مئات آلاف الطلاب البريطانيين يلعبون القمار: ينفق الواحد منهم أكثر من 40 دولاراً في الأسبوع

18 يناير 2022
80% من طلاب بريطانيا يمارسون ألعاب القمار بحسب دراسة حديثة (Getty)
+ الخط -

على الرغم من محاولة العديد من الجمعيات والمنظمات في المملكة المتحدة ثني الطلاب عن ممارسة ألعاب القمار، بسبب مخاطرها المادية وتأثيرها على صحتهم النفسية، إلا أن ذلك لم يكن له أي تأثير كبير على العديد من الطلاب للتوقف عن إنفاق مدخراتهم الجامعية، بحسب ما كشفته دراسة استقصائية نشرتها صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

وتوصلت الدراسة، التي قادتها كل من YGAM وGamstop، وهما منظمتان اجتماعيتان تهدفان إلى توعية الشباب بشأن مخاطر المقامرة، ومقرهما في المملكة المتحدة، إلى أن الآلاف من مدمني القمار من الطلاب ينفق الواحد منهم ما متوسطه 30 جنيهاً إسترلينياً (نحو 40 دولاراً) في الأسبوع، ما يؤدي إلى تراكم الديون وخسارة مدخرات تعليمهم.

وهذه الدراسة ليست الأولى من نوعها، فقد سبق ونشرت منظمة YGAM دراسة استقصائية في العام 2019، تظهر مخاطر المقامرة على الطلاب.

ووفق الدراسة المنشورة على موقع المنظمة الإلكتروني، فإن 264 ألف طالب تعرضوا لخطر الضرر المباشر بالمقامرة، وتبين حينها أن الطلاب الذين تراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً كانوا ضمن الفئتين العمريتين الأولى والثانية اللتين ينخرط أفرادهما بأعمال المقامرة في المملكة المتحدة منذ العام 2016.

وتأتي أهمية الدراسة الاستقصائية الجديدة في إطار زمني مهم ولافت، إذ جاءت في الوقت الذي لا تزال فيه إجراءات الإغلاق نتيجة فيروس كورونا مسيطرة على المملكة المتحدة، ما شجع الطلاب على ممارسة القمار بشكل أوسع.

ووفق الدراسة الاستقصائية الحديثة، والتي شملت 2000 طالب، تبين أن 80% يمارسون ألعاب القمار، فيما تبين أن 35% من الطلاب استخدموا قروض التعليم الخاصة بهم لإنفاقها على المقامرة، حتى أن بعضهم لجأ إلى الاقتراض، سواء من المصارف أو من الأصدقاء.

لم تقف تلك الدراسة عند هذا الحد، بل أظهرت النتائج أن نحو 41% من الطلاب الذين شملهم الاستقصاء، أي نحو 820 طالباً، لم يكترثوا بالدراسة، ولم ينخرطوا في أي نشاطات اجتماعية.

وتعد نتائج هذه الدراسة مهمة، لأنها تكشف ارتفاع عدد الطلاب المنخرطين في ألعاب القمار، خاصة إذا عممت النتائج على نحو 2.5 مليون طالب (إجمالي عدد الطلاب في المملكة المتحدة)، ما يعني أن مئات الآلاف يعانون من أضرار مالية أو اجتماعية بسبب القمار.

المزايدات والرهانات 

وصحيح أن متوسط الإنفاق على القمار بلغ نحو 30 جنيهاً إسترلينياً (نحو 40 دولاراً)، إلا أن هذا الرقم تفاوت من شخص إلى آخر. ففي حين أبلغ بعض الطلاب أنهم ينفقون نحو 31.52 جنيهاً، اعترف آخرون (نحو 20%)، بأن حدود إنفاقهم تخطت 50 جنيهاً (68 دولاراً تقريباً).

واختار أكثر من ثلث الطلاب، نحو 32%، ألعاب اليانصيب على الهواتف الذكية، على غرار "كازينو"، ومن ثم اعترف 25% من الطلاب بأنهم مارسوا ألعاب المراهنات عبر الإنترنت، فيما مارس 18% لعبة البينغو.

انتحار بسبب الإدمان على القمار

إنفاق الطلاب على ألعاب المقامرة قد يكون جزءا من مشكلة أكبر وأعمق. ففي الدراسات السابقة لمنظمة YGAM، ودراستها الاستقصائية الحديثة، تبين أن الكثير من الطلاب باتوا مدمنين على هذه الألعاب، حتى أن بعضهم، بسبب تراكم الديون، لجأ إلى فكرة الانتحار.

وعلى سبيل المثال، انتحر الشاب جوش، نجل مارتن جونز، في عام 2015، بعد أن أصبح مدمناً على المقامرة خلال فترة دراسته، ثم تعرض لاحقاً لصعوبات مالية في الجامعة، حيث بدد خلال 10 أيام نحو 1200 جنيه (1600 دولار)، ما دفع أهله إلى إدارة مصاريف الجامعة. ورغم ذلك، وبعد حصوله على وظيفة جيدة، لم يتمكن من التخلص من المقامرة، حيث وصلت قيمة الديون إلى أكثر من 30 ألف جنيه (40 ألف دولار)، حتى انتحر في سن 23 عاماً.

فيما كانت قصة الطالب براي أش أخف وطأة، ولم يقدم على الانتحار، إلا أنه، وبحسب شهادته للمنظمة، بدد خلال 24 ساعة قرض التعليم الخاص به، حيث كان يجلس لساعات لممارسة الألعاب دون اكتراث بمستقبله التعليمي.

ولجأ أش إلى منظمة YGam لمساعدته. ووفق تعبيره، فقد "كان من المهم جداً إيجاد منظمات لتثقيف الطلاب بشأن مخاطر المقامرة".

المساهمون