فلسطينيون تحت نيران الاحتلال في طولكرم: ما نتعرّض له شبيه بالحرب على غزة

18 يناير 2024
في مخيّم نور شمس بطولكرم بعد انسحاب القوات الإسرائيلية (عصام الريماوي/ الأناضول)
+ الخط -

يصف فلسطينيون في طولكرم شماليّ الضفة الغربية المحتلة العملية التي تنفّذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة ومخيّمَيها، بأنّها "محاكاة" للحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ويؤكد الناشط الفلسطيني سليمان الزهيري، لوكالة الأناضول، أنّ ما يجري في مخيّمَي نور شمس وطولكرم، شماليّ الضفة الغربية، شبيه بالحرب التي يشنّها الاحتلال على قطاع غزة. يضيف الزهيري، فيما كان يتفقّد الدمار في مخيّم نور شمس بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه، أنّ "الجرافات الإسرائيلية دمّرت 15 وحدة سكنية بصورة كاملة بحيّ المنشية في نور شمس، بالإضافة إلى هدم ثلاثة محالّ تجارية"، وذلك "في خلال ساعات".

ويتابع الزهيري أنّ "ما يجري في طولكرم يحاكي الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة"، مشدّداً على أنّ "العقلية التدميرية نفسها التي تدمّر هناك (في قطاع غزة) تدمّر مخيّمات الضفة الغربية تدميراً واسعاً".

ويبيّن الناشط الفلسطيني أنّ "عائلات عديدة باتت من دون مأوى وفقدت كلّ شيء، إذ هُدمت منازلها من دون سابق إنذار". ويشير إلى أنّ "الجيش عمل على تدمير مقتنيات عشرات المنازل، وسرق أموالاً ومصوغات ذهبية".

الصورة
حاجز إسرائيلي وسيارة إسعاف في طولكرم في الضفة الغربية (نضال اشتية/ الأناضول)
حاجز إسرائيلي يعرقل حركة مركبات الإسعاف عند مدخل مخيّم طولكرم (نضال اشتية/ الأناضول)

ويشدّد الزهيري على أنّ ممارسات الاحتلال في طولكرم تؤكد أنّ "الاحتلال الإسرائيلي يستهدف كلّ ما هو فلسطيني، أينما كان ومهما كان فصيله".

وفي الإطار نفسه، يفيد الزهيري بأنّ "مخيّم طولكرم القريب من مخيّم نور شمس يشهد كذلك تدميراً واسعاً يطاول المنازل والبنية التحتية".

من جهته، يتحسّر الفلسطيني إبراهيم محمود، وهو يقف على ركام منزله المؤلّف من طبقتَين في حيّ المنشية بمخيّم نور شمس، على الحال الذي وصل إليه. ويشكو لوكالة الأناضول، قائلاً: "هذا انتقام... دمار... ماذا يمكن أن أقول؟". ويقول محمود باكياً: "ما يجري شبيه بوضع قطاع غزة... يدمّرون كلّ شيء"، مضيفاً: "الحمد لله".

يُذكر أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي انسحبت من مخيّم نور شمس بعد عملية عسكرية استمرّت ساعات، غير أنّها تواصل عملياتها في مخيّم طولكرم القريب وعدد من أحياء المدينة. وقد أظهرت الصور الأولى بعد الانسحاب دماراً كبيراً في المخيّم؛ منازل مدمّرة وبنية تحتية مجرّفة.

قوات الاحتلال تعرقل الإسعاف في طولكرم

في سياق متصل، نصبت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً أمام "مستشفى ثابت ثابت" الحكومي في طولكرم، وعرقل حركة مركبات الإسعاف. ويقول مسعف فضّل عدم الكشف عن هويته لوكالة الأناضول إنّ الوضع في طولكرم "صعب"، مشيراً إلى أنّ القوات الإسرائيلية "تنصب الحواجز في كلّ مكان لعرقلة الحركة".

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت، في وقت سابق من اليوم الخميس، ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية في مدينة طولكرم إلى ستّة، في خلال عملية اقتحام متواصلة منذ أكثر من 30 ساعة. وقد أفادت الوزارة، في بيان، بـ"استشهاد الشاب محمد فيصل دواس أبو عواد (27 عاماً) برصاصة في البطن، أطلقها عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي في طولكرم".

ومنذ شنّها حربها المدمّرة على قطاع غزة قبل أكثر من ثلاثة أشهر، كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها في الضفة الغربية المحتلة، فنفّذت اقتحامات ومداهمات للمدن والبلدات والمخيّمات فيها. وقد بيّنت وزارة الصحة الفلسطينية أنّ عدد الشهداء برصاص القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس المحتلة، ارتفع إلى 367 شهيداً منذ السابع من أكتوبر الماضي، من بين هؤلاء 97 طفلاً شهيداً. أمّا عدد الإصابات، فقد ارتفع إلى أربعة آلاف و212 جريحاً فلسطينياً، من بينهم 637 طفلاً، في حين اعتقلت قوات الاحتلال 6090 فلسطينياً.

وفي تلك الحرب المستمرّة لليوم الـ 104، استشهد 24 ألفاً و620 فلسطينياً في قطاع غزة المحاصر والمستهدف، إلى جانب 61 ألفاً و830 جريحاً، بحسب البيانات الأخيرة التي أصدرتها وزارة الصحة في غزة اليوم الخميس. كذلك، أدّت الحرب إلى نزوح نحو مليونَي فلسطيني من أصل 2.3 مليون نسمة في القطاع، الأمر الذي يشير إلى أكثر من 85 في المائة من السكان، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.

(الأناضول، العربي الجديد)