فرحة العيد منقوصة في ظل ظروف النازحين الصعبة في الشمال السوري

09 يوليو 2022
سوريون يزورون المقابر في صباح العيد (العربي الجديد)
+ الخط -

يحل عيد الأضحى على النازحين السوريين في شمالي سورية في ظل ظروف قاسية يعانون منها، لتكون فرحته منقوصة، حيث يفتقد السوريون الكثير من تقاليد العيد التي اعتادوها مع تفرق العائلات وعجزهم عن زيارة بعضهم بعضاً، فيصبح اللقاء متاحاً فقط عبر الشاشات، ويفتقد الأطفال بهجة الملابس الجديدة مع عجز الكثير من الأهالي عن شراء ملابس العيد لهم، عدا عن ظروف الحياة في الخيمة.

ولكن رغم هذه الصعوبات، لا يفارق السوريين الأمل بالأفضل، في مناسبة يترقّبونها رغم ذكريات ترافق هذه المناسبة وتعيد لأذهانهم أعزاء فُقدوا ومعتقلين غُيبوا في السجون أو قُتلوا تحت التعذيب فيها.

وفي مخيم "التح" شمال غرب إدلب، حيث يقيم عبد السلام يوسف مدير المخيم، يتشارك النازحون الأماني والآمال ذاتها بالعودة كما قال لـ"العربي الجديد"، مضيفاً "نحن كسكان المخيمات حقيقة نفتقد ضحكة العيد في كلّ عام، لا يمر العيد علينا كما كان يمر علينا في قرانا وبلداتنا، فأغلب الناس هنا لا يستطيعون إسعاد أطفالهم أو شراء الملابس لهم أو شراء حلويات العيد، الأوضاع صعبة داخل الخيام، غابت البسمة عن جميع الوجوه، نتمنى أن نعود سالمين إلى قرانا وبلداتنا التي خرجنا منها تحت ضربات المحتلين".

زيارة المقابر في صباح العيد بالشمال السوري (العربي الجديد)
زيارة المقابر في صباح العيد بالشمال السوري (العربي الجديد)

أما إبراهيم الدرويش، المهجر من ريف إدلب الجنوبي، فيقول لـ"العربي الجديد": "العيد مشابه للعيد الماضي، أمنيتنا أن يزول هذا النظام المجرم وأن نعود إلى بيوتنا، نفتقد أرضنا ومنازلنا فنحن في المخيمات العشوائية نفتقد الأهل والأحباب، نرجو أن نجتمع بالأهل والأحبة وأن نعود إلى منازلنا وبلداتنا".

والعودة إلى الديار ونيل الراحة بعد سنوات من التهجير والنزوح في المخيمات هي مطلب كافة النازحين والمهجرين مع حلول العيد بالدرجة الأولى، كما يبيّن عبد الله محمد علي الصالح، مدير مخيم حربنوش بريف إدلب الشمالي، حيث يقول "نتطلع للعودة إلى ديارنا ونفتقد كل ما خسرناه معنوياً ومادياً خلال السنوات الماضية، نتبادل الزيارات في المخيم لكن بفرحة غير مكتملة".

وفي مخيمات منطقة دير حسان، حيث تقيم سميّة المحمود، هناك فرحة للعيد بلقاء بعض الأقارب والجيران، وقالت المحمود لـ"العربي الجديد": "أغلب الجيران في المنطقة التي كنا نعيش فيها في ريف حمص الشمالي هجروا معنا عام 2018 إلى الشمال السوري، من الجيد أننا نقيم في المخيم ذاته، منذ الصباح ذهب الأطفال ليعيدوا الأقارب والجيران، طبعاً فرحتهم بالحلويات والعيدية التي ينالونها هي التي تميز أيام العيد عن باقي أيام السنة، ومن ارتدى ملابس جديدة أيضاً فرحته مضاعفة".

وتابعت المحمود "عائلتي مشتتة في عدة دول، كنت أتمنى أن نجتمع في العيد معاً، لكن هذا صعب المنال بالنسبة لي، وسأتغلب على شعور الحزن وأعيش أجواء العيد مع أطفالي، فهي أجواء فرح وسعادة رغم السنوات المريرة التي عشناها".

بدوره، قال عدنان أبو الطيب، المهجر من ريف حلب الشمالي، لـ"العربي الجديد": "أفتقد في هذا العيد رؤية أمي وإخوتي، أمي تقيم في تركيا وأشقائي وشقيقاتي كل واحد منهم في مكان. للعيد فرحة مختلفة بحال كان مع الأهل والأقارب، أفتقد أبي المتوفى أيضاً وأحن له وأتذكره على الدوام، رجائي الوحيد أن اجتمع مع أمي وأشقائي، فهذه فرحة كبيرة بالنسبة لي ولأطفالي".

ويبقى العيد متنفساً للنازحين في مناطق شمال سورية، البالغ عددهم نحو 1.5 مليون إنسان، لأخذ قسط راحة من هموم الحياة ومصاعبها، والخروج من أجواء الخيام في أكثر من 1489 مخيماً تترامى أطرافها في المساحة الجغرافية المكتظة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في المنقطة.

المساهمون