مازن حمادة رمزٌ لوحشية نظام الأسد في تعذيب وقتل معارضيه

دمشق

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
12 ديسمبر 2024
مازن حمادة.. قصة تشهد على توحش النظام السوري
+ الخط -
اظهر الملخص
- تم التعرف على جثة المعارض السوري مازن حمادة بين حوالي 40 جثة في المستشفى العسكري بضاحية حرستا، ويُعتقد أنه مات تحت التعذيب في الساعات الأخيرة قبل فرار بشار الأسد.
- هرب حمادة إلى أوروبا في 2014 بعد تعرضه لتعذيب شديد، وعاد إلى سوريا في 2020 بعد استدراجه بتهديدات لأفراد عائلته، ويُعتقد أنه قُتل لتجنب تقديمه أدلة ضد معذبيه.
- حياة حمادة وموته يعكسان لا مبالاة العالم بمعاناة السوريين، حيث يُعتبر بطلاً ضحى بحياته لوقف القتل.

أول من أمس الثلاثاء، تعرّف مقربون من المعارض السوري المسجون مازن حمادة إلى جثته بين نحو 40 جثة عثر عليها ملفوفة بأغطية ملطخة بالدماء ألقيت في المستشفى العسكري بضاحية حرستا في دمشق. ورجح معاذ مصطفى من قوة الطوارئ السورية، الذي عمل في شكل وثيق مع الحمادة، مقتل أصحاب الجثث حديثاً، وقال: "تشير الصور المروعة لجثة مازن المنشورة على الإنترنت، والتي يصعب وصفها، إلى أنه مات بطريقة مؤلمة تحت التعذيب حتى النهاية، ربما في الساعات الأخيرة قبل فرار بشار الأسد"، بحسب ما تنقل صحيفة "واشنطن بوست".

واليوم الخميس، بث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لتشييع مازن. وأظهرت مقاطع فيديو وصور مشاركة مئات في تشييعه في دمشق، ورفعهم صوره وأعلام الثورة وترديدهم شعارات تحيي ذكراه وفضحه الانتهاكات في سجون النظام ضد المعارضين خلال الثورة.

مازن حمادة ضحية النظام السوري السابق (فيسبوك)
مازن حمادة ضحية نظام الأسد المخلوع (فيسيوك)

هرب مازن البالغ 47 من العمر والذي عانى من تعذيب لا يمكن تصوره في سجون النظام، إلى أوروبا عام 2014. وسرد هناك قصص الفظائع التي تعرض لها، والتي تركت ندوب تعذيب في جسمه، بينها جروح عميقة في معصميه نتجت من تعليقه بسلاسل. وتحوّل بوجهه الهزيل إلى رمز لتعذيب نظام الأسد عشرات آلاف الأشخاص، بعيداً عن الأنظار. وعام 2020، عاد مازن في شكل مفاجئ إلى سورية، وأخبر أصدقاءه أنه مقتنع بأن لا جدوى من مواصلة مشاركة عذابه مع عالم لا يهتم، لكن البعض يعتقد بأنه استدرج للعودة عبر تهديد أفراد في عائلته.

وقال ستيفن راب، الذي يرأس لجنة العدالة والمساءلة الدولية غير ربحية التي جمعت أدلة على جرائم الحرب في حرستا: "أعتقد بأن حمادة وباقي القتلى جرت تصفيتهم على عجل مع سقوط النظام لتجنّب احتمال تقديمهم أدلة ضد من عذبوهم".

وهكذا لم يعش حمادة ليرى انهيار الديكتاتور بشار الأسد الذي ضحى بحياته لرحيله. وكتب السوري صقر خضر، وهو صديق لحمادة يعيش في هولندا، على منصة "إكس": "لا أزال أتصور الفراغ في عينيه اللتين بدتا تنظران إلى ما وراء العالم. الأكيد أنه كان مصاباً بصدمة عميقة من التعذيب الوحشي". أما سارة أفشار التي أنتجت فيلماً وثائقياً عن السجون في سورية، وظهر فيه حمادة فتقول: "شهدت حياته وموته على لا مبالاة العالم بالمعاناة في سورية التي استمرت بلا رادع حتى سقوط الأسد".

تابعت: "روى حمادة كل شيء عن الفظائع المطلقة التي حدثت، وكرر ذلك مرات، ولم يفعل أحد أي شيء والآن مات مع آخرين. ورى وقائع حدثت له خارج نطاق الفهم البشري، وتفاصيل عن وحشية كبيرة لم تمنع حكومات في العالم من تطبيع علاقاتها مع الأسد". وروت الناشطة ميسون بيرقدار أن حمادة أخبرها مرة في اتصال هاتفي أنه مستعد للتضحية بحياته لوقف استمرار القتل، وأنه قال لها: "ذهبنا إلى الولايات المتحدة وهولندا وفرنسا وإيطاليا، وأخبرنا الناس قصصنا، لكن أحداً لم يستمع لنا".

وقال زياد حمادة، ابن أخي مازن، إن "العديد من أصدقاء مازن افترضوا أنه مات بعد احتجازه لحظة وصوله إلى مطار دمشق عام 2020، وفقا لـ"واشنطن بوست". وتقول سارة: "بقاء مازن حياً كل هذا الوقت في ظل ظروف رهيبة ثم قتله في النهاية هو أحد أصعب الأمور التي يتحملها أصدقاؤه. لكنه مات بطلاً. أتمنى أن يتذكر الجميع ذلك".

ذات صلة

الصورة
قد يستغرق كشف مصير المفقودين في سورية سنوات، 23 ديسمبر 2024 (كريس ماكغرات/ Getty)

مجتمع

تتداخل المعاناة الإنسانية مع الفراغ القانوني في قضية المفقودين في سورية، ما يجعلها تتطلب تضافر الجهود لتحقيق العدالة، وإقرار قوانين لكشف الحقائق.
الصورة

سياسة

لعب الأسد على جميع الحبال، إلى أن لفظه الحليف قبل العدوّ، وفرّ عاريًا في ليلة دمشقية باردة، وأخذ معه قاعدة النفوذ الإيراني المتقدّمة في بلادنا
الصورة
فرع فلسطين / سورية / ديسمبر 2024 (العربي الجديد)

سياسة

عند أبواب سجون الأسد ومقرّاته الأمنية، كانت الإنسانية تُذبح. لا شيء أو كلام يختصر المشهد. القمع والظلم يتكشفان بأبشع الصور من جدران الزنازين الواسعة والانفرادية
الصورة

منوعات

لم يكن لأحد في سورية أن يظن أنّ بإمكانه تحويل آل الأسد، والطبقة الحاكمة في البلاد، إلى أضحوكة يتناقلها الكبار والصغار. لكن هذا ما حدث يوم الثامن من ديسمبر