دفع ضُعف الإمكانات الاقتصادية وقلة رأس المال الفلسطيني مروان يونس وعدداً من أفراد عائلته إلى البدء بمشروع اللافتات الإعلانية المُضيئة، التي تُصنَع يدوياً، وتُستخدم لزينة واجهات ومداخل المحالّ والمراكز التجارية.
ومن خلال مشروع "بال نيون"، يحاول يونس وأفراد من عائلته الحصول على دخل.
وتقوم فكرة المشروع على تصنيع لافتات إعلانية وإرشادية، تُعطي دلالة على النشاط التجاري المقصود، ويتشارك فيها الوالد مروان يونس مع ابنه بشار، الذي يُساعده في التصميم على جهاز الكمبيوتر، وقريبهم كريم يونس الذي يعمل إلى جانبهما في الورشة الواقِعة إلى الشمال من مدينة غزة.
وتتكامل أدوار جميع العاملين في المشروع الصغير لإنتاج اللوحات المُضيئة، وفق الحجم والشكل المطلوبين، وذلك بعد رسم وتحديد الهيئة النهائية المطلوبة عبر برامج تصميم مُخصصة، والتي تمر في عدة خطوات لتطبيقها على أرض الواقع.
ويقول الفلسطيني مروان يونس، المُتخصص في مجال تصليح الكمبيوتر، إنه كان بحاجة إلى مشروع صغير، بعد إغلاق محله التجاري، يمكّنه من توفير المصاريف الخاصة بعلاجه من مرض السرطان، ومرض ابنه الخاص بضعف المناعة، وتأمين مستقبله، وذلك عبر مشروع منخفض التكاليف، يعتمد على الجهد أكثر من رأس المال.
ويُبين يونس لـ"العربي الجديد" أنه تعلم طريقة تصنيع تلك اللوحات بشكل شخصي عبر "اليوتيوب"، وقد شجعه على ذلك أنها فكرة مُبتكرة، تأتي في ظل توجه جميع المحال التجارية إلى استقطاب الزبائن، من خلال تحسين واجهات المحال، إلى جانب إضافة اللمسات، والملامح اللافتة، التي يُمكنها جذب الزبائن، وتعريفهم بالمكان.
ويعتمد المشروع على الرموز لتطبيق الأفكار، إذ يُعبَّر عن محالّ بيع المثلجات مثلاً بتجسيد قطعة بوظة مزينة، أو كأس عصير مُثلج، فيما يُعبَّر عن محالّ بيع الأجهزة الكهربائية برسم شعار الكهرباء المُتعارف عليه، أو رسم قميص أو بنطال للتعبير عن محال بيع الملابس الجاهزة، أو فنجان قهوة للتعبير عن الكافيهات والاستراحات، أو شوكة وسكينة للتعبير عن المطاعم، ويُعبَّر عن محالّ ألعاب الأطفال بتجسيد مقابض الألعاب، والإشارات الخاصة بها، كذلك الإشارات الخاصة بمحالّ الصرافة، والصيدليات، ومدارس تعلّم القيادة، وغيرها.
ويتجه أصحاب المحال التجارية، والمطاعم، والمرافق السياحية إلى طلب تنفيذ هذه اللوحات المُبتكرة، لجذب أنظار الزبائن والمارة إلى مصلحتهم التجارية، إذ تتميز تلك اللوحات بالألوان المُبهِجة واللافِتة، والإضاءة القوية، التي تظهِر فكرة المحل التجاري، وتعطي الانطباع الأول عنه.
ولا يقتصر تصنيع تلك اللوحات المُضيئة على الجانب التجاري فقط، إذ تُصنَع بعض اللوحات الخاصة بالمناسبات المُجتمعية، مثل تجسيد قبعة التخرج للدلالة على النجاح، أو طفل أو عبارات وآيات قرآنية للدلالة على الولادة، أو عبارة التهنئة بأعياد الميلاد، علاوة على عبارات التهنئة بشهر رمضان، والأعياد. كذلك تُجسَّد بعض الشعارات الفنية، مثل شعار الحرف الموسيقي، والأدوات الفنية، أو أسماء الأطفال، مع تمييز اللون الخاص بالأولاد عن البنات.
ويجسّد يونس، برفقة العاملين معه، مختلف الشعارات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" و"تيك توك" وإنستغرام" وغيرها، بينما يتجه بعض نشطاء مواقع التواصل إلى طلب تجسيد أسماء الصفحات الخاصة بمنصاتهم الاجتماعية، لوضعها كخلفية لحظة البدء بالبث المُباشر.
ويقول الفلسطيني بشار يونس إنه يعتمد على مجموعة من البرامج الخاصة بتصميم الشعارات المطلوبة، التي تدلّ على القطعة المطلوبة، سواء كانت تعبر عن محل تجاري، فيُختار أكثر عنصر دالّ عليه، أو مناسبة اجتماعية، وكذلك في باقي التصاميم الخاصة بمختلف المناسبات.
ويلفت يونس لـ"العربي الجديد" إلى أن عمله غير مُرهق، ويعتمد أساساً على برامج التصميم وتطبيقها على الكمبيوتر، تمهيداً لإتمام باقي الخطوات العملية، التي يُساعده فيها كريم يونس، الذي يُضيف الأسلاك والدوائر الكهربائية على القِطع، مع إضافة ألوان النيون المطلوبة، وفق التصميم.
ويوضح كريم أن عمله يبدأ بوضع اللمسات النهائية بعد صنع القوالب الأساسية في ورشة خارجية، يُحفَر فيها التصميم المطلوب عبر ماكينات مُتخصصة بالحفر على قطع الأكرلك، ومن ثم يبدأ العمل الكهربائي وتجهيز خطوط النيون، من خلال وضع أساسيات الأسلاك المضيئة، ويُمكن تشبيك الأسلاك، أو تجميع أكثر من قطعة باستخدام دائرة كهربائية، ويتحكم بذلك حجم القطعة والألوان المطلوبة فيها.