لبنان: ارتفاع حصيلة ضحايا انفجار التليل

20 اغسطس 2021
خلال إجلاء مصابين (محمد غلدي/ الأناضول)
+ الخط -

ارتفعت حصيلة ضحايا انفجار بلدة التليل في عكار شمالي لبنان إلى 29، بعد وفاة العريف في الجيش اللبناني رائد حسن متأثراً بجروحه، علماً أنّه كان قد نُقل إلى تركيا لتقلّي العلاج.

وأكّد مدير العناية الطبية في وزارة الصحة العامة في لبنان الدكتور جوزف الحلو، لـ"العربي الجديد" أنّ "عدد الضحايا حتى الساعة بلغ 29، وثمّة أشلاء لم يتمّ التعرّف إلى هوية أصحابها بعد"، مشيراً إلى أنّ أيّ "أرقام أخرى يتمّ تداولها في الإعلام هي غير دقيقة". ولفت الحلو إلى أنّ "31 جريحاً ما زالوا يتلقّون علاجهم في المستشفيات، أمّا الذين يتلقّون العلاج في الخارج فعددهم سبعة بعد وفاة العريف في تركيا. بالتالي، ثمّة أربعة في تركيا وثلاثة في الإمارات".

ويتوزّع العدد الأكبر من الجرحى على مستشفى السلام في طرابلس، شمالي لبنان، والمستشفى اللبناني الجعيتاوي في الأشرفية، شرقي بيروت، علماً أنّ نسب الحروق تتفاوت لدى المصابين. فثمّة حالات وصلت نسبة الحروق لديها إلى ثمانين في المائة وأخرى إلى أربعين في المائة وما بينهما.

وأشرف القائم بالأعمال في سفارة الإمارات في لبنان فهد الكعبي، أمس الخميس، على نقل ثلاثة جرحى على متن طائرة خاصة لتلقّي علاجهم في الإمارات بعد إصابتهم بـ"انفجار عكار"، وقد عمل الصليب الأحمر اللبناني على نقلهم من مستشفى السلام في طرابلس.

وكانت طائرة إسعاف تركية قد أجلت، أمس الخميس، كذلك، مصابين بالانفجار ذاته بإشراف وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن والسفير التركي علي برش أولوسوي. وقد صرّح حسن بأنّ "لبنان استلم حتى الآن مساعدات من دول عدّة، من بينها مصر والكويت والأردن، وثمّة ثمانية مصابين، أربعة منهم في العناية الفائقة وأربعة in tubes (في حالة تنبيب) و23 مصاباً بحروق في المستشفيات".

وأشار حسن إلى أنّه "تم إعداد لائحة بالمستشفيات التي استقبلت المصابين، وكمية المساعدات محدّدة وموجّهة إلى هذه المستشفيات، ونحن نقوم بجمعها وتقسيمها على المستشفيات وعددها أربعة أو خمسة، ولكن بحسب عدد المرضى"، مضيفاً أنّ "وزارة الصحة تحتفظ بمخزون بسيط في حال احتجنا إلى مستشفى آخر فيكون لدينا 10 في المائة فقط من الهبة".

وكان خزان محروقات قد انفجر الأحد 15 أغسطس/ آب الجاري في قطعة أرض تُستخدم لتخزين البحص في بلدية التليل، صادره الجيش اللبناني لتوزيع ما في داخله على المواطنين. وقد أسفر ذلك الانفجار عن سقوط عددٍ من الضحايا والجرحى، فيما تستمر التحقيقات لكشف ملابسات ما حصل وسط ترقّب الرأي العام اللبناني.

تجدر الإشارة إلى أنّ الانفجار وقع في وقت يعاني فيه القطاع الصحي في لبنان من أخطر أزمة في تاريخه، نظراً إلى انقطاع الأدوية والمعدّات والمستلزمات الطبية، إلى جانب مشكلات أخرى تواجهها المستشفيات العاجزة للمرّة الأولى عن القيام بمهامها على أكمل وجه، وقد زاد شحّ المازوت الحاد معاناتها وجعلها شبه مشلولة.

وقد أعلن حسن فور وقوع الانفجار حالة استنفار وطوارئ في مديريات الوزارة كافة لمواكبة التداعيات الإنسانية والصحية لكارثة التليل. وتضمّنت حالة الاستنفار سلسلة اتصالات خارجية لإجلاء عددٍ من الجرحى، وتوفير أدوية ومستلزمات للحروق، وإيفاد فرق من وزارة الصحة العامة إلى المستشفيات لمواكبة الاحتياجات وتحديدها، وفتح أبواب مراكز الرعاية الصحية الأوليّة لمواكبة المصابين بجروح متوسطة وخفيفة.

المساهمون