فلسطينيون من الضفة الغربية يغادرون سجون النظام في سورية

11 ديسمبر 2024
تحرير سجناء صيدنايا، 9 ديسمبر 2024 (عز الدين قاسم/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تجدد الأمل لدى الفلسطينيين في الضفة الغربية لمعرفة مصير أبنائهم المعتقلين في السجون السورية بعد إعادة فتحها، حيث تعج مواقع التواصل الاجتماعي بمناشدات من أهالي المعتقلين.
- تواجه العائلات الفلسطينية صعوبات في الحصول على معلومات عن أبنائهم، حيث لا تملك وزارة الخارجية الفلسطينية أو السفارة في دمشق أي قوائم بأسماء المعتقلين وتعتمد على المعلومات من الأهالي أو المعتقلين المحررين.
- شهدت الفترة الأخيرة إفراجات عن بعض المعتقلين، مما أعطى الأمل للعائلات، لكنهم يواجهون تحديات وابتزاز للحصول على معلومات، وتظل بعض الحالات غامضة.

يعيد فتح سجون النظام السوري السابق، وخروج المعتقلين، الأمل إلى كثير من الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين يرغبون في معرفة مصير أبنائهم المعتقلين والمفقودين، وآخرين عاد أبناؤهم الذين كانوا معتقلين في سجون النظام، وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بمناشدات من أهالي معتقلين فلسطينيين في سورية تضم معلومات عن أبنائهم المفقودين منذ سنوات، ومن بينهم كوادر في فصائل المقاومة الفلسطينية.
من بين المفقودين الفلسطيني طلال قاسم مكحول المولود في عام 1960، وهو من بلدة عتيل شمال شرقي طولكرم، والذي فقد أثره منذ عام 1985، مع رفيقيه ربحي وعلي جراب، وقد نشرت شقيقته نادرة مناشدة تطلب فيها إبلاغها بأي معلومات عنه، وهي تتابع كل ما يتعلق بالمعتقلين والسجون في سورية منذ بدأت فصائل المعارضة الدخول إلى المدن والسيطرة عليها وفتح السجون القائمة فيها.
المعلومة الوحيدة التي حصلت عليها عائلة مكحول، أن النظام السوري اعتقل الأصدقاء الثلاثة من شقة سكنية في البقاع اللبناني، وثلاثتهم كانوا من كوادر منظمة التحرير وينتمون إلى حركة فتح، وبعدها لم تحصل العائلة على أية معلومات أخرى.
وكان والدا طلال مكحول اللذين توفيا، يأملان الحصول على معلومات من العائدين الفلسطينيين بعد إنشاء السلطة الفلسطينية، وفي حينها توجه والده إلى قطاع غزة للسؤال عنه، فأجابوه بأن اسمه غير وارد في قوائم الشهداء، ولا توجد أية معلومات عنه، ليسافر الأب بعد سنوات إلى سورية محاولاً الحصول على معلومات، لكن بعد أن بدأ بالسؤال وصلته "نصيحة" بالمغادرة، وإلا فسيختفي أثره أيضاً.
ولا تملك وزارة الخارجية الفلسطينية أو السفارة الفلسطينية في دمشق أية معلومات أو قوائم بأسماء المعتقلين الفلسطينيين في السجون السورية، كما أكدت مصادر في وزارة الخارجية والسفارة لـ"العربي الجديد"، ومن ثم لا تملكان تقدير أعدادهم، وتتلقى السفارة المعلومات من الأهالي الذين يتواصلون معها للحصول على معلومات عن أبنائهم، أو من يتم الإفراج عنه، وأكد مكتب السفير الفلسطيني لدى دمشق لـ"العربي الجديد"، أنه لم يبدأ حصر الأعداد بعد.
ويعود عدم امتلاك المعلومات إلى عدم إتاحة النظام السوري السابق تدخل أي جهة في موضوع المعتقلين، ودعت السفارة، الاثنين، عبر بيان نشرته وزارة الخارجية، المعتقلين المحررين من غير المقيمين في سورية، أو ذويهم، أو من لديه أية معلومات عنهم، إلى التواصل معها، وتزويدها بالأسماء والمعلومات من أجل المساعدة وتقديم الخدمات اللازمة لهم ولذويهم.
خرج المعتقل الفلسطيني إبراهيم فريحات (70 سنة) من سجن سوري ليتواصل مع عائلته في بلدة اليامون شمال غربي جنين، وتنتظر العائلة أن ينقل من سورية إلى الأردن. يروي ابنه وليد فريحات لـ"العربي الجديد"، أن والده اختفى في بداية الثورة السورية في عام 2011، وقد كان يعمل سائقَ سيارة أجرة على خط عمان دمشق بيروت، كونه يحمل الجنسية الأردنية أيضاً، وانقطعت المعلومات عنه قرابة ستة أعوام متواصلة ظل مصيره مجهولاً خلالها.

