ما هي أسباب احمرار العين وكيف يمكن الوقاية منه؟

02 أكتوبر 2022
ما قبل خضوع المريض لعملية جراحية في العين (باتريك هيرتزوغ/ فرانس برس)
+ الخط -

يعاني كثيرون من احمرار العين (وردية العين) مع تقلبات الطقس وتغير الفصول، ويختفي هذا الاحمرار من خلال بعض العلاجات. وقد يكون الاحمرار ناتجاً عن حساسية من الغبار أو الدخان أو ما شابه. وهذه الأسباب لا تستدعي تدخل الأطباء في أحيان كثيرة، إلا أن الاحمرار قد يكون إنذاراً لأمراض عدة تصيب العين.
ويمكن أن يشير احمرار العين، والذي يعرف أيضاً باسم العيون المحتقنة بالدم، إلى وجود العديد من المشكلات الصحية، بعضها قد يكون بسيطاً، في وقت تتطلب أخرى رعاية صحية طارئة. ونادراً ما يكون احمرار العين العارض الوحيد، إذ قد يعاني المرضى من سيلان الدمع، أو الحكة، أو الشعور بجسم غريب في العين، أو الحساسية للضوء، أو الألم، أو حتى التغيرات في الرؤية. كما يمكن أن يعاني المرضى أحياناً من أعراض تؤثِّر في مناطق أخرى من الجسم، مثل سيلان الأنف، أو السعال، أو الغثيان والقيء.
يقول الطبيب المتخصص في جراحة العيون علي علاء الدين إن أسباباً عديدة قد تؤدي إلى احمرار العين، من ضمنها الحساسية نتيجة تغير الطقس أو وبر الحيوانات أو غير ذلك. ويوضح في حديثه لـ "العربي الجديد" أنه يمكن علاج هذا النوع من احمرار العين بوسائل بسيطة، كاستخدام أدوية تساعد في تهدئة تهيّج العين. 
وبحسب موقع "Medical news Today"، فإن احمرار العين الناتج عن الحساسية قد يكون مزعجاً ويتطور إلى حالة مرضية تتطلب تدخل الطبيب. وعندما تدخل مواد مهيجة كوبر الحيوانات الأليفة أو الغبار أو بعض المواد الكيميائية الموجودة في مستحضرات التجميل أو العدسات اللاصقة جسم الإنسان، يفرز جهاز المناعة الهيستامين، الذي يُعتبر جزءاً من الاستجابة المناعية في الجسم للحساسية والأجسام الغريبة، الأمر الذي يؤدي إلى تضخم الأوعية الدموية في العين، وبالتالي احمرار العين. وفي حال كانت مشكلة الحساسية بسيطة أو يمكن معالجتها بسهولة، تنتهي المشكلة. لكن في حال استمر الاحمرار ولم تنفع الأدوية، من الأفضل زيارة الطبيب. 

في هذا السياق، يقول علاء الدين إن احمرار العين قد يعني وجود تقرحات بشبكة العين نتيجة مرض قد يصيب الأعصاب الدقيقة في الشبكة، أو بسبب حصول جفاف مزمن في العين، أو نتيجة وجود التهابات في العين، أو بسبب ظهور كتل دهنية على جفن العين، تسبب نوعاً من الضغط على العين، فيؤدي ذلك إلى اختفاء اللون الأبيض، وظهور اللون الأحمر.
لا يخفي علاء الدين إمكانية أن تصاب العين أيضاً بأمراض أخرى تعد خطيرة نوعاً ما، ومن ضمنها التهاب 

الملتحمة (عدوى بالغشاء الشفاف أو الملتحمة الذي يبطن السطح الداخلي للجفن ويغطي بياض العين)، وهو أحد أكثر التهابات العين شيوعاً، وخصوصاً بين الأطفال. وعند الإصابة بهذا المرض، تتهيج الأوعية الدموية الموجودة داخلها وتتورم، مما يجعل العين تبدو حمراء، وفي كثير من الأحيان يفرز الجفن مواد لزجة ويمكن أن تلتصق الرموش بعضها ببعض.
ومن ضمن الأسباب التي تؤدي إلى احمرار العين، بحسب تقرير أعده موقع Healthline الأميركي، إصابة العين بالتهاب القزحية، وهو تورم وتهيج (التهاب) في الحلقة الملونة حول بؤبؤ العين (القزحية)، الأمر الذي يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية وألم في العين بالإضافة إلى حساسية تجاه الضوء.

الحساسية تجاه تغير الطقس أو وبر الحيوانات هما من أسباب احمرار العين 


ووفق التقرير، فإن التهاب القزحية قد يكون سببه مشكلات صحية لدى المريض، منها الإصابة بمرض الذئبة (مرض مناعي ذاتي مزمن يمكن أن يتلف أي جزء من الجسم) على سبيل المثال. 

غالباً ما تحتاج أمراض العين إلى تدخل طبيب متخصص، إذ يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر. وتعد زيارة طبيب العيون أمراً ملحاً في حال تزامنت العوارض مع ألم شديد في العين، أو عدم القدرة على الرؤية. ويمكن أن يؤدي تجاهل زيارة طبيب العيون إلى تفاقم المشكلات وانتقال الاحمرار من عين إلى أخرى.

صحة
التحديثات الحية

وبحسب علاء الدين، يختلف العلاج بحسب نوع المرض ومدى تفاقمه. ويشدد علاء الدين على أهمية الوقاية من أمراض العين في ظل جوّ ملوث يزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض، بالإضافة إلى كثرة استخدام شاشات الكومبيوتر والهاتف. لذلك، يجب تنظيف العيون والجفون بصورة شبه يومية من خلال استخدام أدوية معينة أو ملصقات العين الطبية. يضيف: "في حال تعرض الشخص لأي من مسببات الحساسية، يجب عدم فرك العين وتنظيفها". 
يضيف: "بعد مرحلة الوقاية، في حال أصيب الشخص باحمرار في العين من دون حدوث أي ألم، يجب وضع كمادات الماء الساخن على العيون المغلقة وتدليك الجفون واستخدام بعض الأدوية. أما في حالات متقدمة، فقد يوصي طبيب العيون بالمضادات الحيوية أو قطرات العين أو المراهم الطبية. ويمكن أن يكون المريض بحاجة إلى جراحة". 

المساهمون