"غليان" عراقي مع مشاهد الحرب المستمرة في غزة

25 أكتوبر 2023
دعم للفلسطينيين من العراق (مرتضى السوداني/ الأناضول)
+ الخط -

ينشغل العراقيون بمتابعة الانتهاكات والاعتداءات وعمليات القصف والإبادة الجماعية الوحشية التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون في غزة. وهم اندفعوا مرات إلى الميادين والساحات لإعلان تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وقضيتهم، ورفضهم التام للاعتداءات والجرائم التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد المدنيين، خصوصاً مجزرة المستشفى المعمداني حيث قتل أكثر من 500 مدني غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وتشهد المؤسسات الرسمية والجامعات والمدارس في محافظات العراق، خلال هذه الأيام، وقفات للتضامن مع شهداء غزة وضحايا المستشفى المعمداني، فيما أعلن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، في وقت سابق، الحداد مدة ثلاثة أيام، بالتزامن مع مواصلة التنديد الشعبي بالعدوان الإسرائيلي، واتباعه سياسة الأرض المحروقة في تنفيذ غارات مدمّرة تستهدف الأحياء السكنية.
تقول الناشطة زهراء صادق (33 عاماً) لـ"العربي الجديد": "من واجب العراقيين والعرب أن يدعموا القضية الفلسطينية لأسباب عدة، أولها إنساني باعتبار أن مدنيي غزة هم الأكثر تضرراً بالعمليات الحربية، وهم أصحاب الأرض الذين يجب أن تتحقق مطالبهم. ونحن نشاركهم باللغة والدين، ونعتبر أن الدفاع عن القضية الفلسطينية ومساندتها بين أهم مسؤولياتنا".
تضيف: "يعتبر الناشطون في العراق أن تحقيق العدالة الإنسانية يتطلب عدم التغاضي عن القضايا الإنسانية الكبرى، لذا يدعمون ويناصرون قضية الشعب الفلسطيني الذي يرفضون أن يتعرض لظلم وإبادة. وهم يرون أن الوقفات والاحتجاجات والظهور الإعلامي تساهم في تحريك الرأي العام لمحاولة وقف الاعتداءات على غزة وأهلها".
ويقول الصحافي حسين هادي لـ"العربي الجديد": "يشعر العراقيون بحزن عميق وغضب شديد تجاه ما يحدث مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المنكوب، وأيضاً بأن حيلته قليلة في نصرة ودعم هذا الشعب. ويمكن القول حالياً إن مشاعر الغضب تغلي في الشارع العراقي على كل المستويات الشعبية والفعاليات الاجتماعية من الموقف العربي المتفرج والخجول من تأييد الأميركيين والغرب جرائم الكيان الصهيوني وعدوانه".

ولا يستبعد هادي أن "يظهر الشعب العراقي وكل الشعوب العربية تشددها في حال استمرت جرائم الكيان الصهيوني في غزة. ونحن نسمع في العراق حالياً دعوات إلى التطوع في صفوف تشكيلات نظامية للمقاومة ضد الكيان الإسرائيلي، ما يعني أن غضب وتصعيد العراقيين قد يحدث في أي لحظة".
أما زينة الشمري (30 عاماً) فتقول لـ"العربي الجديد": "كنت أعتقد أن مآسي وأوجاع العراقيين المستمرة منذ عقود تفوق شعوب المنطقة العربية، لكن العنف والوحشية اللذين شاهدتهما من قبل الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين في غزة خلال الأيام الماضية يفوق أي توترات واعتداءات حصلت تاريخياً على حقوق الإنسان في العالم".

وتتحدث عن أن "العراقيين يراقبون ويدعمون بألم وحسرة ما يحصل في غزة، والذي كشف لنا المفاهيم الإنسانية الكاذبة للكيان الإسرائيلي والدول الغربية التي تسانده، وأنها ليست إلا شعارات وكلاماً فارغاً وخداعاً". وتشدد على أن "المواقف العراقية الشعبية والحكومية كانت أكثر أهمية وشجاعة من مواقف بعض الدول العربية التي تماهت مع الاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني".
من جهته، يرى أبو رامي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "العراقيين ورثوا الدعم المتواصل للقضية الفلسطينية والدفاع عن المدنيين الذين يحاصرهم الكيان الصهيوني، الذي كان دائماً عدواً لنا في مراجعنا الثقافية والتعليمية، وكنّا نهتف دائماً ضده في المدارس والميادين، ونعتبر أنه يغتصب حقوق العرب ويروّج الأكاذيب، ويعمل لإشاعة الفوضى في الوطن العربي لمواصلة مخططاته التوسعية في الأراضي الفلسطينية".
يتابع: "يدعم العراقيون فلسطين من دون شروط، وهم مع قضيتها الإنسانية والتاريخية، ويعرفون أن ضريبة هذا التضامن والدعم قد تكون قاسية على بلدهم، لا سيما أن إسرائيل تسعى إلى تدمير الدول التي ترفض التطبيع، لكن موقف الشعب العراقي ثابت من القضية الفلسطينية، ويقف إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق تطلعاته ونيل كل حقوقه الشرعية".

ويشير أستاذ العلوم السياسية في جامعة بابل يحيى العبودي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الشعب العراقي يواصل دعمه الفلسطينيين بكل الطرق، وما فعلته إسرائيل أسس جيلاً عراقياً جديداً يشاهد بلقطات مباشرة وحشية الكيان في غزة من خلال عملية طوفان الأقصى. وهكذا أضيف جيل جديد إلى الشعب العراقي يرفض التطبيع ويؤمن بحق الشعب الفلسطيني في أرضه".
يتابع: "لا يلتزم الاحتلال الصهيوني بالقرارات الدولية والأممية، ويمارس التضليل والكذب غير العادي في تبرير جرائمه ضد الفلسطينيين، والتعامل بعنصرية ووحشية معهم عبر فرض الحصار وتجاوز المقدسات وانتهاك القيم والمبادئ الإنسانية. ومن البديهي أن الدعم العراقي يتصاعد بما يحدث في غزة حالياً مع توسّع القتال بين الفلسطينيين والكيان الإسرائيلي، وهو لن يتغير أو يتراجع، بل يزداد مع تنامي الإجرام الصهيوني".

المساهمون