فيضانات باكستان تهدد الإمدادات الغذائية في أفغانستان

02 سبتمبر 2022
أمن الأفغان الغذائي ضحية فيضانات باكستان (جاويد تنوير/فرانس برس)
+ الخط -

حذّرت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، من أنّ الأمطار الغزيرة التي تسبّبت في سيول عارمة في باكستان تهدّد الإمدادات الغذائية لأفغانستان المجاورة التي تواجه أزمة إنسانية كارثية. وأفاد برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة بأنّ قسماً كبيراً من المساعدات الغذائية الخاصة بأفغانستان يمرّ عبر باكستان، حيث ألحقت أسوأ فيضانات في تاريخ البلاد دماراً كبيراً بشبكة الطرقات.

وأوضح مدير برنامج الأغذية العالمي في باكستان كريس كاي أنه "نركّز جهودنا بشكل آني على حاجات السكان في باكستان، لكنّ تبعات ما نعيشه هنا تصل أبعد من ذلك"، متسائلاً حول "انعكاسات الأمر على العمليات في أفغانستان". أضاف كاي أنّ "باكستان توفّر طريق إمداد حيوياً إلى أفغانستان" (المهدّدة بالجوع)، شارحاً أنّ قسماً كبيراً من الأغذية الموجّهة إلى هذا البلد تدخل من مرفأ كراتشي (جنوب).

وتابع كاي في مؤتمر صحافي عبر الفيديو أنّه "مع الطرقات التي جرفتها (الفيضانات)، نحن أمام تحدّ لوجستي كبير"، وقال إنّ "برنامج الأغذية العالمي اشترى أكثر من 320 ألف طنّ متريّ في خلال العام الماضي لدعم العمليات في أفغانستان. لكنّ الفيضانات في باكستان سوف تحدث فجوة في قدرتنا".

وشدّد كاي على أنّ باكستان تواجه "مشكلة كبرى" في ترميم قدراتها الزراعية لإطعام شعبها والاستمرار في إمداد أفغانستان بالغذاء، ورأى أنّ باكستان تواجه مشكلة أخرى وهي أنّ محاصيل القمح كانت مخزّنة في مناطق غمرتها المياه، وبالتالي فإنّ الفيضانات "جرفت قسماً كبيراً من القمح".

وذكّر كاي بأنّ الوضع على صعيد الأمن الغذائي كان "خطراً" بالأساس قبل الفيضانات، إذ إنّ 43 في المائة من السكان كانوا (وما زالوا) يواجهون انعدام الأمن الغذائي في البلد المصنّف في المرتبة 92 من أصل 116 بحسب المؤشّر العالمي للجوع.

وغمرت الأمطار الموسمية ثلث مساحة باكستان مسفرة عن أكثر من ألف قتيل منذ يونيو/حزيران الماضي ومتسبّبة في فيضانات جرفت أجزاءً واسعة من المزروعات الحيوية وألحقت دماراً أو أضراراً بأكثر من مليون مسكن. وتعزو السلطات ذلك إلى التغيّر المناخي الذي يزيد من تواتر ظواهر الطقس القصوى وشدّتها. من جهة أخرى، يعاني 38 مليون شخص في أفغانستان من أزمة إنسانية تصاعدت مع تجميد أصول بمليارات الدولارات الأميركية ووقف المساعدات الأجنبية منذ سيطرة حركة طالبان على السلطة من جديد قبل عام.

(فرانس برس)

المساهمون