قال الممثل الخاص للرئاسة المصرية لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ
"كوب 27" وائل أبو المجد، السبت، إنّ هناك قضايا صغيرة جداً بحاجة للحل قبل التوصل لاتفاق المناخ النهائي في المؤتمر.
وأضاف أبو المجد، لـ"رويترز"، رداً على سؤال حول قرب التوصل لاتفاق: "نبذل قصارى جهدنا"، وهناك قضايا صغيرة جداً بحاجة لحل.
وكانت منظمة الأمم المتحدة المعنية بالمناخ قد نشرت في وقت سابق، السبت، مسودة أحدث مقترح لاتفاق لمعالجة قضية "الخسائر والأضرار"، تضمّنت إشارة إلى إنشاء صندوق جديد لمساعدة الدول في تحمّل تكلفة الأضرار المناخية.
ولم يحصل النص بعد على موافقة قمة "كوب 27" المنعقدة في شرم الشيخ بمصر، والتي تختتم اليوم أعمالها، إذ ستحتاج المسودة إلى موافقة ما يقرب من 200 دولة، بغرض إنشاء صندوق للاستجابة للخسائر والأضرار.
وأكد مصدر أوروبي، لوكالة "فرانس برس"، التوصل إلى اتفاق حول مسألة "الخسائر والأضرار" المناخية، التي تكبدتها الدول الفقيرة، خلال المؤتمر.
وأوضح المصدر: "جرى التوصل إلى اتفاق" حول إنشاء صندوق خاص مكرس للخسائر والأضرار، "يوجه" الأموال إلى أكثر الدول ضعفاً إزاء التغير المناخي.
من جهتها، قالت وزيرة البيئة في جزر المالديف أمينات شونا، لوكالة أسوشييتد برس: "هناك اتفاق بشأن الخسائر والأضرار... هذا يعني بالنسبة لدول مثل بلدنا أنه سيكون لدينا فسيفساء من الحلول التي كنا ندافع عنها".
لا يزال يتعين الموافقة على الاتفاق بالإجماع في وقت لاحق السبت.
وهيمنت دعوة الدول النامية إلى إنشاء صندوق الأضرار المناخية على مفاوضات الأمم المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين، ما دفع القمة للاستمرار بعد موعد انتهائها الأصلي الذي كان مقرراً أمس الجمعة، مع مواجهة الدول صعوبة في التوصل إلى اتفاق.
وبحسب المقترح، ستُرحل معظم القرارات الأكثر إثارة للجدل حول الصندوق إلى العام المقبل، وعندها ستقدم "لجنة انتقالية" توصيات للدول حتى تتبنى قمة المناخ "كوب 28" في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
وستتضمن تلك التوصيات "تحديد موارد التمويل وتوسيع نطاقها"، في إشارة إلى السؤال المحير بشأن الدول التي يتعين عليها تمويل الصندوق الجديد.
مسؤولون أوروبيون يصرون على هدف "1.5 درجة" في أي اتفاق مناخي
من جهة أخرى، أصرّ مسؤولون أوروبيون، السبت، على أنّ أي اتفاق في محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ "كوب 27"، يجب أن يتضمن تعهداً بالإبقاء على هدف 1.5 درجة مئوية الذي أقرته اتفاقية باريس لعام 2015، على قيد الحياة.
وقال وزير البيئة الأيرلندي إيمون رايان، وهو أيضاً كبير المفاوضين الأوروبيين المعني بقضية تعويض الخسائر والأضرار المناخية: "نريد التوصل إلى اتفاق بشأن الـ1.5 درجة مئوية. نحن بحاجة لصياغة قوية بشأن التخفيف وهذا ما سنعمل على دفعه".
كما دعت مبعوثة ألمانيا لشؤون المناخ، جينيفر مورغان، إلى الإبقاء على هدف "1.5 درجة مئوية في الأفق" لنصبح قادرين "على الحفاظ على الخسائر والأضرار قيد السيطرة".
من جانبها، قالت وزيرة المناخ السويدية، رومينا بورمختاري، إنّ "العلم يقول إننا في عجلة من أمرنا وإن هذا يجب أن يمثل في المفاوضات التي لدينا".
أما وزير المناخ الهولندي روب يتين، فقال إنه شعر أنّ قمة "كوب 27" تتراجع في بعض المجالات بشأن اتفاق المناخ المتفق عليه في غلاسكو العام الماضي، معرباً عن استيائه من حالة المفاوضات.
وقال يتين، لـ"رويترز" على هامش القمة: "أعتقد أنّ الجميع ليسوا سعداء حقاً بشأن التقدم الذي تم إحرازه خلال الليل، خاصة فيما يتعلق بالتخفيف، هو ببساطة ليس جيداً بما فيه الكفاية". وتابع: "ما زلنا ننتظر بعض النصوص، لكن يبدو أننا نتراجع عن مسار غلاسكو وهذا أمر غير مقبول".
وتتحفّظ الدول الغنية منذ سنوات على فكرة إنشاء آلية خاصة لتمويل هذه الأضرار، خشية أن تواجه مسؤولية قانونية قد تفتح الباب أمام تعويضات لا تنتهي.
وكان الاتحاد الأوروبي قد سعى لحلحلة هذه العقدة بقبوله بشكل مفاجئ، الخميس، مبدأ إنشاء "صندوق استجابة للخسائر والأضرار". إلا أن هذا الصندوق يجب أن يمول من جانب "قاعدة واسعة من المانحين"، أي من دول تملك قدرة مالية على المساهمة، في إشارة إلى الصين، حليفة الدول النامية في هذا الملف.
(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس)