يشكل النوم عنصراً أساسياً لحياة الإنسان وصحته الجسدية والنفسية، وقلة النوم يمكن أن تجعلك تبدو أكبر سنّاً وتؤثّر بطريقة مباشرة على صحتك ومظهرك، بالإضافة إلى الأمراض المتعلقة بعمل الجسم الطبيعي وانتظامه. وتُعدّ مشكلة قلة النوم من المشاكل المنتشرة في عالمنا اليوم، إذ يقول جوشوه زيغنر، طبيب الأمراض الجلدية، إنّ المساء هو وقت الراحة والصيانة. حينها يعالج الجلد نفسه من التلف اليومي. وقلة النوم تعطل عملية التئام الجلد، ما يزيد احتمالية الشيخوخة المبكرة، بحسب تقرير نشره موقع "ذا هالثي" المتخصص في شؤون الصحة. في المساء تنخفض مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) بشكل طبيعي، لكنّ السهر لوقت متأخر وتعطل دورة النوم يجعلان مستويات هرمون التوتر عالية، ما يعرّضك لحبّ الشباب بسبب إفرازات الغدد الدهنية. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ قلة النوم تؤثّر على المسامات.
ويشرح زيغنر أهمية النوم الطبيعي بالنسبة إلى إنتاج مخزون الجسم من مضادات الأكسدة، فحرمان الجسم من النوم يؤدي إلى انخفاض في إنتاج تلك المضادات، ما يؤثّر على قدرة بشرتك على حماية نفسها من الضغوطات البيئية في اليوم التالي، كالأشعة فوق البنفسجية والتلوث ودخان السجائر وغيرها. ويحذّر زيغنر من أنّ قلة النوم تؤثّر بشكل مباشر على جهاز المناعة للجسم وأنماط الساعة البيولوجية الطبيعية في بشرتك، فتنخفض خلايا الدم البيضاء، ما يعرّضك إلى ارتفاع نسبة إصابتك بالتهابات الجلد، كما أنّ مشاكل النوم تتسبب في أمراض لمفاوية، كالانتفاخ تحت العين. يضيف أنّ قلة النوم تتعارض مع أنماط الساعة البيولوجية الطبيعية لبشرتك، بما في ذلك ترميم الجلد في أثناء فترة المساء، فقد تتداخل هذه العملية مع دوران خلايا الجلد الطبيعي، ما يؤدي إلى تراكم الخلايا على سطح الجلد فتجعل بذلك البشرة باهتة ورمادية اللون.
والأمر لا يقتصر على المسامات أو البشرة الباهتة، فقد أظهرت دراسات وجود صلة ما بين النوم والصدفية والإصابة بالإكزيما، فعندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم ترتفع مستويات التوتر لديك، ما يؤدي إلى تعطل عملية ترميم الجلد ويؤثّر بشكل مباشر على مظهرك.
ويشكل النوم عنصراً أساسياً لحياة الإنسان الطبيعية، إذ يحتاج الإنسان بين 26 عاماً و64 إلى ما بين سبع ساعات نوم وتسع يومياً، ويحذّر الأطباء من أنّ حرمان الجسم من النوم يؤدّي إلى أمراض في القلب والأوعية الدموية. أمّا الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، ففي إمكانهم النوم من سبع ساعات إلى ثمان ليلاً. ونصحت "الجمعية الأميركية للنوم" بتحديد وقت ثابت للنوم إذ يجب على الإنسان الذهاب إلى الفراش كل يوم في الوقت نفسه تقريباً، لمساعدة جسده على الاستقرار والحصول على الراحة التي يريدها.