على أجيال من الأطفال
تسيطر شركة الأغذية العملاقة على 20% من سوق أغذية الأطفال، والتي تبلغ قيمتها حوالي 70 مليار دولار. مع مبيعات عالمية تزيد عن 2.5 مليار دولار في عام 2022، تعد منتجات كل من "سيريلاك" الطعام المخصص للرضع، وحليب "نيدو" من العلامات التجارية الأكثر مبيعاً لأغذية الأطفال من نستله في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وبالتالي فإن إضافة السكر، لها تأثيرات بالغة الأهمية على أجيال من الأطفال، في هذه الدول، بحسب ما تؤكده منظمة Public eye.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد سبق أن حذرت من أن إضافة كميات من السكر المضاف في وجبات الأطفال، تؤدي عملياً إلى مشاكل صحية عديدة، وتحديداً في ما يتعلق بمشاكل في السمنة وارتفاع مستويات السكر في الدم، ناهيك عن أمراض القلب، والتي تعد السبب الأول في ارتفاع مستويات الوفيات حول العالم. في حين أن الأطعمة التي تحتوي على السكر الطبيعي، مثل الفواكه، آمنة للرضع والأطفال وفق منظمة الصحة العالمية.
وبحسب المنظمة: "تظل التغذية الجيدة في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة أساسية لضمان النمو الأمثل للطفل وتطوره، وتحقيق نتائج صحية أفضل في وقت لاحق من الحياة بما في ذلك الوقاية من زيادة الوزن والسمنة والأمراض غير المعدية المرتبطة بالنظام الغذائي.