- قبرص، التي تقع على بعد 160 كم من سورية ولبنان، تواجه زيادة في عدد طالبي اللجوء، خاصة في الأشهر الأخيرة، مع وصول أكثر من 350 مهاجرًا في الـ48 ساعة الماضية.
- الاتحاد الأوروبي يدرس إمكانية التوصل إلى اتفاق مع لبنان لوقف تدفق المهاجرين، وسط دعوات قبرص لاعتبار أجزاء من سورية آمنة لتسهيل إعادة طالبي اللجوء.
قال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، الثلاثاء، إنّه طلب شخصياً من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين التوسّط لدى السلطات في لبنان كي توقف قوارب اللاجئين السوريين المتوجهة إلى الدولة الجزيرة الواقعة شرق البحر المتوسط.
أوضح خريستودوليدس للصحافيين أنّ لبنان يستفيد من المساعدات المالية الكبيرة التي يُقدّمها الاتحاد الأوروبي لمواطنيه ولمئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين لا يزال يستضيفهم، لكن ذلك لا يأتي دون شروط.
وأضاف خريستودوليدس: "لا يمكن تقديم هذه المساعدة بينما يتعين علينا التعامل مع هذه القضية"، مضيفاً أنه تحدّث شخصياً مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين. وأردف "جمهورية قبرص ليست وحدها التي تواجه مشكلة خطيرة، بل الاتحاد الأوروبي نفسه، بالنظر إلى هذه الظواهر التي شهدناها في الأيام الأخيرة".
وتقع قبرص على بعد 160 كيلومتراً فقط من سورية ولبنان، وزاد عدد طالبي اللجوء الذين يفدون إليها لا سيما في الشهور القليلة الماضية. ويستضيف لبنان، الذي يعاني من أزمة اقتصادية، مئات آلاف اللاجئين السوريين.
في الـ 48 ساعة الماضية، وصل أكثر من 350 مهاجراً وطالب لجوء، معظمهم تقريباً من المواطنين السوريين، إلى قبرص باستخدام القوارب، وفقاً للمتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس. ويعتقد أنّ المزيد من القوارب المحملة بالمهاجرين في الطريق إلى هناك.
الشهر الماضي، تم رصد حوالي 450 مهاجراً سوريّاً على متن ستة قوارب قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص خلال 24 ساعة. وكانت القوارب الستة قد غادرت لبنان.
وفي تصريحات سابقة وواضحة على نحو غير معهود، عبّر الرئيس القبرصي عن قلقه من أن يتزايد باستمرار وصول المهاجرين السوريين في الأسابيع القليلة الماضية.
وقال بعد اجتماع مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا: "أتفهم تماماً التحديات التي يواجهها لبنان، لكن تصدير المهاجرين إلى قبرص لا ينبغي أن يكون الحل ولا يمكن قبوله".
وتريد نيقوسيا من الاتحاد الأوروبي أن يدرس إعلان أجزاء من سورية التي مزقتها الحرب آمنة، الأمر الذي سيسمح بإعادة طالبي اللجوء الذين يصلون إلى البلاد المجاورة.
وقال نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، مارغاريتيس شيناسإن، الثلاثاء، إنّ الاتحاد الأوروبي يمكن أن يتوصل إلى اتفاق مع لبنان لوقف تدفق المهاجرين، إذ اشتكت قبرص من أنها تغرق بسبب زيادة عدد الوافدين من الشرق الأوسط.
وأبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقيات مع عدة دول لمساعدتها في التعامل مع أعباء الهجرة المتزايدة، ولمنع انتشارها إلى الدول الأعضاء بالتكتل في نهاية المطاف. وانتقدت جماعات حقوقية تلك الاتفاقيات بشدة.
(أسوشييتد برس، رويترز)