مكتبة الإسكندرية وكنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية العامة في مصر

27 يونيو 2024
مكتبة الإسكندرية تستقبل طلاب ثانوية عامة، 26 يونيو 2024 (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مجموعة من الكنائس والجمعية الشرعية في الإسكندرية وكفر الشيخ تفتح أبوابها لطلاب الثانوية العامة من كلا الديانتين، مقدمة قاعات مكيفة ومشروبات مجانية للدراسة خلال انقطاع الكهرباء.
- مكتبة الإسكندرية ومراكز الدروس الخصوصية، قاعات الأفراح، والمقاهي في عدة محافظات تنضم للمبادرة، تقدم خدمات مجانية للطلاب طوال فترة الامتحانات، معبرة عن تكاتف مجتمعي واسع.
- التفاعل الإيجابي والواسع من المجتمع المصري مع المبادرة يعكس روح التكاتف في مواجهة الأزمات، مع تأكيدات من أصحاب المقاهي وأستاذ علم الاجتماع على أهمية الدعم المجتمعي للطلاب في ظل الظروف الصعبة.

أعلنت مجموعة من الكنائس في الإسكندرية، يوم أمس الثلاثاء، فتح أبوابها واستقبال طلاب الثانوية العامة من المسلمين والمسيحيين على حد سواء، لتوفير أجواء ملائمة للدراسة تشمل قاعات مكيفة ومشروبات مجانية. جاء هذا الإعلان في ظل أزمة الكهرباء المتكررة في المنازل وسياسة تخفيف الأحمال التي تتزامن مع امتحانات الثانوية العامة.

لاقى الإعلان ترحيباً واسعاً في المجتمع السكندري والمصري عموماً. وسرعان ما لحقت الجمعية الشرعية بالمبادرة، معلنة فتح أبواب مقراتها ومساجدها لطلاب الثانوية العامة من المسلمين والمسيحيين، وتقديم أجواء مريحة ومشروبات مجانية. وبحلول نهاية اليوم، أعلنت أيضاً مساجد محافظة كفر الشيخ انضمامها إلى المبادرة، موفرة خدماتها من الفجر حتى العاشرة مساءً.

لم تتوقف المبادرة عند المؤسسات الدينية، بل انتقلت إلى مؤسسات الدولة الرسمية؛ حيث أعلنت مكتبة الإسكندرية عبر حسابها الرسمي على فيسبوك استقبالها لطلاب الثانوية العامة لمراجعة دروسهم في أوقات محددة طوال أيام الأسبوع، بشرط إبراز رقم الجلوس في أثناء الدخول.

الأمر اللافت مشاركة مراكز الدروس الخصوصية وقاعات الأفراح والمقاهي في عدة محافظات بالجمهورية، في المنافسة على تقديم الخدمات نفسها لطلاب الثانوية العامة، ونشروا على حساباتهم الرسمية توفيرهم لجميع الخدمات مجاناً طوال فترة الامتحانات.

هذه الأجواء الإيجابية والتنافس المجتمعي لدعم طلاب الثانوية العامة في ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء والأجواء الصيفية الحارة، نُقلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعل معها المصريون بفرحة، معبرين عن سعادتهم بالتكاتف المجتمعي رغم الأزمات المتلاحقة مثل أزمة رغيف الخبز وارتفاع أسعار المحروقات والسلع، ونقص الأدوية والخدمات الطبية.

دكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع ومدير مكتبة الإسكندرية، عبّر عن سعادته بالإقبال الكبير من طلاب الثانوية العامة على دعوة المكتبة، وقال: "أتمنى أن تكون هذه المبادرة بداية جديدة للشباب مع المكتبات، ونتمنى استقبالهم في الصيف بعد انتهاء الامتحانات". وأكد زايد في حديثه لـ"العربي الجديد"، فخره "بالمصريين الذين يدهشون خبراء الاجتماع بتكاتفهم وسخريتهم في أحلك الظروف، بعيداً عن إحباطات الحكومة ومصاعب الحياة".

أما على مستوى أصحاب المقاهي المشاركين في المبادرة، فقد عبّر أحمد عمر، مستثمر في مجال المقاهي، عن حماسته للمشاركة. وأوضح أن "فترات انقطاع الكهرباء المعلن عنها من قبل الحكومة ليست فترات ذروة في مجال المقاهي، وهي تمتد من الظهيرة حتى نهاية النهار، ما يسهل استيعاب عدد من الطلاب الذين يأتون عادةً لمتابعة دروسهم في أيام الدراسة العادية". وأكد عمر لـ"العربي الجديد" أن "وجود الطلاب أمر معتاد في الكافيهات في مصر أخيراً، وأن توفير الخدمات المجانية لهم خلال فترة الامتحانات، عمل يسعده باعتباره وليَّ أمر في ظل أزمة الكهرباء التي تؤرق جميع البيوت، مع توافر مولدات لدينا من الأزمات السابقة".

المساهمون