أعلنت الحكومة الفرنسية، اليوم الخميس، أنّها سوف تستقبل سفينة الإنقاذ "أوشن فايكنغ" التي تقلّ مهاجرين علقوا في البحر الأبيض المتوسط، وذلك بعد رفض إيطاليا.
وفي حين أدان وزير الداخلية الفرنسية جيرالد دارمانان موقف إيطاليا "غير المقبول"، أفاد بأنّ السفينة سوف ترسو في مرفأ مدينة تولون الواقعة على ساحل فرنسا الجنوبي، ليُنقَل ثلث المهاجرين على متنها إلى الأراضي الفرنسية والباقون إلى ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى.
وتحدّث الوزير عن أسف فرنسا الشديد "لأنّ إيطاليا لم تشأ التصرّف كدولة أوروبية مسؤولة"، مشدّداً على أنّ إدارة تدفّقات الهجرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط "مشكلة أوروبية تمسّ الجميع". ولفت دارمانان إلى أنّ الحكومة الفرنسية سوف تتّخذ إجراءات لتعزيز الضوابط والأمن على الحدود مع إيطاليا، على خلفيّة هذه القضية، و"من الواضح أنّ العواقب سوف تكون وخيمة جداً على علاقاتنا الثنائية".
وتوقّع الوزير الفرنسي، عقب اجتماع حكومي، أن تصل السفينة إلى تولون بعد ظهر غد الجمعة، علماً أنّها حالياً قبالة جزيرة كورسيكا.
"We are relieved that a safe port in France has been assigned, putting an end to a critical situation. But this solution has a bitter taste: the 230 women, children, & men on our ship have been through a dire ordeal" says Xavier Lauth, @SOSMedIntl Director of Operations pic.twitter.com/kTLFg9RsE1
— SOS MEDITERRANEE (@SOSMedIntl) November 10, 2022
وأوضح دارمانان أنّ فرنسا سوف تستقبل السفينة "استثنائياً، نظراً إلى فترة الانتظار التي امتدّت 15 يوماً والتي فرضتها السلطات الإيطالية على الركاب". أضاف أنّ الركاب الذين لا يستوفون شروط طلب اللجوء سوف يرحّلون مباشرة. لكنّه أكد أنّ بلاده "سوف تتّخذ كلّ الإجراءات لتقديم المساعدة الصحية والطبية اللازمة للركاب".
وإزاء ما حصل، قرّرت فرنسا التعليق "الفوري" لمشروع مقرّر للصيف المقبل من أجل استقبال 3500 مهاجر طالب لجوء موجودين حالياً في إيطاليا. وذكّر دارمانان بأنّ ثمّة آلية أوروبية تسمح بنقل هؤلاء في دول أوروبية إلى أخرى، لا سيّما المهاجرين طالبي اللجوء الواصلين إلى ايطاليا، في إطار القانون الدولي وقانون البحار. ودعا "كلّ الأطراف الأخرى (في هذه الآلية)، لا سيّما ألمانيا" إلى تعليق خطتهم من أجل استقبال طالبي لجوء موجودين حالياً في إيطاليا.
وكانت سفينة الإنقاذ "أوشن فايكينغ" التي تديرها منظمة "إس أو إس ميديترانيه" الأوروبية غير الربحية، قد تحوّلت منذ أكثر من أسبوعَين إلى سبب لخلاف دبلوماسي بين باريس وروما. فرئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة جورجيا ميلوني منحت بضغط من دول أوروبية تصريحاً لثلاث سفن إنقاذ بحرية خاصة بالرسوّ في إيطاليا، فيما أعلنت أنّ فرنسا وافقت على استقبال "أوشن فايكنغ"، على الرغم من أنّ الحكومة الفرنسية لم تقدّم مثل هذا التعهّد.
وتجدر الإشارة إلى أنّ ميلوني التي تولّت السلطة أخيراً تتّخذ إجراءات صارمة ضدّ السفن التابعة لمنظمات الإغاثة الإنسانية، وتطالبها بنقل المهاجرين الذين تنقذهم طواقمها إلى دول أخرى.
(فرانس برس، الأناضول)