الفلسطيني المفرج عنه من سجون سورية إبراهيم فريحات (فيسبوك)
الفلسطيني المفرج عنه من سجون سورية إبراهيم فريحات (فيسبوك)

يضيف فريحات: "تواصلت خلال هذه الفترة عمليات ابتزاز العائلة مادياً عبر أشخاص من سورية، كانوا يطلبون أموالاً في مقابل إبلاغنا بمعلومات عنه، وكانت المبالغ تتراوح بين 100 و1000 دولار أميركي، لكن العائلة اكتشفت لاحقاً أن معظم المعلومات كاذبة، وأن الأشخاص الذين حصلوا على الأموال كانوا يمارسون الخداع، ولم يوفروا لنا أي معلومات صحيحة، وبعدها تواصل معنا ضابط سوري، وطلب 1500 دولار، لكنه وفر للعائلة معلومات عن مكان سجن والدي، وأوصل إلينا رسالة منه فيها إشارات ومعلومات تدلل على أنها منه، ووعد بالمساعدة في إنهاء الموضوع، وحدد أنه كان في سجن عدرا المركزي، ونقل لاحقاً إلى سجن صيدنايا، لكن بعد فترة انقطع الاتصال مع الضابط، ولم نعلم أي شيء عنه سوى بعد الإفراج عنه".
وأعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان، الأحد، أنها تتابع من خلال السفارة في دمشق، أوضاع جميع الفلسطينيين الموجودين على الأراضي السورية، وتعمل على الاطمئنان عليهم، وتقديم المساعدة لمن يحتاجون إليها، كما أكدت الوزارة أنها تتابع ملف المعتقلين الفلسطينيين، وتجمع كل ما أمكن من معلومات عنهم لمتابعة أوضاعهم وطمأنة أقاربهم.

وكانت التطورات الأخيرة كانت نافذة فرح لعدد من العائلات، وبعضهم جرى الإفراج عن أبنائهم المعتقلين منذ سنوات. من بين هؤلاء بشار يحيى (62 سنة) من بلدة العرقة غربي جنين، والمعتقل منذ 40 عاماً، والذي خرج فجر الاثنين، من سجن عدرا المركزي بريف دمشق، وقد أوصل شاب سوري الخبر إلى عائلته في رسالة عبر تطبيق "واتساب".
ويروي شقيقه مهند يحيى لـ"العربي الجديد"، أن بشار نقل إلى دوما، ومنها إلى درعا، وتواصل هاتفياً مع شقيقه في الأردن قبل الوصول إلى الحدود الأردنية، لكن لا تملك العائلة معلومات إضافية عنه كونه موقوفاً لدى دائرة المخابرات الأردنية لاستجوابه.
يضيف: "ما تعرفه العائلة من معلومات محدود، فبشار كان في طريقه إلى سورية عبر الأردن للالتحاق بالتنظيمات الفلسطينية، فاعتقله النظام السوري بتهمة الدخول بطريقة غير شرعية، وظل بحكم المفقود لعدة أعوام، ثم أصبحت تصل بعض الأخبار عنه من سجناء سابقين في السجون السورية كانوا يتصلون بالعائلة، قبل أن يساعدنا أحد العسكريين السوريين في عام 2010، لزيارته في سجن صيدنايا. بعد الثورة السورية، أصبحنا نرسل إليه الأموال التي يحتاج إليها في السجن عن طريق ابنة معتقل سابق كان معه، وواصلنا زيارته. شقيقي لم يعرض على أي محكمة قبل سجنه، سواء مدنية أو عسكرية، ولا تعلم العائلة إن كان قد حوكم غيابياً وهو في سجنه".

المساهمون