قضية مقتل السورية آيات الرفاعي.. السجن 7 سنوات للزوج وإطلاق سراح والدته

07 نوفمبر 2022
العنف الأسري يستهدف نساء كثيرات في سورية (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

أصدرت محكمة الجنايات الأولى في دمشق، اليوم الإثنين، حكماً بالسجن سبع سنوات بحقّ زوج الضحية المغدورة آيات الرفاعي (كانت تبلغ من العمر 19 عاماً) ووالده، في حين أُطلق سراح والدته بعد الاكتفاء بمدّة توقيفها. وتُعَدّ قضية آيات أولى الجرائم الأسرية التي سُجّلت في سورية هذا العام.

وقال المحامي العام الأول في دمشق محمد أديب مهايني، إنّه قد "ثبت لدى المحكمة أنّ الأفعال التي ارتكبها زوج الضحية آيات الرفاعي ووالده أفعال تنطبق عليها أركان جرم الضرب المفضي للموت وليس أركان جرم القتل القصد، وبالتالي قرار المحكمة جاء وفق القانون والأصول"، بحسب ما نُشر على موقع "صوت العاصمة".

وأضاف مهايني أنّه "تمّ الحكم إلى جانب عقوبة السجن لمدّة سبع سنوات بحقّ كلّ من زوج المغدورة غياث الحموي ووالده أحمد الحموي والحكم لمدّة عام على شقيقه محمد الحموي والاكتفاء بمدّة التوقيف لوالدته قمر الخيشي، بالتعويض الشخصي لذوي آيات الرفاعي بحوالي 15 مليون ليرة سورية (نحو ستّة آلاف دولار أميركي)، ويحقّ لهم الطعن أمام محكمة النقض خلال ثلاثين يوماً إذا أرادوا ذلك".

من جهتها، أوضحت المحامية خلود الصياد، الموكّلة للدفاع عن قضية المغدورة آيات الرفاعي، بحسب ما نقلت وكالة "أثر برس" الموالية للنظام، أنّه "تمّ توصيف الجرم بالضرب المفضي للموت بحسب المادة 536 من قانون العقوبات العام". أمّا شقيقة آيات فأفادت الوكالة نفسها بأنّهم "سيتقدّمون بطعن للحكم ليتمّ رفع مدّة الحكم على القاتل"، مشدّدة على أنّ "القرار كان صادماً لهم".

وظهرت قضيّة الشابة آيات الرفاعي ليلة رأس سنة 2022 عندما وصلت إلى مستشفى المجتهد وسط العاصمة السورية دمشق جثّة هامدة وعلى جسدها آثار كدمات، وقد ادّعى زوجها حينها أنّها صدمت رأسها بجدار في المنزل. لكنّ المحامي العام الأول في دمشق أديب مهايني صرّح لوسائل إعلام موالية للنظام بأنّ "تقرير الطب الشرعي أكّد أنّ آيات تعرّضت لاعتداء وحشي وعدّة ضربات على الرأس، ولم تضرب رأسها بالحائط كما ادّعى زوجها وذووه لدى نقلها إلى المستشفى". وقد تزامن ذلك مع اعتراف قتلة آيات زوجها ووالدته ووالده بارتكابهم الجريمة، وذلك في خلال تسجيل مصوّر بثته وزارة الداخلية لدى حكومة النظام في السادس من يناير/ كانون الثاني الماضي.

وفي سياق متصل، نشرت صفحة "النسوية السورية" على موقع "تويتر"، في الثالث من يناير/كانون الأول الماضي، تفاصيل حياة آيات نقلاً عن إحدى جارات المغدورة. هي أخبرت أنّ "الصبية كانت خادمة للعائلة"، فتنظّف البيت وتغسل الثياب والأطباق وتطبخ وترمي القمامة وتنتظر دورها في طابور الخبز وهي حامل. أضافت الجارة أنّ آيات كانت دائماً تُضرب ضرباً مبرحاً من قبل حماتها وزوجها وابن أخ زوجها، وكانت تُحرَم من زيارة أهلها إلا في ما ندر لأنّ زوجها لم يكن يسمح لها باصطحاب ابنتها.

وعن تلك الليلة المشؤومة، قالت جارة آيات إنّ "زوجها الوحش"، على حد وصفها، بدأ يضربها كما العادة ويطردها إلى بيت أهلها، فيما هي تبكي وتترجّاه "كرمال الله لا تتجوّز عليّ. شو ما بدّك بعملّك بس لا تتجوّز". لكنّه ظلّ يضربها ويخبط رأسها بالحائط حتى تقيأت وفقدت وعيها.

وتابعت جارة آيات نفسها أنّ "أهل الزوج تأخّروا في نقل آيات إلى المستشفى أكثر من ساعة ونصف، حتى رتّبوا رواية كاذبة لمقتلها"، لافتة إلى أنّهم "قدّموا رشى للمستشفى من أجل تسوية الوفاة وكأنّها انتحار أو حادث عرضي، مع الإشارة إلى أنّ الزوج أُوقف يوماً واحداً وخرج كما لو أنّه لم يرتكب ذنباً".

المساهمون