على الرغم من التقدم الكبير في فهم الجوانب الطبية لانقطاع الطمث لدى المرأة، إلا أن الكثير من الدراسات، بدأت تربط بين تأثير انقطاع الطمث، والتغيّرات المعرفية، وهو ما تناوله تقرير صادر عن صحيفة "ذا كونفرزيشن" التي تستند في تقاريرها إلى الدراسات الأكاديمية والأبحاث العلمية.
التقرير الذي استند كاتبه إلى مجموعة من المقالات الطبية والبحثية، أوضح أنه في معظم الحالات، قد تكون التغييرات المعرفية - أي مشاكل التذكر - أثناء انقطاع الطمث خفية وربما مؤقتة، لكن بالنسبة لبعض النساء، يمكن أن تؤثر هذه الصعوبات سلباً على إنتاجية العمل، ويمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالخرف بالنسبة لأخريات.
انقطاع الطمث.. قلق مستمر
يشير انقطاع الطمث إلى نهاية سنوات الإنجاب، يمكن أن يحدث ذلك بشكل طبيعي بمتوسط عمر 49 عاماً، عندما يتم استنفاد البصيلات الشبيهة بالشعر في المبايض، كما يمكن أن يحدث جراحياً، إلا أن التأثيرات قد تكون مقلقة، بالإضافة إلى الأعراض المعروفة لانقطاع الطمث، والتي يمكن أن تشمل الأعراض الحركية الوعائية (الهبات الساخنة والتعرق الليلي)، وجفاف المهبل، واضطراب النوم، الاكتئاب، القلق، يمكن الإشارة إلى "ضباب الدماغ" أو بمعنى عدم القدرة على التذكر قبل سن اليأس وتستمر لمدة تصل إلى عشر سنوات.
أي نوع من التفكير الضبابي؟
- بحسب "ذا كونفرزيشن"، أبلغ ما يزيد عن 60 في المائة من النساء عن صعوبات إدراكية أثناء فترة انقطاع الطمث.
- وتصف النساء الصعوبات في تذكر أسماء الأشخاص أو العثور على الكلمة الصحيحة في المحادثة.
- فيما تؤكد بعض النساء، حصول صعوبات في التركيز أو اتخاذ القرارات.
ويلاحظ أن هناك ثلاثة أنواع من الصعوبات، تتجلى الأولى في اختبارات الذاكرة اللفظية (تعلم وتذكر المعلومات والكلمات الجديدة) ثم الطلاقة (استرجاع الكلمات بسرعة) وأخيراً الانتباه.
ويقول التقرير: بالنسبة للعديد من النساء، يتزامن انقطاع الطمث مع التخفف من عبء رعاية الأطفال الصغار ويكتسبن الخبرة والأقدمية في مكان العمل، إلا أن هذه الصعوبات قد تؤثر على إنتاجيتهن في العمل.
ما الذي يسبب ضباب الدماغ بعد انقطاع الطمث؟
لا يعتبر "ضباب الدماغ" مصطلحاً طبياً أو نفسياً، ولكنه مصطلح عاد يصف بشكل مناسب "الضبابية في الفكر" التي تعاني منها العديد من النساء أثناء انقطاع الطمث. فالتغييرات المعرفية المرتبطة بسن اليأس ليست مجرد تدهور معرفي مرتبط بالعمر. بل هي تقلبات تحدث بسبب هرمون المبيض المرتبط بانقطاع الطمث، الذي يلعب دوراً رئيسياً في حدوث الضبابية في الفكر.
ووفقاً للمصدر نفسه، فإنّ الهرمونات التي ينتجها المبيض، استراديول (نوع من الأستروجين) والبروجسترون، هي مواد كيميائية قوية في الدماغ يعتقد أنها تحمي الدماغ وتعزز التفكير والذاكرة، تضعف إنتاجيتها، ومع فقدان هذه الهرمونات تبدأ الصعوبات المعرفية بالظهور.
هل هناك ارتباط بمرض الزهايمر؟
يعتبر مرض الزهايمر، الشكل الأكثر شيوعاً للخرف، وواحدا من المخاطر التي تصيب النساء بعد انقطاع الطمث، بحسب التقرير، إذ إن فقدان هرمون"الإستراديول" المرتبط بسن اليأس يلعب دوراً في ذلك، وقد ارتبط انقطاع الطمث المبكر، مثل انقطاع الطمث الجراحي قبل سن الـ45 عاماً، بزيادة خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة بالإضافة إلى معدل أسرع للتدهور المعرفي.
وعلى الرغم من أن التقلبات والانخفاض النهائي في هرمون الأستروجين تلعب دوراً في الصعوبات المعرفية، لا يبدو أن استخدام العلاج الهرموني له فائدة واضحة على الوظيفة الإدراكية، بحسب ""ذا كونفرزيشن"، التي اعتبرت أنّ هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت عوامل نمط الحياة يمكن أن تساعد في ضباب الدماغ بعد انقطاع الطمث.