فرنسا توقف المناضلة الفلسطينية مريم أبو دقة من أجل ترحيلها

16 أكتوبر 2023
المناضلة الفلسطينية مريم أبو دقّة خلال جولتها الفرنسية (إكس)
+ الخط -

أفادت منظمة "أورو باليستين" الفرنسية غير الحكومية بأنّ وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أمر، اليوم الاثنين، بتوقيف المناضلة الفلسطينية مريم أبو دقّة (71 عاماً) في مدينة مرسيليا قبيل توجّهها إلى مدينة تولوز، على أن يُصار إلى ترحيلها.

وجاء ذلك في خبر عاجل تحت عنوان "دارمانان يوقف مريم أبو دقّة في مرسيليا ويريد ترحيلها!" نشرته المنظمة الفرنسية التي تُعرّف عن نفسها بأنّها تتشكّل من ناشطين من أجل القضية الفلسطينية في باريس.

وأبو دقّة، عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كانت قد وصلت إلى فرنسا في سبتمبر/ أيلول الماضي، آتية من قطاع غزة حيث تعيش، تلبية لدعوة منظمات ومجموعات فرنسيّة مساندة لنضال الشعب الفلسطيني. والهدف من الدعوة هو قيام أبو دقّة بجولة على مدن فرنسية عدّة لسرد نضالها من أجل قضية المرأة الفلسطينية، تمتدّ حتى العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

ولفت الخبر العاجل الذي نشرته منظمة "أورو باليستين" اليوم، إلى أنّ 27 فرداً من عائلة أبو دقّة سقطوا خلال القصف الإسرائيلي الذي استهدفهم في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وذلك في إطار العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وفي التاسع من أكتوبر الجاري، مُنعت أبو دقّة من دخول الجمعية الوطنية في فرنسا التي تشكّل مع مجلس الشيوخ البرلمان الفرنسي، وذلك بناءً على فقرار أصدرته رئيسة الجمعية يائيل برون-بيفيه.

وكانت النائب عن "فرنسا الأبيّة" إرسيليا سوديه قد دعت أبو دقّة للمشاركة والمداخلة بمناسبة عرض الفيلم الوثائقي "يلا غزة" في الجمعية الوطنية، في التاسع من نوفمبر المقبل، الأمر الذي دفع عدداً من النواب إلى التعبير عن خشيتهم إزاء حضورها. فالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تنتسب إليها المناضلة الفلسطينية مصنَّفة "إرهابية" من قبل الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإنّ حضورها بالنسبة إلى هؤلاء النواب يمثّل "استفزازاً لا يمكن وصفه لجميع ضحايا معاداة السامية في العالم".

أضاف النواب المعترضون، بحسب بيان الجمعية الوطنية الفرنسية، أنّ "إفساح المجال أمام عضو في منظمة إرهابية للكلام في الجمعية الوطنية من شأنه أن يوفّر منبراً للعنف والكراهية وأن يقوّض بصورة خطرة مبادئنا الديمقراطية"، لا سيّما "في ظلّ الوضع الراهن في الشرق الأوسط"، في إشارة إلى عملية "طوفان الأقصى" التي أُطلقت بقطاع غزة في السابع من أكتوبر الجاري.

وفي الخامس من أكتوبر الجاري، كان من المقرّر أن تتحدّث أبو دقّة في ندوة تُعقَد في جامعة "لوميير - ليون 2" الفرنسية تحت عنوان "الاستيطان والفصل العنصري الإسرائيلي.. أيّ مستقبل للفلسطينيين؟"، لكنّ ذلك أثار جدالاً فطلبت الجامعة من منظّمي الندوة سحب الدعوة. وعلى الرغم من ذلك، حضرت أبو دقّة إلى القاعة وجلست بين الجمهور.

وكان قرار الجامعة قد أتى على خلفية ضغوط من سياسيين فرنسيين يمينيين، وكذلك من المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا الذي رأى في مشاركة أبو دقّة "انتهاكاً خطراً لقيم الجمهورية الفرنسية ولمبادئ الجامعة وجريمة ضدّ الطائفة اليهودية".

وبعد حضور أبو دقّة الندوة من بين الجمهور، هدّد محافظ مدينة ليون، لوران فوكييز (يمين) بـ"تعليق التعاون المالي" مع جامعة "لوميير - ليون 2" في حال تبيّن أنّ أبو دقّة حضرت بموافقة ضمنية من قبل الجامعة، مطالباً بإثبات العكس. من جهتها، أصدرت السفارة الإسرائيلية لدى باريس بياناً رأت فيه أنّ "السماح لهذه المتحدّثة باسم الإرهاب بالتحايل على الحظر المفروض عليها" أمر "صادم ومقلق".

وخلال حضورها الندوة، على الرغم من كلّ الضغوط، قالت أبو دقّة: "تحدّثوا معي واسألوني. وإن كنتم تخافون من أن أتحدّث، اذهبوا وانظروا بأمّ أعينكم ماذا يجري في فلسطين"، مشدّدة "أنا جئت إلى هنا للمطالبة فقط بالحرية والعدالة لشعبي ولا بأيّ شيء آخر". كذلك وجّهت أبو دقّة انتقادات للمعايير المزدوجة التي يعتمدها الغرب، ولا سيّما فرنسا، في ما يخصّ القضية الفلسطينية.

تجدر الإشارة إلى أنّ أبو دقّة كانت قد شاركت، الأسبوع الماضي، في تجمّع نُظّم في مارتيغ الواقعة شمال غربي مرسيليا، للمطالبة بتحرير جورج إبراهيم عبد الله، المعتقل اللبناني في السجون الفرنسية منذ 40 عاماً. يُذكر أنّ القضاء الفرنسي كان قد وافق في العام 2013 على إطلاق سراحه، لكنّ السلطات الفرنسية أبقت عليه في سجونها. وكان عبد الله قد اعتُقل في ليون في 24 أكتوبر من عام 1984، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة من قبل محكمة الجنايات الخاصة في العام 1987 بتهمة تورّطه في اغتيال الدبلوماسيَّين الأميركي تشارلز راي والإسرائيلي ياكوف بارسيمنتوف في باريس، عام 1982.

المساهمون