أفاد ناشطون دوليون وأقرباء مهاجرين لبنانيين وسوريين على متن زورق صيد بالقرب من جزيرة مالطا في البحر الأبيض المتوسط، اليوم الثلاثاء، بأنّهم فقدوا الاتصال بالقارب في أثناء الليل.
وفي وقت سابق، أبلغ نحو 60 مهاجراً لبنانياً وسورياً على متن الزورق أقرباءهم وناشطين متطوّعين عبر هاتف يعمل بواسطة الأقمار الصناعية، بأنّهم بلا طعام ولا مياه ولا حليب للأطفال منذ أيام عدّة. وبحسب ما أفاد الأقرباء، فقد أُعلموا بأنّ طفلاً ثالثاً توفي على متن الزورق بعد إصابته بالتجفاف.
وكان الزورق قد انطلق من مدينة طرابلس، شماليّ لبنان، قبل عشرة أيام تقريباً، وعلى متنه مهاجرون لبنانيون وسوريون غير نظاميين متّجهون إلى إيطاليا. وكان هؤلاء المهاجرون الذين يتواصلون مع أقربائهم والناشطين عبر هاتف يعمل بواسطة الأقمار الصناعية، قد طالبوا خفر سواحل أوروبي بإنقاذهم.
ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن منظمة "ألارم فون"، وهي شبكة ناشطة دولياً تساعد في إرسال منقذين إلى المهاجرين العالقين في البحر، أنّ سلطات مالطا تلقت اتصالات هؤلاء، لكنّها لم تؤكد إنقاذهم. أضافت المنظمة أنّ مالطا لم تسمح كذلك لسفينة شحن تجارية بإنقاذ المهاجرين الذين تقطّعت بهم السبل.
Since yesterday evening, also the relatives of people on the boat lost contact to the distressed. We keep alerting authorities but they refuse to inform us if any rescue efforts have been undertaken. End this cruel non-assistance!
— Alarm Phone (@alarm_phone) September 6, 2022
وقال موريس ستيرل من المنظمة: "بدلاً من تنسيق عملية إنقاذ، تركوا هؤلاء الأشخاص وعددهم 60 في عرض البحر لأيام عدّة، وهم في محنة. ونأمل ألا تكون التقارير عن الوفيات صحيحة، لكنّنا قلقون جداً بشأن هذه المجموعة".
وبحسب ما نقل شقيق أحد المهاجرين، فإنّ الأخير أبلغه في خلال مكالمتهما الأخيرة، ليل أمس الاثنين، بأنّ مزيداً من مياه البحر يتسرّب إلى داخل القارب، وبأنّهم "مبتلون تماماً بالمياه". وقد تحدّث الرجل شرط التكتّم عن هويّته، خوفاً على سلامة شقيقه. أضاف أنّ "الأشخاص الكبار يتعاملون مع البرد ونقص الإمدادات بشكل جيّد، لكنّ الأطفال يعانون بالفعل".
ولفتت "أسوشييتد برس" إلى أنّ السلطات المالطية لم تردّ على طلباتها بالتعليق. يأتي ذلك في حين أنّ الحكومة اللبنانية، من جهتها، لم تصدر أيّ بيان حول الموضوع.
من جهته، طالب النائب اللبناني أشرف ريفي إيطاليا بإرسال فريق إنقاذ، ودعا الخارجية اللبنانية والبعثة الدبلوماسية اللبنانية في روما إلى القيام بالأمر نفسه.
(أسوشييتد برس)