غوتيريس في "كوب 28": السبيل الوحيد لإنقاذ كوكب يحترق هو التوقّف عن استخدام الوقود الأحفوري

01 ديسمبر 2023
غوتيريس: يجب التوقف عن حرق الوقود الأحفوري وليس تقليله ولا تخفيضه (كريس جاكسون/ Getty)
+ الخط -

انطلقت أعمال اليوم الثاني من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 28)، اليوم الجمعة، بكلمة توجّه فيها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى قادة العالم مشدّداً على أنّ حرق الوقود الأحفوري لا بدّ من أن يتوقّف فوراً، وموضحاً أنّ تخفيض استخدامه لن يكون كافياً لوقف ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأكد غوتيريس أمام المؤتمر أنّه "لا يمكننا إنقاذ كوكب يحترق بواسطة خرطوم من الوقود الأحفوري". لكنّ الرئيسَين الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينغ، اللذَين يتسبّب بلداهما بـ40 في المائة من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في العالم، لم يتلقيا الرسالة، إذ غابا عن المؤتمر.

وشدّد غوتيريس على أنّه "لن نصل إلى حدّ 1.5 درجة (لارتفاع درجات الحرارة) إلا إذا توقّفنا في نهاية المطاف عن حرق الوقود الأحفوري وليس بتقليله ولا تخفيضه". وحثّ شركات الوقود الأحفوري على الاستثمار في الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجدّدة، طالباً من الحكومات المساعدة في اتخاذ القرارات الصحيحة بواسطة الجهات التنظيمية والتشريعات، بطرق تشمل "إنهاء دعم الوقود الأحفوري وفرض ضرائب استثنائية على أرباح القطاع".

ووسط غياب رئيسَي الولايات المتحدة الأميركية والصين، بعد أسابيع فقط من الإعلان عن اتفاق ثنائي للمساعدة في تخفيض انبعاثات غاز الميثان، يبدو رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي تختنق كبرى مدنه بسبب سوء جودة الهواء، المتحدّث الذي يمثّل أكبر مصدر لانبعاثات الكربون، من بين أكثر من 140 من زعيماً من المقرّر أن يلقوا كلمات لهم أمام مؤتمر "كوب 28". وبعد مودي، يأتي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أحد كبار منتجي النفط.

وبحسب المراقين، فإنّ محادثات المناخ الدولية تتحوّل في هذَين اليومَين إلى "لعبة قوة" وسط خطابات زعماء العالم.

وإلى جانب مودي وبن سلمان، تتّجه الأنظار إلى رئيس البرازيل اليساري لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي تُعَدّ بلاده موطن أكبر منطقة لاحتجاز الكربون الطبيعي على الأرض في العالم، غابات الأمازون المطيرة، علماً أنّه كان قد لاقى ترحيباً استثنائياً في مؤتمر العام الماضي بعد إطاحة منافسه المحافظ جايير بولسونارو.

كذلك، يشارك زعماء دول المتضرّرة بشدّة من الفيضانات والعواصف والجفاف وموجات الحرارة، التي تفاقمت بسبب تغيّر المناخ نتيجة حرق الفحم والنفط والغاز، في هذا المؤتمر. ومن بين تلك الدول، جزر بالاو وجزر المالديف بالإضافة إلى باكستان وليبيا اللتَين دمّرتهما فيضانات جارفة أخيراً.

من جهة أخرى، من المتوقّع أن يجري الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ "أحاديث ودية" مع بعض أكبر اللاعبين الأقوياء في الشرق الأوسط، على خلفية التوترات الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي عاد الاحتلال ليستأنفها اليوم بعد هدنة استمرّت سبعة أيام.

يُذكر أنّ أعمال الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 28) كانت قد بدأت، أمس الخميس، بـ"نجاح"، مع إعلان "تشغيل صندوق الخسائر والأضرار" للدول الأكثر عرضةً لتداعيات تغيّر المناخ. فهذا القرار يُعَدّ إنجازاً تاريخياً، على الرغم من أنّ الوعود الأولى المرتبطة بالتمويل (نحو 400 مليون دولار أميركي) ما زالت رمزية في مواجهة الاحتياجات التي تقدّر بمئات مليارات الدولارات.

وإلى جانب هذا المؤشّر الإيجابي الضروري لتخفيف حدّة التوترات بين دول الشمال والجنوب، ما زال يتعيّن خوض مفاوضات شاقة حتى نهاية المؤتمر في 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لتصحيح المسار الذي يأخذ البشرية نحو احترار مناخي يتراوح ما بين 2.5 و2.9 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية.

(رويترز، أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون