فيديو مطاردة محافظ الدقهلية لعجوز يعيد فتح ملف مروع لسجون مصر

14 يوليو 2024
محافظ الدقهلية مسؤول عن انتهاكات مروعة في سجون مصر، في 27 ديسمبر 2020 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أثار فيديو يظهر اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، وهو يصادر أكياس خبز من سيدة ويقتحم منزلها دون إذن، استياءً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، معتبرين تصرفه تعدياً على حقوقها.
- منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN) تتهم مرزوق بالإشراف على انتهاكات حقوق الإنسان في السجون المصرية، بما في ذلك التعذيب والأوضاع اللاإنسانية.
- مرزوق يمتلك مسيرة مهنية تمتد لأكثر من ثلاثين عاماً في وزارة الداخلية، وواجه انتقادات حادة من منظمات حقوقية بسبب الظروف المروعة في السجون المصرية، خاصة خلال فترة وباء كورونا.

أثار مقطع فيديو، ‏للواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية شمال شرقي العاصمة المصرية القاهرة، صادر خلاله أكياس خبز من إحدى السيدات التي تتبّعها وهي تحمل الخبز إلى بيتها المتواضع داخل إحدى قرى محافظة الدقهلية في إطار جولة ميدانية، استياء وغضباً واسعاً، عبر عنه مواطنون عبر منصات التواصل الاجتماعي، بسبب اقتحامه منزل السيدة دون إذن، وتفتيش محتوياته، لمصادرة أكياس الخبز التي تحصلت عليها دون وجه حق، حسب روايته. 

انتشار اسم اللواء طارق مرزوق، استدعى البحث عن سيرته الذاتية، ليتبين أنه مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون السابق. وطبقاً لمنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN)، فإن مرزوق، هو "أكبر مسؤول حكومي مكلّف بالإشراف على السجون المصرية، بما في ذلك صحة وسلامة السجناء والأوضاع داخل السجون". وبصفته المسؤول الحكومي الأول عن الإشراف على السجون المصرية، فإن مرزوق "مسؤول عن انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة وواسعة النطاق والممنهجة، لا سيما التعذيب والأوضاع اللاإنسانية في هذه السجون. والذي فشل في تخفيف الانتهاكات في السجون المصرية والتي وصفتها منظمات حقوق الإنسان بأنها جرائم ضد الإنسانية" حسب المنظمة.

تمتد مسيرة مرزوق المهنية في وزارة الداخلية والمناصب الحكومية لأكثر من ثلاثين عاماً، بما في ذلك مناصب في إدارة مباحث الأموال العامة في إدارة الكسب غير المشروع ومناصب مختلفة بالقاهرة ومساعد مدير الأمن بمديرية أمن أسوان، قبل أن يشغل منصب رئيس مديرية أمن الجيزة في ديسمبر/ كانون الأول 2019 بعد أن عينه وزير الداخلية في منصب حكمدار العاصمة في يوليو/ تموز 2019. 

ثم جرى تعيين مرزوق، رئيساً لمصلحة السجون في 12 يناير/ كانون الثاني 2021، ومن هنا تحمّله منظمات حقوقية، من بينها منظمة الديمقراطية للعالم العربي، مسؤولة "ملف التعذيب والانتهاكات في السجون".

وقبل سرد سيرة مرزوق، الذاتية، جرت الإشارة إلى أنه "يغلب على السجون المصرية التعذيب المنهجي، وإساءة معاملة السجناء، وظروف معيشية مروعة. غالباً ما يحرم مسؤولو السجون المعتقلين من حقوقهم الأساسية، في حين يجبرونهم على العيش في ظروف قاسية وغير إنسانية. فضلاً عن الإهمال الطبي، من خلال تقييد قدرة المعتقلين على الحصول على الرعاية الطبية والأدوية، المتفشي في السجون المصرية، بالإضافة إلى ذلك، حظر مسؤولو السجون نشطاء الديمقراطية والمدافعين عن حقوق الإنسان والسياسيين المعارضين المسجونين من تلقي زيارات عائلية، غالباً لفترات طويلة على أسس تعسّفية، واحتجازهم بانتظام في الحبس الانفرادي".

وفي تقرير صدر في فيراير/شباط 2022، اعتبرت سارة لي ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN)، طارق مرزوق "مسؤول عن سجون مصر، وبالتالي التعذيب الممنهج والظروف المروعة الموجودة داخل هذه السجون"، حيث أشار التقرير إلى أنه "بعد أيام قليلة من تعيينه رئيساً لمصلحة السجون، صرح مرزوق بأن ما يجري تداوله في الخارج حول كيفية إدارة السجون المصرية "يشوبه الكذب والافتراء، وأن الحكومة تطبق القانون السائد على الجميع دون استثناء. لكن عند إلقاء نظرة فاحصة على سجل مرزوق، يظهر الحجم الهائل للانتهاكات في السجون المصرية تحت قيادته". 

وفي فترة وباء فيروس كورونا، صرح مرزوق في مايو/أيار 2021 "بعدم وجود حالات إصابة بفيروس كورونا في السجون المصرية، وأنه لم يجر الكشف عن حالة واحدة بسبب الإجراءات الاحترازية الصارمة التي اتخذها وزير الداخلية. والإجراءات الاحترازية تضمّنت تطهير جميع زنزانات السجن بشكل يومي، والتأكد من التباعد الاجتماعي داخل قاعات الطعام والمكتبات والمساجد ومستشفيات السجون، وإلزام جميع السجناء بارتداء الكمامات وإجراء الفحوصات وقياس درجة حرارة زوار السجن"، حسب تقرير منظمة الديمقراطية للعالم العربي، مفنداً هذه التصريحات، بأن منظمات حقوقية رصدت العديد من الوفيات في السجون جزئياً خلال تلك الفترة، نتيجة عدوى فيروس كورونا. فضلاً عن الظروف المعيشية السيئة في معظم السجون.

المساهمون