انهار اليوم الثلاثاء الجزء الشمالي بالكامل لأهراءات (صوامع) القمح في مرفأ بيروت، بعدما كانت الأجزاء تتساقط على مدى الأسابيع الماضية، بينما النيران مندلعة فيها منذ أكثر من شهر.
ولم يتبق من الأهراءات التي سرّعت الرياح اليوم انهيار ما تبقى من جهتها الشمالية إلا الجزء الجنوبي الذي يتمسك به أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت ويطالبون بتدعيمه والحفاظ عليه، وخصوصاً أنه يشكل مسرح الجريمة التي وقعت في الرابع من أغسطس/ آب 2020.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قد اتخذ في 17 الشهر الجاري قرارات تنفيذية ربطاً بملف أهراءات القمح، بعد اجتماع عقده مع النائبين عن قوى التغيير ملحم خلف ونجاة عون صليبا، بحضور وزير البيئة ناصر ياسين.
ومن بين القرارات حماية الجزء الجنوبي من الأهراءات كمعلم يُخلّد ذكرى فاجعة الرابع من أغسطس/ آب، مع ما يتطلب ذلك من إجراءات عملية سريعة، وتالياً تعديل قرار مجلس الوزراء الذي اتخذ في أبريل/ نيسان الماضي بهدم كامل الأهراءات بذريعة أنها آيلة للسقوط ومن شأنها أن تهدد السلامة العامة.
اندلع حريق في الجزء الشمالي للصوامع في يوليو/ تموز بسبب تخمر الحبوب، ولم يتمكن رجال الإطفاء وجنود الجيش اللبناني من إخماد النيران، التي استمرت أسابيع، وتسببت في انتشار الروائح الكريهة في الأحياء المجاورة.
#Day45
— Rula El Halabi (@Rulaelhalabi) August 23, 2022
The northern part of the Beirut port #silos collapsed after 45 days of fire!
The strong winds helped in the rapid removal of dust from nearby residential areas.
The southern part is still stable so far,
If only those #silos could talk!#BeirutBlast #JusticeForTheVictims pic.twitter.com/VS3ARRSdu9
وتحولت الأهراءات رمزاً لانفجار مرفأ بيروت، الذي تسبب، في 4 أغسطس/ آب 2020، بمقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح.
وصمدت الصوامع العملاقة التي بنيت قبل 50 عاماً، والتي يبلغ ارتفاعها 48 متراً في وجه الانفجار الهائل، ما أسهم في حماية المنطقة الغربية من بيروت من الانفجار الذي ألحق أضراراً بالغة بأحياء بأكملها.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة العامة في لبنان أنه بعد انهيار أجزاء من أهراءات القمح في مرفأ بيروت، وبعد إجراء الفحوصات الطبية المخبرية للهواء المحيط بالمنطقة، تبيّن وجود كميات كبيرة من الفطريات من نوع "اسبيرجيلوس" في العينات المأخوذة. وأشارت إلى أن هذه الفطريات ناتجة عن تخمّر أطنان من الحبوب المتعفّنة داخل الأهراءات، وتعتبر إزالتها الخطوة الأساسية الأولى للحدّ من آثارها على الصحة العامة.
وأشارت إلى أن هذه الفطريات لا تشكل عادة خطراً مباشراً على الصحة العامة، بيد أن استنشاق كميات كبيرة منها ولفترات طويلة يعرّض الأشخاص بشكل عام، والذين يعانون من أمراض تنفسية أو مناعية بشكل خاص، إلى مضاعفات صحية قد تكون خطيرة. وقالت الوزارة إن هذه الفطريات قد تبقى لفترات طويلة في الهواء، ومن الممكن أن تنتقل جزئياتها إلى مناطق بعيدة من المصدر الأساسي لإنبعاثها.
ودعت الوزارة، استناداً إلى خبراء صحيين، إلى اتخاذ عدد من الإجراءات والتدابير، منها تجنب العمل داخل المرفأ لمدة طويلة للأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية أو مناعية، وتقليل أعداد العاملين والأشخاص الموجودين في المرفأ، بمن فيهم العسكريين، إلى أقصى حد ممكن لتسيير العمل وذلك مع تطبيق مبدأ المداورة، والإبقاء على النوافذ والأبواب مغلقة داخل حرم المرفأ ومحيطه.
على صعيدٍ متصل، بعث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى وزير الاشغال علي حمية بكتابٍ طلب فيه الإبقاء على الصوامع الجنوبية لمبنى الأهراءات والمحافظة عليها كمعلم تاريخي تخليداً لذكرى انفجار المرفأ.
إنهيار الجزء الشمالي من الإهراءات في مرفأ بيروت pic.twitter.com/Qp4gNd7PEE
— Fouad khreiss (@fouadkhreiss) August 23, 2022