فعالية اليوم العربي لحقوق الإنسان: التحوّل الرقمي يساهم في تعزيز التعليم ذي الجودة

16 مارس 2023
من احتفالية اليوم العربي لحقوق الإنسان في الدوحة (حسين بيضون)
+ الخط -

اختُتمت في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الخميس، احتفالية اليوم العربي لحقوق الإنسان التي نُظّمت تحت شعار "الحقّ في تعليم ذي جودة"، بحلقة نقاشية حول تأثير التحوّل الرقمي في جودة التعليم. وكانت دولة قطر قد استضافت أمس الأربعاء واليوم الخميس في 15 و16 مارس/ آذار الجاري، الاحتفالية في دورتها الخامسة عشرة لعام 2023، بالتعاون ما بين وزارة الخارجية القطرية ووزارة التعليم والتعليم العالي في البلاد واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في جامعة الدول العربية.

في خلال الحلقة النقاشية، قال مدير إدارة التربية في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) رامي إسكندر، إنّ التصوّر الخاطئ المتعلق بالتعليم الرقمي لدى المعلّمين والمسؤولين التربويين يمثّل العائق الأكبر في التحوّل نحو التعليم الرقمي في المنطقة العربية، لا الظروف الاقتصادية.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، أوضح إسكندر أنّ "ثمّة عوائق عدّة تحول دون التحوّل الرقمي في المنطقة العربية، مثل عدم توافر البيانات والإحصاءات الدقيقة التي نستطيع على أساسها بناء تعليم رقمي سليم، والنظرة السلبية تجاه التعليم الإلكتروني كبديل من المعلّمين، ومشكلة التكلفة الاقتصادية التي يمكن التغلب عليها من خلال توظيف الإمكانات المتاحة والخطط الواقعية التي تناسب حالة كلّ دولة". وشدّد إسكندر على "ضرورة توظيف التعليم الإلكتروني لتنمية مهارات التلاميذ في البحث الرقمي السليم واستخدام الإنترنت الجيد".

من جهته، قال القائم بمهام إدارة التعليم الإلكتروني للحلول الرقمية، حاكم مطاوع، إنّ التحوّل نحو التعليم الرقمي يحقّق أهداف التنمية المستدامة لدولة قطر، ويوفّر فرصة منصفة وشاملة في التعليم للجميع. وأكّد مطاوع أنّ التحوّل نحو التعليم الرقمي من شأنه أن يرفع جودة التعليم، ويوفّر المصادر التعليمة المتنوعة، ويعزّز مهارة العمل الجماعي للتلاميذ وتفاعل المعلمين والتلاميذ وكذلك أولياء الأمور من خلال المنصّات الرقمية. أضاف مطاوع أنّ المهارات التقنية أساسية في حدّ ذاتها، ويجب تعلّمها في المدارس إلى جانب اللغات والعلوم وغيرهما، مشيراً إلى أنّها تضطلع بدور في الحفاظ على البيئة من خلال تقليل الاعتماد على الورق مقارنة بالتعليم التقليدي.

في الإطار نفسه، شرح نائب مدير الشؤون الأكاديمية في مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا، راني التوم، أنّه بهدف التوصّل إلى تحوّل رقمي فعّال، لا بدّ من أن يكون سلساً وتفاعلياً وسهل الوصول إليه، وأن تتحوّل الدروس إلى أنشطة تعزّز التفاعل ما بين المعلّم والتلميذ.

أمّا الاختصاصي في معايير التكنولوجيا والمعلومات، شهاب الدين المنشاوي، فرأى أنّ التحوّل نحو التعليم الرقمي وسيلة وليس هدفاً في حدّ ذاته، لذا لا بدّ من أن تُدار تلك العملية من خلال تربويّين ومتخصّصين، حتى تكون مخرجات التعليم ذات جودة.

وكان مشروع نشر التعليم الرقمي في الدول العربية قد انطلق في عام 2007 من خلال توزيع تسعة آلاف حاسوب على أكثر البلدان العربية احتياجاً لأدوات التطوير التقني، حتى تكون تكنولوجيا المعلومات والاتصال أدوات أساسية في التربية والتعلّم. ومن الأهداف كذلك تدريب المدرّسين في العالم العربي على أحدث وسائل التعليم الرقمي وتطوير مناهج التعليم الرقمي باللغة العربية من الأهداف.

وتجدر الإشارة إلى أنّ عدد المتعلّمين على منصات التعليم المفتوح في العالم ارتفع ليتخطّى 110 ملايين متعلّم، بحسب آخر البيانات المتوافرة، علماً أنّ حجم سوق التعليم الإلكتروني عالمياً وصل إلى 220 مليار دولار أميركي في عام 2020.

المساهمون