أعلن الجيش اللبناني، اليوم الخميس، عن عثور طاقم غواصة الإنقاذ على المركب الغارق قبالة مدينة طرابلس شمالي البلاد، وذلك على عمق 459 متراً ومسافة 130 متراً من موقع الغرق الذي كانت قد حدّدته القوات البحرية.
وكان المركب قد غرق في 23 إبريل/نيسان الماضي قبالة شاطئ طرابلس وعلى متنه أكثر من 80 مهاجراً غير نظاميين، من الجنسيات اللبنانية والسورية والفلسطينية، نجا منهم 45 شخصاً، فيما يُقدَّر عدد الغارقين الذين تجري الغواصة كذلك عملية بحث لانتشال جثثهم من البحر، نحو 33 شخصاً، علماً أنّ لا أرقام رسمية موحّدة بشأن الأعداد.
عثر طاقم الغواصة على المركب الغارق قبالة مدينة طرابلس، وذلك على عمق ٤٥٩ متراً ومسافة ١٣٠ متراً من موقع الغرق الذي حددته القوات البحرية. ٢/١#الجيش_اللبناني #LebaneseArmy pic.twitter.com/spLIYCZxwW
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) August 25, 2022
وكانت الغواصة قد انطلقت يوم الإثنين الماضي من مرفأ طرابلس في اتجاه موقع غرق المركب، بيد أنّ عملياتها أُرجئت نتيجة ارتفاع موج البحر، الأمر الذي هدّد سلامتها وسلامة طاقمها. ثمّ عادت لتستكمل البحث من جديد أمس الأربعاء، ووصلت إلى موقع الغرق وباشرت مهمّتها على بُعد ستّة أميال بحرية من الشاطئ.
وعثر طاقم الغواصة أمس الأربعاء في موقع الغرق المحدّد على قطعتَي ثياب مهترئتين، بحسب ما أعلن الجيش اللبناني، لافتاً إلى أنّه انتشلهما من المياه.
أثناء تنفيذ الغواصة مهمة البحث عن المركب ضمن بقعة الغرق، عثر طاقمها على قطعتي ثياب مهترئتين، فتم انتشالهما، على أن تستكمل الغواصة عملها في وقت لاحق.#الجيش_اللبناني #LebaneseArmy pic.twitter.com/kjm6wbW2yB
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) August 24, 2022
ويُعَدّ المركب من الأدلة الأساسية التي سوف تعيد التحقيقات إلى الواجهة وتحدّد المسؤوليات وتُظهر ما حصل في تلك الليلة، في ظلّ اتهام عدد من الناجين وعائلات الضحايا عناصر وضباطا في الجيش اللبناني بإغراق المركب عن قصدٍ، مطالبين بمحاسبتهم وإنزال أشدّ العقوبات بهم، علماً أنّ الملف خالٍ من التوقيفات سواء لأفراد مدنيين أو عسكريين.
ويأمل أهالي الضحايا أن تعثر الغواصة التي وصلت إلى مرفأ طرابلس الخميس الماضي، بمبادرة خاصة من جمعية أسترالية، على الضحايا الغارقين في البحر منذ أكثر من أربعة أشهر ويراقبون مجرى العمليات معوّلين على قدرة الطاقم في العثور عليهم، وتسلّم رفاتهم لدفنهم.
وتبرّع بتكاليف الغواصة مغتربون لبنانيون في أستراليا بمواكبة من جمال ريفي شقيق النائب الشمالي أشرف ريفي في ظلّ عدم امتلاك السلطات اللبنانية وأجهزتها القدرات اللازمة لانتشال المركب.
وكان النائب أشرف ريفي قد صرّح لـ"العربي الجديد" بأنّ التحقيقات في قضية غرق المركب باتت شبه كاملة بعد أخذ كلّ الإفادات، في انتظار الكشف على المركب الذي من شأنه أن يحدّد المسؤوليات ويبيّن ما حصل. وقد أُعطِيَت تعليمات صارمة وواضحة من قائد الجيش جوزاف عون بأنّ المهمّة الأولى سوف تكون تصوير المركب من كلّ جوانبه لمتابعة التحقيق.
وتأخّر وصول الغواصة التي أتت من إسبانيا إلى لبنان لأسباب مادية وأمنية ولوجستية، لا سيّما طلب شركات التأمين ضمانات لسلامة طاقمها وعدم تعرّضه للخطف أو أيّ حادثة أمنية. ويأتي ذلك إلى جانب تأخّر الحصول على تصريح خاص من الجهات المعنية الأوروبية لدخولها إلى لبنان، فهي تحتاج إلى إذن خاص إذ إنّها تحمل معدات عسكرية وشبه عسكرية متطوّرة، الأمر الذي استدعى تدخّل الصليب الأحمر اللبناني الذي بعث برسالة إلى المعنيين بأنّه منظمة إنسانية والمهمة إنسانية لا عسكرية، بحسب قول ريفي.